اليهود وقريش

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٤ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
استاذي الفاضل الدكتور احمد اسالك بالله ان تثلج صدري بجواب شافي عن موقف النبي محمد مع قريش واليهود اذ كيف يعفو عن قريش وقد اذاقوه اشد العذاب ويطرد كل اليهود من جزيرة العرب ولا يصل اذيتهم للنبي مقدار جزء ضئيل من قريش وان كنت قد قرات لك ان روايات التراث لاتخلو من اكاذيب كثيرة ولكنك قلت ان التاريخ في مجمله صحيح
آحمد صبحي منصور

 

 

1 ـ تصرفات النبى مع المشركين فى أمور الجهاد كانت بالوحى ، وفى تعامله عليه السلام مع اليهود ومشركى قريش نزل وحى قرآنى . ومن منهج القرآن فى القصص التركيز على العبرة دون مراعاة للسرد التاريخى وذكر كل الأحداث واسماء الشخصيات والمكان والزمان . لذا تظل هناك فجوة بين القصص القرآنى وما حدث فعلا فى الواقع .

2 ـ أول كتاب فى السيرة لابن اسحاق أغفل الكثير مما أشار اليه القرآن ، خصوصا فى موضوع فتح مكة ، وهناك حقائق تاريخية عن ثورة مشركى قريش بعد الفتح ونقضهم للعهد ، ولم يذكر ابن اسحاق شيئا سوى بضعة أسطر . وفى فترة الرواية الشفهية للسيرة قبل العصر الغباسى كان الرواة من أبناء المهاجرين القرشيين ومن أبناء الأنصار ، وفى عصر سادت فيه العصبية القبلية والفخر بالأجداد تحرج الرواة من ذكر الروايات التى تسىء لأجدادهم ، لذا تجد فارقا هائلا بين ما ذكره رب العزة عن المنافقين وما هو مكتوب عنهم فى السيرة ، ونفس الحال عن القرشيين .

3 ـ مذكور فى ترجمة ابن اسحاق ـ أول من كتب السيرة ، إنه كان يأخذ عن رواة يهود ، ولذلك اخترع اسطورة قتل أسرى بنى قريظة ، وهناك بحث لنا فى الطريق ينفى هذه الاسطورة .

وبالتالى فمع التسليم بأن مجمل السيرة لا بأس به فى العناوين الكبرى إلا أن هناك تفصيلات هامة جدا سكت عنها القصص القرآنى بسبب منهجه ، وهناك مسكوت عنه فى السيرة وهناك أيضا تزوير تاريخى فى السيرة .

وفى الرد على ذلك كله يجب أن نتذكر أن الله جل وعلا أرسل خاتم المرسلين ليكون رحمة للعالمين ، وأن نتذكر أنه موصوف بالقرآن بالرحمة والرأفة حتى كان ياتيه العتاب واللوم من استغفاره للمنافقين والمشركين ومن حرصه على هدايتهم برغم إيذائهم له .

اجمالي القراءات 17577