طه حسين والعقاد

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٨ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما رأيك فى ( طه حسين ) و ( العقاد ) من حيث الريادة الفكرية ؟
آحمد صبحي منصور

رأيى ــ وقد أكون مخطئا ــ إنهما أخذا أكثر من حقهما . ولكنهما ظهرا فى فترة ليبرالية منفتحة على الغرب وتنهل من الثقافة العالمية ، ولم تكن وقتها السلفية الوهابية متحكمة ، بالاضافة الى ظروف كل منهما التى تميّزه عن الآخرين .

طه حسين كان كفيفا وأزهريا ثائرا وعنيدا وصاحب اسلوب أدبى رائع ، وأول من حصل على الدكتوراه فى جامعة القاهرة ، ودرس فى فرنسا ، وعاد نجما ساطعا يشارك فى الحياة السياسية ويتولى رئاسة جامعة القاهرة ووزارة المعارف . كل هذا أعطاه شهرة ( أدبية ) .

وتميز العقاد بنفس العناد والكفاح وتحدى الظروف والنهم فى القراءة وطلب المعرفة وكان أديبا وشاعرا وفاعلا فى الحركة السياسية ، لكن تميزه الأعظم أنه لم يحصل على شهادة دراسية أعلى من الابتدائية . وعوّض هذا بكثرة مؤلفاته وسعة إطلاعه ، ونشاطه الثقافى وتكوين مدرسة أدبية من تلاميذه .

كلاهما ( طه حسين ) و ( عباس محمود العقاد ) تنافسا وتميزا فى مجال ( الأدب ) وكانا معا من أعظم ( الأدباء ) و ( الكُتّاب ) . وكان ( الأدب ) عنوانا واسعا يضم كل من يكتب فى النثر والشعر والحياة الاجتماعية والتاريخ وشتى الفنون . وعلى نفس المنوال كان عبد القادر المازنى وشكرى ومحمد حسين هيكل ومحمد فهمى عبد اللطيف ولويس عوض وكبار الصحفيين من الجيل التالى وأشهرهم أنيس منصور .

هؤلاء الكُتّاب الأدباء كتبوا فى ميادين شتى من الأدب والنقد والتاريخ والاسلاميات ، ولكن لا تنطبق عليهم صفة ( الباحث ) المتخصص فى الأدب والنقد والتاريخ والأصوليات ، فهناك مناهج بحث صارمة فى هذه الميادين العلمية . كما لا تنطبق عليهم صفة ( المفكر ) فالمفكر هو الذى يأتى بأفكار جديدة فى مجال بحثه لم تكن معروفة من قبل .

صفة الباحث المفكر والرائد الحقيقى تنطبق على العلامة ( أحمد أمين ) فى ميدان الفكر الاسلامى ، وبسبب تفرغه للبحث وإخلاصه له لم يحظ بشهرة من هم أقل منه علما وشأنا ، وأقصد بالتحديد طه حسين و عباس العقاد .

ومن أسف أن إنحسر العصر الليبرالى وحلّ محله الجهل السلفى ، وظهرت أعلامه عارا فى الاعلام والثقافة والفن والأدب والبحث العلمى والأدبى .

اجمالي القراءات 8838