مصافحة النساء

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٥ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
س : قمت بمصافحة احدى النساء امام زميل لي فقال لي حديث نسبه الى الرسول نصة (لعن الله المصافح والمصافحة) فلم استطع الرد علية فهل افدتمونا بخصوص الموضوع حتى استطيع الرد عليه لان كلامه لا منطق له بالنسبة لي على الاقل وشكرا
آحمد صبحي منصور

ج : الأحاديث الكاذبة كثيرة فى تحريم مصافحة الرجل للمرأة . وكلها تعبر عن ولع الدين السنى بالمرأة ، وهو ولع مرضى يشبه ولع شعوب الشرق الأوسط بامريكا. ومن ملامح الولع المرضى أن المريض به ينشغل بما يتولع به ، وهو انشغال يجمع المتناقضات من الاعجاب والكراهية والضيق و الرغبة فى التملك والتحكم حسب الرغبة والهوى.
ليس فى القرآن تحريم للمصافحة بين الرجل والمرأة. بل على العكس فيه أن المرأة كانت تعاهد النبى محمدا عليه السلام وتبايعه . وكان هذا فرضا مفروضا يدل على أن الدولة الاسلامية الحقيقية كانت تقوم على عقد اجتماعى سياسى . وقد قالت بهذا العقد الاجتماعى حركة الاصلاح الأوربية فى القرن الثامن عشر، ولكن الاصلاح السياسى الأوربى لم يعط المرأة حقها السياسى الا متأخرا ، بينما كان من الواجب على المرأة المسلمة أن تبايع النبى محمدا نفس البيعة التى للرجال من بنود السمع و الطاعة التى يلتزم بها الجميع حتى النبى نفسه. يقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( الممتحنة 12 )
وفيما يخص موضوع المصافحة فان المبايعة كانت تعنى وضع اليد على اليد بدون حائل ، و كان على كل انسان مسلم أو مسلمة أن يفعل ذلك بنفسه ، بأن يضع يده فى يد النبى محمد ليلتزم بالعقد و العهد ،لأنه فى الحقيقة عهد و عقد مع الله تعالى. وهذا هو المفهوم بوضوح فى قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) ( الفتح 10 ). أى كانوا يضعون أيديهم فى يد النبى محمد وهم يعاهدونه ، و هم بذلك يعاهدون الله تعالى ، وهم مسئولون أمامه إن نكثوا هذا العهد.
كما كانت المرأة المؤمنة فى عصر النبوة متفاعلة فى المجتمع كالرجل تماما ؛ تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ـ أى تتواصى بالحق و الصبر ـ يقول تعالى يصف الجميع من رجال مؤمنين و نساء مؤمنات (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ( التوبة 71 ) فهل كان حراما عليهم المصافحة ـ رجالا و نساءا ـ و هم فى حركة التفاعل بالخير هذه ؟ أم أن الرقى الحضارى القرآنى ارتفع بهم فوق ذلك التفكير المتخلف الذى لا يرى فى المرأة سوى حيوانا للمتعة الجنسية ؟
المرأة فى الاسلام انسان كامل الحقوق والواجبات كالرجل . ولكنها فى الدين السنى مجرد عورة جنسية خارجية للرجل يجتهد فى إخفائها بين ساقيه ، وينشغل بها فى كل وقت ، إذا أحبها استمات فى حبها ولعا وشوقا وكتب فى عشقها المعلقات وجأر بآلاف التنهدات ، فاذا تزوجها أهملها و سلبها حقها وأحاطها بسياج من المحرمات و التعليمات وانطلق يبحث عن محبوبة أخرى يتذلل لها ويتنهد ويذرف الدموع فاذا نالها ضمها الى قائمة حريمه وضحاياه. وهذا هو الولع الشرقى بالمرأة . والدين السنى الأرضى هو الذى يعبر عن هذا المرض..
نسأل الله تعالى العفو و العافية..!!
اجمالي القراءات 37571