الخلود

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الخلود هل يوجد فى الدنيا ، ؟ هل يصح ان يقال ( الزعيم الخالد ) أو ترك أعمالا خالدة ؟ وهل هو من صفات الله جل وعلا ؟
آحمد صبحي منصور

الخلود فى الآخرة فى الجنة والنار يعنى عدم الموت والبقاء حيا ( إما فى النعيم ) و( إما فى الجحيم ) . ولكن فى إطار الزمن الأخروى . وهذه هى مشيئة الرحمن (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) هود  ) دوام السماوات والأرض فى الآخرة يعنى وجود زمن ، وهو زمن خالد يختلف عن زمننا المتحرك الذى له بداية وله نهاية فى هذه السماوات والأرض التى نعيش فيها حياتنا الدنيا والتى سيتم تدميرها بقيام الساعة ( والساعة زمن أيضا ) . أى نحن بين زمنين : زمن متحرك فى الدنيا العاجلة فى هذا اليوم الدنيوى ، ثم زمن خالد فى اليوم الآخر . و ( اليوم زمن أيضا ). وهناك إختلافات فى هذا الزمن لا نتعرض له الآن .

الخلود فى هذه الدنيا تعبير مجازى يقال تمييزا لبعض البشر الذين يحتلون مكانة فى التاريخ بأعمالهم إن خيرا أو شرا ، من الأنبياء و الحكام والزعماء والأدباء والمؤلفين والمخترعين ومشاهير الأفاقين .. كل أولئك الذين يحتفل بهم التاريخ يظلون بعد موتهم أحياء فى الذاكرة الانسانية طالما بقى فى الناس ذاكرة . وبها يتميزون عن بقية البشر الذين يعيشون ويموتون دون أن يعرف بهم سوى أقاربهم ومعارفهم .

الخلود بهذا صفة بشرية وليس صفة الاهية .

الله جل وعلا هو خالق الزمن فلا  يحويه زمان ولا مكان . وليس عقل البشر مؤهلا للبحث فى ذاته جل وعلا . ومن هنا يأتى التعبير القرآنى عن ذاته جل وعلا وعن صفاته بما يُقرٍّب لمدارك البشر ، كأن يصف رب العزة ذاته بأنه ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)  ) الحديد )

ومن جنون البشر أن يعبدوا بشرا مثلهم ويرفعونهم الى مرتبة الحى الذى لا يموت ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا .

اجمالي القراءات 9607