الطهارة من تانى.!!

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٩ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الاستاذ الكريم احمد صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا شاب من العراق وتحديدا من محافظة النجف الاشرف استاذي الكريم اسالك من كرمك ان ترد على سؤالي هذا ، علما انني قد انتفعت بمعضم ماقراته من موقعكم الشريف، وبدات ارجع الى القران الكريم الذي قد هجرته الحوزه عندنا في النجف فلا يكاد يذكر الا في هامش البحوث الاصوليه والفقهيه. استاذي العزيز لقد نشأنا على فتاوى المسمين انفسهم علماء ، وقد والله صعبوا علينا ديننا . اريدك سيدي العزيز ان تشرح لي طريقة الطهاره من كتاب الله في كيفية الغسل والوضوء وكيفية التطهر بالماء وهل يكفي صب الماء على النجاسه من بول وغائط ودم مره واحده او اكثر فقد اصبت بالوسواس القهري جراء عملي بفتاوى علماء السوء اجبني من كرمك ايها العزيز
آحمد صبحي منصور

أكرمك الله جل وعلا ، وكل عام وأنتم بخير.

أجبنا على هذا السؤال كثيرا فى الفتاوى هنا ، وأرجو أن ترجع اليها ، ولكن من أجلك أعيد الاجابة:

1 ـ يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) النساء  ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة    )

بإختصار مؤلم نقول :

1 ـ التيسر والتسهيل أساس التشريع هنا : تشريع التيمم بدلا من الوضوء والغسل ، والتيمم هو مجرد مسح الوجه واليدين بشىء طاهر ( ليس التراب  بل منديل وما يشبهه من ملابس نظيفة ) ورفع الحرج والمشقة فى قوله جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43) النساء  ) (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة    )

2 ـ على أساس هذا التيسير نقول : ليس هناك وضوء لكل صلاة ، ولذا جاء ما يسمى بنواقض الوضوء ، وهى محددة: ( قضاء الحاجة من بول وغائط فقط ) : ( الريح لا ينقض الوضوء  سواء كان بصوت او بدون صوت) . والسفر والمرض من الأعذار التى تبيح التيمم بدلا عن الماء.

3 ـ (أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ ) لا تعنى لمس يد المرأة أو جزء منها ، بل تعنى العملية الجنسية الكاملة . وهذا التعبير القرآنى الراقى عن العملية الجنسية يأتى مثيله : ( تمسوهن ) ( تباشروهن ).

4 ـ الغسل معروف ولا يحتاج الى عشرات الألوف من الصفحات التى كتبها فيه فقهاء الأديان الأرضية . وما يسمى بالوضوء هو مجرد غسل الوجه واليدين الى المرافق ومسح الرأس والرجلين . أى تعنت فى هذا مرفوض ، وأى زيادة على هذا ليست مفروضة ، فى ضوء التيسير ورفع الحرج.

5 ـ النجاسة هى من البول والغائط ( دون الدم والقىء ) . والتطهر منها بالماء . وهذا شىء معروف للبشر قبل نزول القرآن ، أن يتطهروا من البول والغائط ومن رائحتهما الكريهة حتى تزول رائحتهما الكريهة ولا يشمها أحد . وكل أم تقوم بتنظيف ولدها الطفل بالغريزة ، وينشأ وقد عرف كيف ينظف نفسه بعد البول والغائط ، وإلا كان مجنونا فيقوم عنه غيره بتنظيفه . ولأن هذا شىء معروف حتى فى القبائل البدائية ، فلم يتعرض له رب العزة . جاء فقط تطهير الثياب  فى آية (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)  المدثر  )، وهى من اوائل ما نزل . ونلاحظ أن الآيتين عن الوضوء الغسل فى الصلاة نزلتا فيما بعد فى المدينة ، أى كان الناس من قبل ذلك يصلون بدونهما ـ عادى .!!

6 ــ الفقهاء تطرفوا فى التشدد والتزمت وذكر تفصيلات مضحكة فى موضوعات الطهارة والاستنجاء ، فى نفس الوقت الذى وقعوا فيه فى الرجس ، وهو تقديس البشر والحجر ..

أخيرا

ارجوك ألّا تقع فى هذا الوسواس القهرى فى موضوع الوضوء والغسل . تذكر شيئين :

·         أن الله جل وعلا لم يجعل علينا فى الدين من حرج (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) الحج )

·        أن الطهارة وسيلة للصلاة، وأن الصلاة وكل العبادات هى مجرد وسائل للتقوى ، فلتتق الله جل وعلا ولتخشع فى صلاتك . عندها ـ وبعونه جل وعلا ـ سيزيدك ربك جل وعلا هُدى ، وسيغمر قلبك الايمان الخالص ، ولن يكون فيه متسع للوسواس الفقى أو الوسواس القهرى.

اجمالي القراءات 8743