اسلوب المشاكلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٩ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
يقول الله تعالى فى سورة آل عمران(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)آية142 ويقول تعالى فى سورة التوبة(أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجةوالله خبير بما تعملون)آية 16 ويقول جل وعلا فى سورة الأنفال(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)آية66.فكيف يتفق هذا مع علم الله المطلق وأنه سبحانه وتعالى فوق الزمان والمكان ؟ وشكرا
آحمد صبحي منصور

علم الله جل وعلا بكل شىء شامل لكل شىء ، وهو قبل الزمان ، فالله جل وعلا هو الأول وهو الآخر ، هو جل وعلا فوق الزمان لأنه خالق الزمان ، هذا بينما تعيش مخلوقاته فى إطار الزمان الذى حدده خالق الزمان والمكان .إلا إن الله جل وعلا يخاطب البشر بثقافتهم ومدركاتهم . وهذا هو اسلوب ( المشاكلة ) . ومنه قوله جل وعلا (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) الانفال) .

 المشاكلة فى موضوع العلم فى الآيات الكريمة المُشار اليها أن نفهم أننا لن ندخل الجنة إلا بعد تقديم مستحقاتها من الجهاد والصبر . وبالتالى لا بد أن نقدم مهر الجنة حتى نستحقها . هذه هى ثقافتنا ومدركاتنا ، أن نقدم شيئا لنستحق المكافأة عليه . وبهذا نتعامل بهذه الثقافة مع بعضنا . فالذى يجتهد يكافأ بإجتهاده . إستعمل رب العزة نفس اسلوب ، بنفس الشكل ، وهو اسلوب المشاكلة . نفس الحال فى وقت ضعف المؤمنين ، هم يعلمون أنه بهم ضعفا ، فإستعمل الله جل وعلا نفس الاسلوب أنه (علم أن بهم ضعفا ) .

لا يستطيع العقل البشرى إدراك صفات الرحمن جل وعلا ولا ذاته العلية ، وليس العقل البشرى مؤهلا لذلك . يكفى أنه يتوه لو فكر فى بلايين البلايين من المجرات والتى هى مجرد ما بين السماوات والأرض . فكيف بفاطر السماوات والأرض . لذا يأتى اسلوب المجاز فى القرآن الكريم من التشبيه والاستعارة والكناية والمشاكلة .

وقد سجلنا حلقات فى برنامج لحظات قرآنية عن الاسلوب العلمى التقريرى والاسلوب المجازى فى القرآن الكريم .

اجمالي القراءات 6512