ميراث 28 مليون دولار

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٨ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أعيش فى أمريكا من ثلاثين سنة ، وأنا على المعاش واحوالى مستقرة بعد اطمئنانى على أولادى ونجاحهم . فى العام الماضى جاءنى ايميل من محامى يخبرنى أن واحد قريبى مصرى يحمل اسم عائلتى قد مات فى حادث تحطم طيارة فى جنوب افريقيا ، وهو مقيم فى نفس الولاية التى اعيش فيها ، وان له رصيد فى البنك 28 مليون دولار ، ولا يعرف له أقارب سواى ، ويريد منى أن أذهب الى هونج كونج واثبات قرابتى لأحصل على رصيد هذا الرجل الذى هو قريبى . إعتبرت الايميل سبام ولغيته . ولكن تكررت الرسالة . وكل مرة ألغيها . بعدها بعدة شهور جاءنى ايميل من موظف بنفس البنك يقول نفس الموضوع ، وفيه معلومات عن الشخص المتوفى . أهملت الرد عليه وقلت انها محاولات نصب . ثم جاءنى تليفون من نفس الشخص قال انه من نفس البنك وأن المهلة التى لاستلامى الرصيد أوشكت على الانتهاء ، وانه يريد عقد صفقة معى للمشاركة فى الاستيلاء على الرصيد قبل أن يستولى عليه البنك . وقلت له اننى لا أعرف هذا الشخص المتوفى ولا صلة لى به ، هو مجرد تشابه فى الاسماء رغم اننا من مصر ونعيش فى ولاية أمريكية واحدة ، ومن الأفضل البحث عن أقاربه فى مصر. فقال لى أنهم تحروا عن أقاربه فى مصر وتأكدوا أنه لا أهل له ، وأنا الوحيد الذى أحمل اسم جده أو عائلته . وما فيش مشكلة ، شوية إجراءات وآخذ الرصيد بمساعدته وله نصف المبلغ هو وشركاه فى البنك . قلت له سيبنى أفكر . وظللت أفكر .. وبعدها باسبوع طلبنى فى التليفون وقال انه سيصل الى نيويورك حيث أقيم ويطلب منى مقابلته ضرورى لأن الوقت المتاح قليل ولا بد من تسوية الأمر بسرعة حتى لا يضيع ال 28 مليون دولار . أنا حيران ، واريد رأيك يا شيخ منصور . انا مش محتاج لهذا المبلغ وانا فوق السبعين واولادى متوفقين فى عملهم . وأرغب فى أخذ هذا المال لأتبرع بمعظمه للأعمال الخيرية ، وللمركز العالمى للقرآن الكريم . فهل حرام أن آخذ هذا المبلغ بدلا من أن يستولى عليه البنك ؟
آحمد صبحي منصور

حرام قطعا .

هو ليس مالك ، بل مال الغير . وحصولك على ماليس حقا لك هو حرام .

والله جل وعلا لايقبل الاحسان والصدقة والتبرع إلا من المال الحلال . ويقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)   ) البقرة ) هذا من الناحية الاسلامية .

من ناحية أخرى : أرى ألّا تأمن لعصابة البنك هذه ، وخصوصا فى هونج كونج المشهورة بالاحتيال والعصابات العادية والعصابات البنكية ومن ذوى الياقات البيضاء . من السهل التخلص منك هناك وسلب ما ستأخذه ، أى ربما ستكون مجرد وسيلة لنهب تركة هذا الرجل المجهول . أنت الآن فى نهاية العمر ، وقد كافحت فى الغربة حتى ربيت أولادك وتعيش الآن فى راحة بال . لا تضيع هذا ولو ببلايين الدنيا . لو أخذت ما ليس حقا لك ـ بأى ذريعة ـ ستدفع الثمن من صفائك النفسى وراحة بالك ، وربما حياتك ، وربما تظهر الحقيقة ويظهر أقارب للرجل المتوفى وتعيش ما تبقى من عمرك فى السجن .

ليس هناك أفضل من الاستقامة والعيش من الرزق الحلال .

اجمالي القراءات 7554