تقديس الراشدين

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٦ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
• اشكر مجهودك الكبير فى توضيح الكثير مما التيس علينا ومما كنا نعتقد انه حقيقة مسلم بها و كل ذلك من خلال فهم و تدبر ايات القران الكريم ، استاذى الفاضل نحن ننكر الاحاديث لتناقضها و اختلافها مع ايات القرات الكريم و من اسباب عدم مصداقيتها هو تدوينها كما يزعمون بعد اكثر من 200 عام ولذا استاذى الفاضل فانا ارفض كل ما تم تدوينه عن غزوات الرسول ( ص ) و كذلك الفتوحات الاسلامية فـ بالتاكيد اغلبها غير حقيقى و تم اضافات لاظهار صورة البطل القوى الذى يصرع خصمه و ذلك على الصحابة ، فلذلك كما انكرنا ما دون عن الاحاديث فيجب ان ننكر ما دون عن الفتوحات و اذا كان هناك مرجعية لنفد الاحاديث الا و هى القران الكريم ، لكن لا توجد مرجعية لبحث مضدافية ما كتب عن الفتوحات فلذا ( فلنترك هذه الفترة وحسابها عند الله ) فلا نقول غزو و نشهر بها لان من الممكن ان يكون اهل هذه البلاد استنجدوا بالمسلمين ( جائز ) فلم يتم تدوين اخبار هذه الفترة لدرجة اختلافهم فى تواريخ كثيرة حتى فى عهد الرسول لا نعرف تاريخ تحويل القبلة ولا الاسراء و لا ........... ولم اقراء اعتراض اى من الصحابة على هذه الفتوحات ، فلو لم تكن فتوحات لاعترض بعض الصحابة و لم يشاركوا فيها فليس من المعقول ان كل من عاصروا الرسول صلى الله عليه و سلم نسوا تعاليم الدين و انخرطوا فى القتال ، ولكم تحياتى و شكرا على سعة صدركم.
آحمد صبحي منصور

من أُسُس البحث التاريخى أن نتعامل مع كتابات المؤرخين كما هى ، أى لا نفرض أُمنياتنا على تاريخ السابقين ، وهذا هو الفارق بين كاتب القصة وبين الباحث التاريخى . الكاتب القصصى يخلق شخصياته وخلق أحداثها ويضع الحوار على لسان أبطالها ، وكل هذا من صُنع خياله . والقارى يعرف هذا ويتفاعل مع خيال الكاتب القصصى . أما الباحث التاريخى فهو يدخل حجرة ــ مثلا ـ هى حجرة تايخ الخلفاء الراشدين ، وعليه أن يقرأ متمعنا ما كتبه المؤرخون لعصر الخلفاء الراشدين . ليس أن يكتب تاريخهم من خياله ، بل يتعامل مع الموجود فقط كما هو . غاية ما هنالك أن له منهجا للبحث عليه الإلتزام به ، فى فحص الروايات ـ من واقع فهمه للعصر ، وتوضيح ما بينها من تناقض أو تداخل ، وبحث الرواية من حيث السند ، ومنهم المؤرخ ( الطبرى ، ابن سعد ، ابن الأثير ، ابن الجوزى ) فى التأريخ ، وما ينقله عن الآخرين ومدى صدقه فى النقل ، ومذهبه الذى ينتمى اليه والى مدى يؤثر فى تأريخه ، فالمؤرخ الشيعى ـ مثلا ــ  يتحامل على ابى بكر وعمر وعثمان ، والمؤرخ السُّنّى قد يضع روايات فى تقديس ابى بكر وعمر وعثمان . لا بد من توخى الحذر فى التعامل مع هذه الروايات . وهذا ما إلتزمنا به فى بحثنا عن الخلفاء الراشدين والفتنة الكبرى الثانية ( ابن الزبير ) ومذبحة كربلاء . إعتمدنا على ما كتبه المؤرخون السنيون فقط . ومن كلامهم ورواياتهم أظهرنا المسكوت عنه من تاريخ الراشدين والسلف الصالح . ولا يستطيع أى مُنصف أن يتهمنا بالافتراء عليهم . لأنه تاريخهم الذى أوضحناه مما كتبه السنيون الذين يقدسونهم . لم نكتب عنهم مما قاله الشيعة أو مما قاله المستشرقون .

القرآن الكريم هو الدين وهو الحقيقة المطلقة التى لا ريب فيها . الحقيقة التاريخية حقيقة نسبية تحتمل الصدق والكذب ، سواء ما سجله المؤرخون أما ما يصل اليه الباحث التاريخى . فالتاريخ ليس دينا ، بل هو صناعة بشرية مكتوبه . وما فعله البشر فى حياتهم ـ كل البشر ـ ليس دينا بل تصرفات بشريه فيها العمل الصالح والعمل السىء . التاريخ الحقيقى هو الذى سيظهر يوم القيامة فى كتاب أعمالنا .  

من أسف أن ما تقوله هو إنعكاس لتقديسك للخلفاء الراشدين ، وهذا التقديس يعنى إما وإما . إما ان يكونوا معصومين من الخطأ آلهة منزهة عن الخطأ وإما أن نلغى تاريخهم المكتوب بيد أتباعهم .

أرجو أن يكون تقديسك لرب العزة جل وعلا وحده .

اجمالي القراءات 4524