معنى التقديس

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سلام علیکم یا دکتر احمد صبحی منصور انا لیس من اهل القرآن ولکن اسئل منکم : الرجل الذي یقول القرآن کفي ویعتقد بلحریة ولا یعتقد بالاحادیث منسوبة بلنبي وهذا الشخص ضد تقدیس انبیا واولیا ولکن یحب سید ابوبکر وسید عمر وسید عثمان وسیدة عایشة وسید امیر المومنین علی (ولکن لم یعتقد هولاء قدیسون ویعترف بذنائب وخطایا هولاء ولکن یعتقد اعمال ایجابي لهم اکثر من ذلک وبسبب یعتقد باعمال ایجابي هولاء هویحب هولاء)هل من منظرکم هذا الشخص من اهل القرآن واو قرآني ؟
آحمد صبحي منصور

·        التقديس هو المحرم الممنوع المحظور  .

·        التقديس يعنى أن تحب شخصا الى درجة التأليه . ومن ملامح تأليه شخص ما أن تعتقد عصمته من الخطأ ،بأن تتهيب نقده وتعتبر الهجوم عليه كفرا وجريمة دينية ، وتحاول تبرير جرائمه ، وتعتقد أنه جزء من دينك وإيمانك ، ولا تشعر بأنك تساويه فى الانسانية والبشرية ، بل هو يسمو عنك ومختلف عنك ، وأن له مكانة خاصة عند الله جل وعلا بحيث أنك مهما فعلت من الصالحات فلن تكون فى مستواه .

·        الذى يخلو من عُقدة التقديس يرى فى هذه السخصيات البشرية مجرد بشر ، لهم اخطاؤهم وخطاياهم ولهم ميزاتهم ، لا يخلو أحدهم من خير ومن شرّ ، وأنه يمكن لك أن تكون أفضل منهم لو أردت  وصممت أن يعمل صالحا بكل ما تستطيع وأن تتجنب الذنوب بكل ما يمكن ، وأن تُخلص لله جل وعلا قلبك وعبادتك طيلة حياتك .

·        اهل القرآن هم المسلمون المسالمون المتمسكون بالقرآن . وهم الذين لا مجال فى قلوبهم لتقديس بشر أو حجر . وهم يزنون الشخصيات التاريخية ( الخلفاء مثلا )  والتراثية ( الأئمة من أهل الفقه والحديث والتشيع والسنة والتصوف )من خلال المكتوب عنهم فى التاريخ وما كتبوه هم من مؤلفات ، ويحتكمون بشأنهم الى القرآن الكريم . وما نكتبه هو إجتهاد شخصى يخطىء ويصيب ، ويتطلب النقد الذاتى للتصحيح ومعرفة الحقيقة . ونحن حين نكتب نرجو لقاء الله جل وعلا ونرجو غفرانه جل وعلا ورحمته ، فإن أخطأنا فنحن بشر بلا عصمة من الخطأ ، ونحن نتحرى الصدق فى الاجتهاد بقدر ما نعرف وما نملك من خبرة بحثية . وفى النهاية فمرجعنا الى الواحد القهار جل وعلا ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .

·        والله جل وعلا هو المستعان .

·        

اجمالي القراءات 14100