هدانا الله واياك

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٦ - يونيو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أخي العزيز أكتب إليكم هذه الكلمات من السنغال (دولة في غرب أفريقا). اسمي الشيخ أحمد درامي؛ لست عربيا لكني تعلمت العربية في الجزائر والمملكة المغربية ؛ وتخرجت من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. لقد ظللت أتابع كتاباتكم بعد ما عثرت عليها في الإنترنيت سنة 2006 . حقيقة لقد صحّحتم إيماني وملتي واعتقادي. فطفقت أوجّه، من ثم، زملائي إلى موقع القرآنيين. وأظن أنني أول قرآني في السنغال. والحمد لله. وأجركم على الله.وأشكركم غاية الشكر إذ أنكم أزلتم ما كان يكنّ صدري من الشكوك والحرج في حق النبي صلى الله عليه وسلم من جراء ما قيل عنه ص. في الأحاديث والسيرة ، مما لم أكن أشك في صحته. والحمد لله، إذ لم أعد أصدق الأحاديث ولا السيرة.وقد فرقت جميع كتبي في الفقه والسيرة والحديث بين الزملاء الذين عجزت عن إقناعهم على التمسك بكتاب الله وحده وترك كتب الناس. وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى الذي صيّركم على خدمة الإسلام والمسلمين. لكنني لا أتابعكم في موطنين:الأول: في الشهادة الثانية " الشهادة أن محمدا رسول الله " في التشهد والآذان.الثاني: في إغفال سجيل الحسنات والسيئات للمرء عند موته؛ مما ينفي ما اصطلح علية ب " الصدقة الجارية " فبالسبة للأول، أعتقد أن إيراد الشهادة الثانية في الآذان والتشهد له محله من الإعراب. إذ أنه ورد في زمن وبيئة كان يزعم فيها المسيحية واليهود أن المسيح ابن الله وعزير ابن الله قال تعالى : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [آل عمران: 30]. فكان من المفيد ، على ما أعتقد، أن نعلن نحن المسلمين بأن محمدا ما هو إلا عبد لله ورسوله. فقط لا أكثر ؛ ولا نعتبره " إلا بشرا رسولا ". وبهذا المفهوم يكون للشهادة الثانية معنى. إيه رأيك ؟ وفي نفس الوقت أتفق معكم على آية الشهادة الواردة في " آل عمران " . ومنذ أن جلبتم انتباهي إليها لم أتردد في اتخاذها تشهدا لي في الصلاة. وإليكم تشهدي؛ أقول عند التشهد الآتي: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم؛ شهدت مع الملائكة وأولي العلم بما شهد الله لنفسه أن لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن القرآن أنزله الله بعلمه علة رسوله النبي الأمي هدى ورحمة للعالمين,) ثم أزيد محل الصلاة على النبي: (...رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.) والشهادة الثانية هذه أخذته من سورة النساء عند قوله تعالى: (لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) (النساء: 166)وبالنسبة للموطن الثاني: " الصدقة الجارية "؛ عندي مشكلة في نفيها بسبب آيتين في القرآن؛ وهما قوله تعالى: 1(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (العنكبوت:13) 2- (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل:25].فرواة الأحاديث، مثلا، قد أضلوا كثيرا في حياتهم وسيظلون يضلون الناس بعد موتهم جيلا بعد جيل، طالما بقيت كتبهم متداولة بين الناس. وبالتالي اعتقد أن أثقالهم تتزايد بتزايد عدد الذين يضلونهم عمدا أو بغير علم. ألا ينطبق على هؤلاء آية النحل: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) هذا يكون ساري المفعول إلى قيام الساعة أو إلى أن تندثر كتبهم. وعليه أعتقد أن سجلاتهم تبقى مفتوحة لاستمرار تزايد أثقالهم. وأريد رأيكم في هذين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
آحمد صبحي منصور

نحن مختلفون فى اساس العقيدة الاسلامية ، ومع هذا نحترم حريتك فيما تعتقده ، وسنلقى الله عز وجل ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .

هدانا الله جل وعلا وإياك الى الصراط المستقيم .

اجمالي القراءات 8182