فوائد البنوك

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠١ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أرى إن التعامل مع البنوك حرام كله، لأنه ربا.. وقد أحل الله البيع وحرم الربا..
آحمد صبحي منصور
التفاصيل فى الرد عليك جاءت فى مقال ( معركة الربا ) المنشور فى الموقع.
ولكن احتراما لكسل بعض القراء ألخص الموضوع فى الآتى:
1 ـ الربا الحرام هو ربا الصدقة، ولا تدخل فيه فوائد البنوك التى لا يدخلها المحتاجون للصدقة .إن الله تعالي يقول في الآية (275) من سورة البقرة ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )..الى ان تقول : ( وأحل الله البيع وحرم الربا ..) والمقصود بالربا هنا هو ربا الصدقة، لأن الآية الكريمة التي أشرنا إليها جاءت بعد أربع وعشرين آية متصلة كلها آيات تحث علي الصدقة، ثم بعدها كانت آية الربا تنذر الذين يأتيهم الفقير الجائع المحتاج للصدقة فلا يعطونه حقه في الصدقة، بل يعطونه القرض بالربا.والآية التي بعدها تدعو لإعطاء الفقير صدقة بدلا من إعطائه قرضا بالربا، وتقول ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات.. ) والآية التالية بعدها تحث علي إيتاء الزكاة، أي الصدقة.. وهكذا في الآيات التالية إلي أن يقول الله تعالي يحثهم علي الصدقة: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلي ميسرة، وأن تصدقوا خيرا لكم إن كنتم تعلمون، واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله )"البقرة 280 فالربا المحرم في هذه الآيات هو ربا الصدقة، أي الربا الذي كانوا يفرضونه علي الفقير المحتاج حين يستدين، وبهذا تنطق الآيات (262ـ282) من سورة البقرة.
2 ـ البنوك لا تعطي أموالا للمحتاجين، بل إنها تؤكد أن أموالها للاستثمار وأن المقترض منها قادر علي السداد، أي ليس فقيرا، وعليه فهذا الربا فى التعامل مع البنوك مستثني من الحكم العام ، وقد أحله الله تعالي في القرآن بشرطين.. الشرط الأول: أن يكون عن تراض وبدون إجبار وإكراه، يقول تعالي ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ) " النساء29". فالقاعدة العامة هي تحريم أكل الأموال بالباطل. والإستثناء هو أن يكون ذلك في تجارة قائمة بالتراضي..والشرط الثاني ألا تكون الفوائد مركبة، يقول تعالي ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ) " آل عمران 130".. فالربا في التجارة الذي تتضاعف فيه الفائدة يكون حراما.. لأنه أيضا يحمل معني الإكراه والسيطرة والإرغام.. ويفسد معني التجارة.. وحال السوق..
3 ـ حرية السوق هي التي تتحكم في سعر الفائدة، والبنوك لا تجبر أحدا علي اللجوء إليها ليودع أمواله أو ليقترض منها..
اجمالي القراءات 41616