آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ١٤ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
الله جل وعلا وحده هو المستحق للتقديس ، أو هو ( القدوس ) أو المستحق وحده للتحميد والتسبيح ، فتقول ( سبحان الله ) و ( الحمد لله ): (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)الحشر:23 ) (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)الجمعة:1 ) لا يجوز أن تقول سبحان النبى أو الرسول أو فلان . فالتقديس هو لله جل وعلا ، وهذا ما قالته الملائكة لرب العزة : (َ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )البقرة:30 ). أى يأتى التقديس بمعنى الحمد والتسبيح أو بهما معا ، فى خضوع وخشوع لله جل وعلا وحده . ويأتى التسبيح لتنزيه الله جل وعلا عن إفتراءات الكافرين حين يجعلون له شريكا فى ملكه وتحكمه فى الدنيا والآخرة لذا يقول المؤمن ( سبحان الله عما يصفون ) أى تنزّه وتقدّس عن وصفهم الله جل وعلا بما يعنى أنه محتاج لشريك معه يشاركه فى المُلك والحكم .
و يأتى التقديس بمعنى ( الطُّهر ) فى وصف من يحمل الوحى الالهى ، وهو ( الروح ) جبريل . أو ( روح القدس ) وهو الذى حمل كلمة ( كن ) فكان بها مولد عيسى ، وبها تأيّيد عيسى بالآيات ، أى بروح القدس : (ِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ )البقرة:87 ) ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) )البقرة:254 )و ايضا ( المائدة:110 )،
وجبريل أو روح القدس هو الذى نزل بالقرآن على قلب النبى محمد : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ) النحل:102 )
وبمعنى الطُّهر توصف الأرض التى شهدت نزول هذا الوحى الالهى المقدس ، أى ( الأرض المقدسة ) أى المباركة الطاهرة طهارة معنوية : جاء هذا وصفا لفلسطين (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) المائدة:21 )، وجاء هذا وصفا لسيناء التى شهدت وحيا مباشرا من رب العزة الى موسى عليه السلام : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى)طه:12 ) ( (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى)النازعات:16 )