حد الحرابة اليوم

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما رأيك يا استاذ منصور فيما يفعله اعضاء جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السويس ؟ قتلوا شابا لأنه يسير مع خطيبته ، وحاولوا قطع لسان آخر ، وقطعوا اصابع أبيه . طبقا لما قرأت لك من قبل فهم ينطبق عليهم ( حد الحرابة ) مثل كل الارهابيين الذين يعتدون عشوائيا على الآمنين ؟ فهل استنتاجى صحيح ؟ وهل يجوز لنا أن نقاتلهم دفاعا عن أنفسنا طالما تتقاعس الشرطة عن حمايتنا ؟
آحمد صبحي منصور

نعم

ينطبق عليهم قوله جل وعلا (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34)  ) ( المائدة ) . وهذا هو واجب الدولة الاسلامية الحقيقية فى حمايتها لكل مواطن مسالم يتعرض لما نسميه اليوم بالعمل الارهابى .

فى حالة تقاعس الحكومة عن حماية المواطنين من أولئك الكفرة الفجرة فالواجب على المواطن أن يدافع عن نفسه بكال ما يستطيع وبأى طريق . ويجب على المواطنين مواجهتهم بنفس العنف لأنهم معتدون ، وهذا يتفق مع قوله جل وعلا (  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)  ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)   ) ( البقرة ) كما يتفق مع القانون الذى يبيح للفرد أن يدافع عن نفسه . ومن لا يستطيع الدفاع عن نفسه فأمامه الهجرة لو إستطاع . ومن يستطيع الهجرة ولا يهاجر وفى نفس الوقت لا يجرؤ عن الدفاع عن نفسه ، ويرضى بالخنوع والخضوع فمصيره النار (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99)  ) ( النساء ).

لاسبيل لمواجهة هؤلاء الكفرة الفجرة إلا بالحديد والنار ، لأن السكوت عليهم يعنى إستفحال خطرهم ، وإنضمام بقية العصابات والفجّار و البلطجية لهم ليستطيلوا على المواطنين باسم الاسلام يظلمون الاسلام ويظلمون الناس . ومن السهل على كل عاطل ( صايع ) وكل ( مسجل خطر ) أن يطلق لحيته ، ويصبح أميرا ، وبدل أن يكون مطاردا من الشرطة يصبح له بالسلفية الوهابية سلطة تفوق الشرطة وتعلو على القانون . لذا لا بد من مواجهتهم بنفس السلاح ( بالحديد والنار ) فى الدفاع وليس بالهجوم والاعتداء . ولا يفلّ الحديد إلّا الحديدُ .

هذه فتوى أتحمل مسئوليتها أمام الله جل وعلا يوم القيامة .

اجمالي القراءات 13424