لن ينال الله لحومها

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٨ - سبتمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى قول الله عز وجل ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )
آحمد صبحي منصور

جاء هذا فى سياق تشريعات الحج ن وما يخص تقديم الهدى من الذبائح من الأنعام إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، وهذا من شعائر الحج الى البيت الحرام . يقول جل وعلا عن هذه الحيوانات المقدمة هديا ـ هدية ـ : ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ (37) الحج ) . أى تقديمها وذبحها هو من شعائر الله جل وعلا ، وعليكم أن تذكروا إسم الله عليها عند الذبح بإعتبارها مقدمة هديا لوجه الله جل وعلا ، ثم لكم أن تاكلوا منها ، وأن تعطوا منها من يسأل ومن يترفع عن السؤال . والله جل وعلا سخر لنا هذه الأنعام ( وهى من كلمة نعمة ) لعلنا نشكره جل وعلا على نعمته . ثم إن الله جل وعلا ليس محتاجا لهذا ، ولا يناله منها شىء . ولكن الذى يناله ويصل اليه هو التقوى حين تقدمون هذا الهدى إبتغاء مرضاته جل وعلا .

وهنا اسلوب مشاكلة فى قوله جل وعلا :(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) . والمشاكلة تأتى بالتعبير بنفس شكل اللفظ كى يفهم البشر ، وهذا فيما يخص تعامل الله جل وعلا مع البشر ، مثل ( ويمكرون ويمكر الله ) . فالله جل وعلا لا يستفيد شيئا من تلك الذبائح ، ولكن الذى يرتفع اليه هو عملكم الصالح ، قال جل وعلا : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ  ) (10) فاطر ) . 

اجمالي القراءات 4751