آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ١٢ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أخى الحبيب شيخ أحمد درامى ، أكرمك الله جل وعلا وجزاك خيرا .
تعلم أننى أؤكد دائما أنه لا يعلم الغيب إلا الله جل وعلا ، وأنه لا تدرى نفس ماذا تكسب غدا وبأى أرض تموت . وتعلم أننى عشت شطرا من العمر فى إضطهاد وضنك كان من الممكن أن يعصف بى لولا الايمان برب العزة جل وعلا وبحتميات القضاء والقدر . ولقد عرفت الراحة فى ظل الاحساس بمعايشة الاقتراب الموت . الناس تخاف الموت ، وكنت أتمناه وأرجوه لأستريح من عالم يرفضنى وأرجو صلاحه . بمعايشة الاقتراب من الموت تهون كل المصائب وتتوارى كل الأحزان ، وكنت أبتسم ..ولا .. زلت ..
أنا الآن أقترب من السبعين ، وقد عشت مع مناضلين ماتوا فى ريعان صحتهم ، منهم من إغتاله الوهابيون مثل رفيقى د فرج فودة . مات كثيرون ولا زلت حيا برغم مئات الفتاوى التى تنادى بقتلى . أعلم أننى سأموت فى موعدى ، وأنه لا تستطيع قوة فى العالم أن تميتنى قبل موعد موتى ، أو أن تمنع موتى عند حلول الأجل . الاقتراب من السبعين قد يحثّ الانسان على التفكر فى الموت ..إنتهى الضنك الذى كنتُ فيه فى مصر ، ولكن الاقتراب من الموت أمر طبيعى ، فهى المرحلة الأخيرة من العُمر ، سواء كانت عشرين يوما أو عشرين عاما .
ولله جل وعلا الأمر من قبل ومن بعد .