نحن لا نكتب فى التاريخ بأى رأى يقفز الى عقولنا ونقول هذه رؤيتى . هذا هوى . والباحث التاريخى والذى يتدبر القرآن لا يدخل على البحث والتدبر بهواه يقول ( أى كلام ) ثم يقول : هذه رؤيتى . بل يدخل متجردا من كل هوى باحثا عن الحقيقة ، ومستعملا أدوات البحث .
فى القرآن الكريم لا بد من فهم مصطلحاته وأساليبه ولسانه العربية والاختلافات بينه وبين التراث من حيث المصطلحات ومن حيث المناهج فى التشريع وفى القصص .
فى البحث التاريخى لا بد من فهم المصطلحات التاريخية لكل عصر ولكل طائفة ومذهب ، ولا بد من فهم مناهج المؤرخين ومدارسهم وخلفياتهم المذهبية والتاريخية ، ودراسة الاختلافات والتداخلات بين الروايات وأسانيدها ، وهل سمع المؤرخ من فلان وأدرك عصره أم لا ، ويختلف هذا حين ينقل المؤرخ عن السابقين أو أن يكون المؤرخ شاهدا على عصره يكتب ما يراه وما يسمعه ، وينقل عن مصادر يعرفها . ، تختلف أساليب الباحث التاريخى فى بحث الروايات تبعا لذلك كله . وقد كتبنا مؤلفات فى أسس البحث التاريخى ومناهج المؤرخين وأعلام المؤرخين وكتبنا كتبا فى دراسات عملية للبحث التاريخى ، منها عن المؤرخ ابن الصيرفى والمجتمع المصرى فى عصر قايتباى ، وغير ذلك وهو منشور هنا .
البحث التاريخى معقد جدا وله المتخصصون فيه وهم الآن ـ فى عصرنا البائس ـ نادرون .
أنصحك أن تتعلم من موقعنا ومن كتاباتنا كيف تتدبر القرآن وكيف تكون باحثا تاريخيا حقيقيا .