( الأذى ) من تانى .!

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٣ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
• لو سمح وقتكم الثمين أقول : رد الأستاذ فوزي فراج على جزئية من مقالكم البارحة حول ( عقوبة الشذوذ ) وكان ردة في أنكم ( حفظكم الله ) أخترتم الآيات الخاصة بمعنى ( الأذى ) بما يتماشى مع جوابكم وهو ( الأذى القولي ) بينما هناك آيات تتحدث عن الأذى ( كما أوردها و تحمل معنى آخر غير القولي و أقرب لتكون أذى جسدي ) حيث يقول : ( مجرد رأى بالنسبة لما قالة د. منصور عن تعريفه ومفهومه لكلمة أذى, فقد إختار بإعتناء من أيات القرآن ما يدعم قوله بأن كلمة أدى فى الآية تعنى كما قال, ولكن عقوبته فى القرآن هى مجرد الأذى القولى, بمعنى أن فى حالة ضبط الشواذ من الرجال لا عقوبة عليهم سوى الأذى القولى يعنى نشتمهم او نعنفهم او شيئ من هذا القبيل, ولكن لا نؤذيهم بما يسبب لهم ألما جسديا, والقرآن فى الجقيقة لم يفسر الاذى بالقول فقط كما قال, ولكنه إختار من الأيات كما قلت ما يؤيد قوله, ولننظر إلى بعض الأيات الأخرى من القرآن, واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من راسه , البقرة196, طبعا أذى من رأسه لا تعنى ان رأسه تعنفه او تسبه, ولكن أذى من رأسه تعنى مرضا وألما فى رأسه, اليس كذلك؟, مثال أخر, ويسالونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن البقرة 222, المحيض لدى المرأة أذى, المحيض ليس سبا ولا تعنيفا للمرأة بل أذى يعنى ألم ودم مما يؤثر عليها جسمانيا, مثال أخر, الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى البقرة262, عملية المن هى كما نقول المعايرة بالقول لمن أعطى مالا فى سبيل الله, وهى إن كان معنى الأذى هو بالقول فقط, فكانت تكفى, ولكن الله قال منا ولا أذى, بمعنى اذى جسمانيا, مثال اخر, يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى البقرة 264, نفس المعنى للمثال السابق, إن لم يكن ذلك كافيا, فخذ هذا المثال من القرأن, ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى, النساء 102, اذى من مطر او كنتم مرضى, هل الأذى هنا معناه انهم كانوا قد سمعوا ما يؤذيهم او يؤذى مشاعرهم؟؟ لا اظن ذلك, مثال أخر إن لم كن ما قدمته يكفى, قالوا اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون , الأعراف129, الآية عن بنى إسرائيل وهم يشكون موسى عليه السلام بأنهم قد اودوا من قبل ان يأتيهم ومن بعد أن آتاهم, فهل كان ذلك الأذى طبقا لقصة بينى إسرائيل مع فرعون هو اذى لقظى, يعنى كانوا يشتمونهم فقط!!!!!!!! , ما رأى سيادتك, ) آمل التكرم برد بمقال في الموقع إن سمح وقتكم الثمين أعلم بأنك يا أبي لا تحب الجدال و لا تفرض رأيك على أحد و لا ترد إلا إذا في جديد ولكن أتمنى تخصيص جزء من الوقت ليس للجدال و لكن للإسهاب في بعض ( ما تشابه منه ) . حفظك الله و أعانك .
آحمد صبحي منصور

شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول :

1 ـ المنهج الذى أتبعه فى الرد على الفتاوى هو الاختصار لأن المساحة المتاحة قصيرة . وهناك مساحة أوسع للإفاضة والشرح فى المقالات ، وخصوصا ما يتخصص فيها فى ( التأصيل القرآنى ) و بدرجة أقل فى ( القاموس القرآنى ) , ومنيقرأ لنا فى الفتاوى وفى بابى ( التاصيل ) و ( القاموس ) يتأكد من هذا .  ولدى بحث فى كلمة ( الأذى ) إستفاض فى تدبر هذه الكلمة ومشتقاتها ، من الأذى القولى والنفسى والجسدى سواء فى التشريعات العادية التى لا عقوبة فيها كالحيض أو فى القصص القرآنى الذى لا مجال فيه للتشريع لنا ،  بالاضافة الى الأذى كعقوبة لا تعنى الضرب والأذى الجسدى . وسيأتى أوان نشره ، وهو يتفق فى بعض  مع ما ذكره الاستاذ فوزى فراج أكرمه الله جل وعلا .

2 ـ  إلا إننى فى لمحة سريعة فى الاجابة على سؤال عقوبة الشواذ قلت وجهة نظرى وهى أن الأذى هنا لا يعنى التعذيب ، بل الأذى القولى . ووجهة نظرى أنه لو كان الأذى هنا يعنى العذاب كما جاء فى موضوع الجلد لكان رب العزة قد فصّل وأوضح هذه العقوبة ، كم جلدة مثلا . ولكن رب العزة بعد أن ذكر العقاب فقال (  فَآذُوهُمَا ) قال بعدها مباشرة ( فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16) النساء ) وهذا أفهم منه أنه عقاب يسير بالإيذاء القولى ، وتركه غير محدد ومتبوعا بالحث على التوبة وأنه إذا تابا يجب الاعراض عنهما . كما أن الايذاء القولى هو الأكثر ورودا فى القرآن الكريم .

هذه وجهة نظرى ، وأرجو ألا أكون مخطئا .  والله جل وعلا هو المستعان . 

اجمالي القراءات 7977