الخمر من تانى ..!!

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٤ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
كيف يكون الخمر محرما وهو لم يرد في الآية رقم 145 من سورة الأنعام ( قل لا اجد في ما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم ) لقد قرأت في تفسير معنى الاجتناب أنه الابتعاد عن شيء في متناول الإنسان وليس التحريم كأن تنصح أم مثل ابنها الصغير الذي يذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام بقولها ((اجتنب الحفر)) وبهذا يكون معنى اجتناب الخمر أشبه بالمكروه حسب لغة الفقهاء وليس التحريم
آحمد صبحي منصور

الاية الكريمة ( قل لا اجد فى ما أوحى الى محرما على طاعم يطعمه ..) ( الأنعام 145 ) تتحدث عن المحرمات فى الطعام فقط. وليس ها شأن بالشراب. وهناك فارق بين (الأكل ) و الشرب . وفى كل منهما الحلال المسموح و الحرام الممنوع. يقول تعالى عنهما معا ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ( الأعراف 31 ) فلو كان الأكل شاملا للشرب وداخلا فيه ما جاء تخصيص للشرب.
بل إن الآية الكريمة التى تفضلت بالاستشهاد بها وهى الاية رقم 145 من سورة الأنعام ( قل لا أجد فى ما أوحى الى محرما ) سبقتها آيات كريمة تتحدث عن الأكل من الثماروالأنعام وتحذر من تحريم الأكل مما أحله الله تعالى من الانعام ( الأنعام 141 : 144 )أى أن السياق يتحدث عن المحرم فى الطعام فقط وليس الشراب.
أما مصطلح (الاجتناب ) و ( عدم الاقتراب ) فهو يفيد التأكيد فى التحريم ـ إذ لا يقتصر على تحريم الشىء نفسه ولكن تحريم كل ما يقرب منه ، فالزنا ليس فقط محرما فى ذاته وانما كل ما يفربك منه من تفكير و حديث ونظرة و لمسه ..الخ . وكذلك التعامل مع الخمر و الأنصاب ( الأضرحة المقدسة ) و الميسر ( القمار ) و الأزلام اى المجىء لمن يزعم علم الغيب أو تصديقه والتعامل معه بأى كيفية.
والملاحظ ان التحريم العادى فى أكل الميتة والدم ولحم الخنزير و المقدم نذرا لغير الله تعالى لا يشمل تحريم الاقتراب من تلك الأشياء ، أو تحريم التعامل معها باى كيفية أخرى غير الأكل .
وهذا هو الفارق بين التحريم العادى والتحريم المؤكد بالمر بالاجتناب والنهى عن الاقتراب.

اجمالي القراءات 16439