آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
علم الله جل وعلا بكل شىء شامل لكل شىء ، وهو قبل الزمان ، فالله جل وعلا هو الأول وهو الآخر ، هو جل وعلا فوق الزمان لأنه خالق الزمان ، هذا بينما تعيش مخلوقاته فى إطار الزمان الذى حدده خالق الزمان والمكان .إلا إن الله جل وعلا يخاطب البشر بثقافتهم ومدركاتهم . وهذا هو اسلوب ( المشاكلة ) . ومنه قوله جل وعلا (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الانفال) .
المشاكلة فى موضوع العلم فى الآيات الكريمة المُشار اليها أن نفهم أننا لن ندخل الجنة إلا بعد تقديم مستحقاتها من الجهاد والصبر . وبالتالى لا بد أن نقدم مهر الجنة حتى نستحقها . هذه هى ثقافتنا ومدركاتنا ، أن نقدم شيئا لنستحق المكافأة عليه . وبهذا نتعامل بهذه الثقافة مع بعضنا . فالذى يجتهد يكافأ بإجتهاده . إستعمل رب العزة نفس اسلوب ، بنفس الشكل ، وهو اسلوب المشاكلة . نفس الحال فى وقت ضعف المؤمنين ، هم يعلمون أنه بهم ضعفا ، فإستعمل الله جل وعلا نفس الاسلوب أنه (علم أن بهم ضعفا ) .
لا يستطيع العقل البشرى إدراك صفات الرحمن جل وعلا ولا ذاته العلية ، وليس العقل البشرى مؤهلا لذلك . يكفى أنه يتوه لو فكر فى بلايين البلايين من المجرات والتى هى مجرد ما بين السماوات والأرض . فكيف بفاطر السماوات والأرض . لذا يأتى اسلوب المجاز فى القرآن الكريم من التشبيه والاستعارة والكناية والمشاكلة .
وقد سجلنا حلقات فى برنامج لحظات قرآنية عن الاسلوب العلمى التقريرى والاسلوب المجازى فى القرآن الكريم .