حفظ القرآن وحده

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠١ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
القرآن الكريم يشير أن الكتب السماوية السابقة قد حرفت و تم التلاعب بها، قال تعالى : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79 {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }آل عمران187 {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5 إذا كان الله سبحانه و تعالى قادرا على حفظ كتبه و رسالاته، فلماذا لم يفعل ذلك إلا مع الرسالة الخاتمة ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ الكتب السماوية تنزل للهداية . وهذه الهداية تتعلق بمشيئة الانسان ، إذا شاء الهداية هداه الله ، وإذا شاء الضلال أضله الله جل وعلا . وبعض الضالين يكونون مضلين ، يقومون باضلال غيرهم ، ومن طرق إضلالهم الزعم بالوحى الالهى والكذب على الله ، وبهذا يكون الوحى الشيطانى عدوا للوحى الالهى الحق ، وهم لا يكتفون بوحيهم الشيطانى ، إذ يقومون أيضا بتحريف الوحى الالهى ، أى التحريف فى الكتاب السماوى .

2 ـ قبل القرآن كان الكتب السماوية تترى ، ويتتابع الرسل ، وكل كتاب وكل رسول يقوم بتصحيح ما طرأ قبله من تحريف ، إذ كانت مهمة الحفاظ على الكتاب السماوي موكولة للعلماء المتقين المتطوعين .

انتهى هذا بالرسالة الخاتمة التى ليس بعدها كتا سماوى ، لذا كان لا بد أن يتولى حفظ هذه الرسالة هو رب العزة جل وعلا . والحفظ هنا للنّص اللفظى للقرآن .

3 ـ ولم يمنع الحفظ الالهى لألفاظ لقرآن الكريم من التحايل على تحريف المعانى القرآنية بزعم ( التفسير ) و ( التأويل ) ولم يمنعهم الحفظ الالهى للنصّ القرآنى الكريم من الزعم ببطلان شريعة القرآن بزعم ( النسخ ) بمعنى الالغاء والإبطال . هذا بالاضافة الى كتابة وتدوين وحى شيطانى مزيف . هو الاحاديث والسنة ، مع المنامات و الهاتف الى آخر خرافاتهم .

4 ـ نرجع الى القضية الأساس ، وهى حرية البشر فى الايمان أو الكفر ، وكيف أن بعض البشر يبالغ فى الاضلال الى درجة التلاعب بآيات الله فى كتابه ، وقد توعد رب العزة من يُلحد اى يتلاعب فى كتابه ، كما توعد من يسعى فى آياته عوجا ليضل الناس ، ومن ينفق أمواله ليصد عن سبيل الله ، وأخبر جل وعلا أنه يسمح لهم بكتابة وحيهم الشيطانى

وأن القرآن فيه شفاء للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .

كل هذا يؤكد أن الرسالة السماوية إختبار لنا ، لأننا أحرار فى الايمان أو الكفر ، ونحن فى النهاية مسئولون يوم القيامة عن هذا الاختيار . هو إختبار وإختيار 

اجمالي القراءات 7749