إجتناب الطاغوت

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٧ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
منذ أيام مررت بموقف حيث أردت أن أصلح بين زوجين، حيث كان الزوج (والذي هو قريبي السني) مخطئ نوعًا ما في حق زوجته... المهم أنه بعد أن تحاورنا وحاولت الإصلاح بينهما، إنفردت بالزوج لوحدنا، فأردت أن أنصحه بعيدًا عن زوجته وأذكره بالله وإستشهدت بآيات من كتاب الله عن معاشرتهم بالمعروف، وفي النهاية قلت "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"، وقد تحدثت عن رحمة النبي وإحسانه لزوجاته، وقلت بعض الأقوال المنسوبة لنبي الله لعلها تقع في نفسه مثل "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة" و "فأتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهنّ بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله"... وقد كنت أتحرى أن لا أذكر قول منسوب للنبي عن تشريع أو شيء من ذلك، ولكن أقوال وعبر فقط. وفي الحقيقة، منذ أن خرجت من عندهم وأنا أفكر، هل ما قمت به صحيح؟ إذا مررت بموقف مماثل هل أستشهد بمثل هذه المرويات؟ هي بالنسبة لي تاريخ جميل فيها عبره عن النبي محمد وعن حرحمته وحسن خلقه لا أكثر ولا أقل. أشكرك لوقتك يا دكتوري العزيز.
آحمد صبحي منصور

أكرمك الله جل وعلا . وجزاك خيرا . وأقول :

أولا : نحن مأمورون بإجتناب الطاغوت . والطاغوت هو أى حديث أو قول منسوب للنبى او لرب العزة جل وعلا ، أى الوحى الشيطانى . هناك أقوال رائعة قالها حكماء وفلاسفة وأدباء ، ولكنها ليست دينا ، ولم يقم أحد بإسنادها للنبى وجعلها حديث نبويا . الطاغوت هو نسبة أى قول ـ حسنا كان أو سيئا ـ للنبى أو لرب العزة وجعله دينا إفتراءا على جل وعلا . وهذا يعنى أنه جل وعلا أنزل دينا ناقصا يحتاج الى أن يكمله البشر من عندهم .  

ثانيا : لو لجأت للقرآن الكريم وما فيه من وعظ لوجد مئات الآيات التى تكفيك وزيادة .

ثالثا : اُعذرنى أخى .. ليست هذه حجة ، أن تقنعه بأقاويل هى عنده أحاديث طبقا لدينه الأرضى السُّنى . لأنه إن لم يقتنع بالقرآن فلا خير فيه ، ثم ــ وهذا هو الأهم ـ أنك أنت مأمور بإجتناب الرجس من الأوثان واجتناب قول الزور وإجتناب الطاغوت . والاجتناب يعنى الابتعاد عنها . وليس من الاجتناب أن تذكرها بدون إسناد . لأنها معروفة على أنها حديث بدون أن يقال ( قال رسول الله . )

رابعا : ليست هذه الأحاديث تاريخا جميلا عن النبى محمد وعن أخلاقياته . هو لم يقلها ولم تكن معروفة فى عصره. هى أحاديث تم صنعها فى العصر العباسى بعد موته بقرنين وأكثر .

 الذى يمكن أن يقال عنه أنه تاريخ حقيقى للنبى وما يمكن أن نعتبره أقوالا حقيقية له هو فقط ما جاء عنه فى القرآن الكريم ، وأيضا ما جاء فى القرآن بكلمة ( قُل ) . فتلك هى أقواله . ولنا كتاب منشور بهذا المعنى .

اجمالي القراءات 4831