خطبة النساء سرا

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٢ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
( وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) . حيرتني هذه الآية كثيراً . لم أجد في المعجم معنى واضح للمواعدة . فهل المواعدة معناها كالذي متداول في عصرنا هذا . و لا أفهم كيف يجوز المواعدة سراً في حالة القول المعروف .
آحمد صبحي منصور

يقول جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة ). هى آية تتحدث عن حق الأرملة فى الزواج بعد إنتهاء عدتها . الآية التالية تتحدث عن خطبة النساء ، من أرامل وغيرهن.

ثم  يقول رب العزة جل وعلا :  ( وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) البقرة ). هنا كلام عن الخطبة ، وهى عرض الزواج . ومستفاد منه جواز عرض الزواج ( أو الخطبة ) على المرأة نفسها دون أهلها . وجواز ان يكون هذا العرض بالزواج سريا بشرط التقوى ، وهنا يأتى جواز المواعدة أو التلاقى بتحذيرات تستوجب التقوى : (وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ).

وآيات التشريع ترتبط بالأمر بالتقوى ، بإعتبار التقوى هى المقصد الأعلى للتشريع ، أى تجعل تنفيذ وتطبيق الأمر التشريعى مرتبطا بما نسميه بالضمير ، أو بأن يتقى المؤمن ربه جل وعلا ، ولا يفعل مثل الذى يتحايل على القانون الوضعى . يمكن للإنسان أن يتحايل على القانون الوضعى ، لكن المؤمن يعلم أن ربه جل وعلا يراه ويعلم ما فى نفسه وأنه جل وعلا سيؤاخذه بما يفعل .

المواعدة السرية لا باس بها طالما هناك تقوى . ولكنها تكون وبالا فى مجتمع  يحترف النفاق ويرفع لواء التدين السطحى ، ثم يمارس تحت شعار الدين كل المحرمات سرا ، وهنا تكون المواعدة فى الفحشاء ، حيث يستخفون من الناس ولا يستخفون من رب العزة جل وعلا وهو معهم .

نصيحة : تدبر القرآن من خلال القرآن نفسه ، وليس بالقواميس . برجاء مراجعة ما كتبناه عن تدبر القرآن الكريم .

اجمالي القراءات 8494