هدى القرآن

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٩ - يناير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أنا تونسي "مسلم" جغرافيا أي ولدت في تونس بلد "مسلم" وفي عائلة "مسلمة" وتربيت تربية "إسلامية" تقليدية إلا انني وكأغلب شباب تونس بعد تعدي مرحلة المراهقة تمردت على هذه التربية وصرت اعيش حياة المجون من السهرات الخمرية إلى غيرها مع ان بعض الرواسب من التربية التي تلقيتها كانت تمنعني من بعض الاشياء كالسرقة والغش وغيرها من الفواحش . ومن المتناقضات في الشعب التونسي أنه حتى حياة المجون كانت لها شهامة. ومع كل هذا فكان لي شديد الشعور بالذنب والتوق إلى الرجوع إلى الجادة . خلاصة الأمر أني بعد ان تزوجت وأنجبت أطفالي وعند بلوغي حوالي الأربعين سنة سألت نفسي ذات ليلة هل مازال أمامي من العمر أكثر مما انقضى ؟ وقررت التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والرجوع إلى الصراط المستقيم . ومنذ ذلك التاريخ وأنا مواظب على أداء فرائضي الدينية . وباحتكاكي بالمصلين بالمسجد ومتابعتي للقنوات الدينية كنت في كل يوم أزيد تشددا وشارفت على اتباع المنهج السلفي . وتم نصحي بحفظ القرآن الكريم وخاصة سورة يس وسورة الحشر وسورة الملك وسورة الواقعة والعشر الآيات الاوائل من سورة الكهف . وهذه الأخيرة لعصمتك من المسيح الدجال نعم كنت أؤمن بتلك الخرافات . ومع بدايتي هذه أصبحت والحمد لله مدمنا على قراءة وسماع القرآن . ومن هنا بدأ منعرج حياتي. .. وحين قرأت الآيات الأولى من سورة العنكبوت "ألم 01 أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون 02 ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمنا الكاذبين"03 تساءلت أين الفتنة بالنسبة لي وبالنسبة لأي مسلم جغرافي ؟ وأين العدل الإلهي بيني وبين أي مواطن مسيحي جغرافيا ؟ فبادرت بسؤال "أهل العلم" بل كانوا أهل الغم . فكان الجواب أن الفتنة تتعرض لها يوميا من مغريات الحياة الدنيا . ولم اجد الجواب الشافي حيث أني أقصد الفتنة في الأصل ولكن الجواب كان يأتي دائما على الفتنة في الفروع ، أي أن السؤال يخص ما الذي قمت به ليخلقني الله مسلما ؟ وما قام به نظيري الفرنسي ليخلقه الله مسيحيا ؟ ورغم أن السؤال كان يؤرقني إلا أن بعض المشايخ نصحني بالكف عن هذا وأن هذا من فعل الشيطان ليضلك عن سبيل الله ، فاستغفرت ربي وواصلت مشوار حياتي ولـ"يعصمني" الله من المسيح الدجال وجب حفظ العشر الآيات الاوائل من سورة الكهف -حسب ما أعلموني- فقررت حفظ السورة بأكملها وكانت المفاجأة في أوخرها "قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا103 الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا 104 الكهف . هنا تملكتني الرهبة فقلت في نفسي ألا يمكن أن أكون من هؤلاء وأنا أحسب أني أحسن صنعا ؟ بدأت رحلة البحث ولكن للبحث قواعد : أولا إلى أي حد يمكن نزع القدسية والتي تشكل عائقا للبحث وتجرأت أن أنزع القدسية من الجميع سوى الله وكتابه ورسوله وبدأت باقتناء الكتب والمراجع وأدمنت القراءة إلى ان قابلت أول تونسي شيعي ، حيث أن مذهب الشيعة في تونس غير منتشر وأتباعه قليلون ويتوخون التقية . وأمام ملاحظته لحيرتي أمدني ببعض المراجع والكتب الخاصة بهم . وقد شارفت على التشيع ؟ وما كنت أعلم في بحثي هذا أني بقراءة الكتب والمراجع وترك القرآن كنت أبتعد عن الحق والذي حال بيني وبين التشيع بصفة نهائية هو دعاؤهم للسيدة فاطمة وللأولياء من أهل البيت عوض الدعاء لله . أتعبني المشوار وأرهقتني كثرة الملل والنحل وأصبت بالفتور فاستسلمت وقررت أن يبقى الحال على ما هو عليه . وظللت كذلك مدة من الزمن حين شدت انتباهي آخر آية في سورة العنكبوت "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"69 العنكبوت . أأبحث عن الفتنة وأنا صلبها وأن الله لا يخلف وعده وقد وعدني بالهداية إذا ما جاهدت فيه فقررت العودة إلى مشوار البحث لكن في هذه المرة دون التخلي عن القرآن الكريم وبقراءة الآية 9 من سورة الإسراء "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" تأكد لدي أن اتباع القرآن هو الطريقة المثلى وأنه بالإدمان عليه وتصفية النية يتجلى أمامك شيئا فشيئا . ومع قراءة الآية الثالثة من سورة الأعراف "اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون" قررت التخلي عن جميع الكتب والمراجع والاكتفاء بالقرآن الكريم واستخلصت من ذلك أي من قراءتي للقرآن الكريم : - الإختلاف نقمة وليس رحمة كما يروج له - أن الصلاة على النبي ليست بالطريقة التي ألفنا عليها أباءنا ولكني لم أتوصل إلى الطريقة الصحيحة - أن كل الأحاديث التي تدور حول قيام الساعة وعلامتها هي كاذبة - أن أحاديث نجاسة الكلب ليست صحيحة
آحمد صبحي منصور

بارك الله جل وعلا فيك . وأرجو أن تقرأ لنا الكتب والمقالات المنشورة  لتتأكد أن نلك الأحاديث سبب ضلال المسلمين ..

اجمالي القراءات 9522