(قالوا) فى القرآن

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الأقاويل فى القرآن بعضها قالها مشركون ، ولكن نقرؤها على أنها من القرآن . هذه معضلة لا أفهمها . لماذا هذا ؟ ممكن تشرحها يا استاذ
آحمد صبحي منصور

هذا أكبر دليل على حرية الرأى فى الاسلام . المستبد من البشر يُصادر آراء الآخرين الدينية والسياسية ، ويعاقبهم عليها ، ويستنكف من الرد عليها تكبرا ، مع إنه بشر مثل معارضيه ومؤيديه . ولكن الخالق جل وعلا لا يستنكف من إثبات آراء الكافرين ويقوم بالرد عليها فى القرآن لتكون أقوالهم والرد عليها ضمن التنزيل الحكيم الذى نتعبد بتلاوته . هذا يعنى أن المستبد الذى يصادر رأيا إنّما يرفع نفسه فوق رب العزة جل وعلا . وبينما أتاح الخالق جل وعلا لبعض مخلوقاته ( وهم البشر ) الحرية المطلقة فى أن يقولوا ما يشاءون حتى لو كان كفرا بالله جل وعلا ، وأن يؤمنوا وأن يكفروا كما يشاءون فإن المستبد الطاغية لا يسمح للناس الذين هم مثله مخلوقات بشرية أن تنتقده . ونتعجب ليس فقط من طغيانه وبغيه ، ولكن أيضا من سكوت الناس عليه ورضاهم بهذا الهوان ، أن يسمحوا لبشر مثلهم أن يصير إلاها عليهم ، ثم يحسبون انفسهم مسلمين يقولون ( لا إله إلا الله ) .!!

 إن شهادة الاسلام ( لا إله إلا الله ) ليست مجرد كلمة تقال ، بل منهاج حياة يستلزم التمسك بها وإعلانها والوقوف ضد من يؤله نفسه من البشر .

نرجع الى تكملة الاجابة على سؤالك .

الله جل وعلا يورد أقوال الكفرة ثم يرد عليها : ومنها :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13) ) العنكبوت )

(  وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) ) المائدة )

( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)  ) آل عمران )

 

اجمالي القراءات 7518