القران والحروف في مقدمات بعض السور

زيد علي المهدي في الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

القران والحروف في مقدمات بعض السور

بقلم: زيد علي المهدي

كتبت بتاريخ: 17-7-2012

 

وردت في القران حروف في مقدمات بعض السور لا تشكل اي كلمه مفهومه مثل (الر) و (الم) و (كهيعص) وغيرها. تعددت التأويلات والتفسيرات وكانت النتائج في اغلبها لا تخرج عن:

  • الله اعلم بمراده
  • اشارة الى اسم الله الاعظم
  • حروف هجاء
  • حروف تحدي للعرب بلغتهم
  • فواتح لافتتاح الكلام

لم تعطي هذه التأويلات والتفسيرات اي معنى واضح لدلالات تلك الحروف بل على العكس, ربما زادتها ابهاما وغموضا وتعقيدا. بعيدا عن المفهوم المتوارث, نحاول التقرب من مفهوم هذه الحروف مجددا ومن القران نفسه وبأعتبار هذه المقالة او البحث مدخل او بداية للتعرف على تلك الحروف.

 

الايات التي وردت فيها تلك الحروف او الكلمات هي:

"الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)" البقره

"الم (1) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)" ال عمران

"المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)" الاعراف

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2)" يونس

"الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)" هود

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)" يوسف

"المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1)" الرعد

"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)" ابراهيم

"الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1) رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2)" الحجر

"كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)" مريم

"طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)" طه

"طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)" الشعراء

"طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)" النمل

"طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)" القصص

"الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)" العنكبوت

"الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)" الروم

"الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)" لقمان

"الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)" السجده

"يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)" يس

"ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)" ص

"حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)" غافر

"حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)" فصلت

"حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3).... وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)" الشورى

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)" الزخرف

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6).... فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)" الدخان

"حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)" الجاثيه

"حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)" الاحقاف

"ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)" ق

"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)" القلم

 

بعد الاطلاع على الايات اعلاه والتي وردت فيها تلك الحروف او الكلمات غير المفهومة, وعددها اربعة عشر كلمه بدون تكرار, بعد الاطلاع عليها يتبين ان هناك مشترك بين كل تلك الحروف وان اغلب هذه الحروف تشير الى انها حروف أو كما يسميها القران (آيات) من كتاب يتم تعريفه بأسم (الكتاب). وأن هذا الكتاب الذي حروفه وآياته (او حتى من الممكن لسانه ولغته) بهذا الشكل قد تم تفصيله الى قرآن عربي بلسان الرسول وقومه.  بعد عملية تفصيل الايات تلك, تم ايحائها او وحيها الى الرسول كقران عربي بعملية الوحي التي قام بها الروح او جبريل او تم توكيل الروح للقيام بها...أي ان الحروف و آيات "ألكتاب" تلك هي بلسان يختلف عن لسان الرسول وجب تفصيلها اولا الى آيات بلغة ولسان الرسول لتكون آيات في كتاب مفهوم وقرآن يقرأ بلغة الرسول وقومه ثم بعد التفصيل تم وحيها الى الرسول.

 

الغايه من هذا البحث هو اثبات ان تلك الحروف تعود الى كتاب يسمى (الكتاب). وان تلك الحروف هي آيات من ذلك (الكتاب) الذي تم تفصيله الى قران عربي بلسان الرسول وقومه. لا يحاول البحث التعرف على محتويات ذلك (الكتاب) وماهيته ولكن قد يحاول التقرب من تاريخية ذلك (الكتاب) من وجهة نظر القران نفسه.

 

للاستدلال على هذا المعنى يجب التأكد من ان الايات التي وردت فيها تلك الحروف تؤكد على أنها من كتاب ليس المقصود به هو القران, أو على الاقل بعضها, وذلك لايجاد قاعدة تبين ان هناك كتاب يسمى (الكتاب) تكون تلك الحروف, غير المفهومه, بلسانه وهناك كتاب اخر تفصيل للكتاب يسمى (القران). تلك القاعده يتم الانطلاق منها للتأكد من صحة هذا الفرض.

الايات التالية توضح ان الحروف تختلف عن القران او على الاقل كونهما كينونتان منفصلتان:

"يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)" يس

"ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)" ص

"ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)" ق

القــَسَمْ اعلاه تم بحروف وكذلك بالقران مما يضعنا امام شيئين, (الحروف) من جهة و(القران) من جهة اخرى. فلو كانت (يس) و (ص) و (ق) جزء من القران لكان القسم بالقران كافٍ ليشملها ولكن ذِكر تلك الحروف و فصلها عن القران يجعلهما مستقلين عن بعضهما كموجودات.

الايات اعلاه لاتبين ولا تشير الى ان الحروف هي من كتاب يسمى "الكتاب" ولكنها تفرّق بين الحروف والقران.

تأتي الايات التاليه من سورة (فصلت) لتؤكد على صحة هذا الفرق والفصل بين الحروف والقران وليس هذا فقط بل تؤكد ان تلك الحروف تعود الى كتاب تم تفصيله الى كتاب يسمى (القران) بلغة ولسان الرسول:

"حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)" فصلت

(حم) هي تنزيل من الرحمن الرحيم ثم يأتي بعدها لفظ (كتاب) ولا يعود هذا الكتاب الى أي شئ قبله سوى الى الحروف (حم), اي ان حم حروف أو آيات من كتاب....هذا الكتاب يقول عنه انه فصلّت اياته الى قران عربي. أو اِن امكن ان نقول تم ايضاح آياته, مع التأكيد على ان الحروف غير المفهومه دائما يطلق عليها بانها هي ايات الكتاب....اي ان تلك الحروف والتي هي ايات الكتاب فصلت الى قران عربي. وهذا كذلك يدعو الى ان "آيات" القران هي نفسها تلك "الآيات" من الكتاب بعد أن تم تفُصيلها.

 ويؤكد على نفس المفهوم الايات التاليه:

"الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)" هود

هناك كتاب آياته منها (ألر) تم احكامها ثم تم تفصيلها, كما في سورة فصلت التي تشير الى ان ايات من كتاب تم تفصيلها الى قران عربي. وقوله (ثم فصلت), (ثم) هنا تدل على ان الايات كانت موجوده في كتاب لكن التفصيل الى قران عربي حصل فيما بعد. أي ان الكتاب موجود قبل التفصيل وان (الر) هي من آيات الكتاب التي (ثم) تم تفصيلها الى قران عربي.

 

الى هنا ومن كل ما ورد اعلاه, نحن امام:

  • حروف من جهة وقران من جهة اخرى
  • تلك الحروف جزء من كتاب تم تفصيله الى (القران) بلغة ولسان الرسول.

 

فما هو هذا الكتاب الذي فصلّت آياته قرانا عربيا؟

بعد التفريق بين وجود حروف من كتاب تم تفصيله وبين قران عربي نتج عن تفصيل حروف وايات ذلك الكتاب, ممكن ان نضع بقية الايات التي تحتوي على الحروف لنلاحظ انها في اغلب المكانات التي وردت فيها يقول عنها بأنها من "الكتاب" وليست من "القران":

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)" يوسف---- الر يشير الى انها (تلك) هي آيات الكتاب ولم يقل القران.

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)" يونس---- الر يشير الى انها (تلك) هي آيات الكتاب ولم يقل القران.

"طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)" الشعراء---- طسم يشير الى انها (تلك) هي آيات الكتاب ولم يقل القران.

"طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)" القصص---- طسم يشير الى انها (تلك) هي آيات الكتاب ولم يقل القران.

"الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)" لقمان---- الم يشير الى انها (تلك) هي آيات الكتاب ولم يقل القران.

"الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)" البقره

يقول (الم ذلك الكتاب) ولم يقل (هذا الكتاب) ولم يقل (هذا القران)...وكان الاجدر القول (هذا الكتاب) ان كان يحاججهم ويكلمهم بالقران نفسه.

لذلك فأن الكتاب الذي يحتوي هذه الحروف يُشار اليه بتعريف (الكتاب) وهو نفسه الكتاب الذي تم تفصيله الى قران عربي وهو ما تأكده الايات التاليه من سورة يونس وسورة الانعام حيث تشير وبوضوح الى ان القران هو تفصيل لكتاب يسمى (الكتاب):

"وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)" يونس

فالقران حسب الايه اعلاه هو تصديق الذي بين يديه وهو ايضا في نفس الوقت تفصيل (ألكتاب). والكتاب كما أشارت اليه الايات المسبقه كانت آياته (الر و طسم والم...وغيرها).

"أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)" ألانعام

والتي تأتي مطابقة للايات:

"حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)" فصلت

"الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)" هود

 

اذاً من الايات اعلاه فأن القران هو تفصيل ل(ألكتاب) وهذا (الكتاب) تأتي اغلب آياته على شكل حروف منها (الم, حم, كهيعص, الر...الخ).

والعكس صحيح ايضا, حيث ان الحروف (الم, حم, كهيعص, الر, يس,...الخ) هي آيات الكتاب تم تفصيله الى قران عربي وايحائه الى الرسول بلسانه ولسان قومه.

 

كذلك للتأكيد على ان هناك كتاب منفصل يحتوي على تلك الحروف وهناك قران:

"الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1) رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2)" الحجر

هنا قد نكون امام احتمالين مع التأكيد ان الاحتمالين يؤكدان ان هناك كتاب يسمى (الكتاب) وهناك (قران):

  • الاحتمال الاول, ان (الر) هي آيات الكتاب وفي نفس الوقت هي آيات القران ايضا والسبب في كونها آيات للكتاب وآيات للقران يعود الى انها آيات من الكتاب الاول وأنها نفسها آيات مفصله في الكتاب الثاني (ألقران)...وهو مشابه للاية التاليه:

 

"طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)" النمل

نعم (الر) و (طس) هي آيات الكتاب من جهة وفي نفس الوقت هي آيات القران بعد ان فُصِّلت.

 

وهذا لا ينفي, بل على العكس يؤكد اننا امام كتابان (الكتاب من جهة والقران من جهة).

 

  • الاحتمال الثاني, اننا أمام قسم كما في (والشمس وضحاها) وكما في (والفجر وليال عشر) وكما في (يس والقران الحكيم انك لمن المرسلين)...الخ....فالقسم هنا يكون بآيات الكتاب (الر) وكذلك بالقران المبين (وقران مبين). أما جواب القسم فيكون (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين). وبذلك الايه تقرأ وتكون كالتالي:

(الر تلك ايات الكتاب.......وقران مبين......ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)

بصوره اخرى:

(الر "تلك آيات الكتاب"....وقران مبين....ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)

وبصورة اوضح:

(الر...وقران مبين...ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)

بحيث ان (الر) هي معروفه بانها (ايات الكتاب)

وهذا نفس ما تؤكد عليه كل بدايات السور والايات التاليه:

"يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)" يس

القسم نفسه ولو استعملنا نفس الاسلوب يكون:

يس (من ايات الكتاب)...و القران الحكيم...انك لمن المرسلين (جواب القسم)

مجددا نحن امام حروف يتم القسم بها ومعها ايضا يتم القسم بالقران...أي ان الحروف والقران كينونتان منفصلتان. كما في الايات التاليه:

"ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) " ص

ص...والقران ذي الذكر...بل الذين كفروا في عزة وشقاق (جواب القسم)

ص من جهة والقران من جهة ثانيه.

 

"ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)" ق

ق...والقران المجيد.

مجددا تفريق بين الحرف وبين القران.

 

الى هنا ومن كل ما ورد اعلاه, نحن امام:

  • حروف من جهة وقران من جهة اخرى
  • تلك الحروف جزء من كتاب تم تفصيله الى (القران) بلغة ولسان الرسول وقومه.
  • هذا الكتاب الذي تم تفصيله الى قران عربي والذي يحتوي على الحروف والايات يتم تعريفه باسم (الكتاب).

 

لو اعتمدنا النقاط الثلاثه اعلاه كقاعده ننطلق منها, ممكن التأكد من بقية الايات التي وردت فيها تلك الحروف والتعرف عليها بانها حروف وايات (الكتاب) الذي تم تفصيله الى قران عربي بلغة ولسان الرسول وقومه.

 

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)" يوسف

هنا (الر) تؤكد انها آيات (الكتاب المبين) بحيث يقول عنها ويشير اليها بأنها (تلك) ايات الكتاب المبين...ثم يقول (انا انزلناه) قرانا عربيا. نحن امام كتابين في هذه الحاله ولا يمكن ان يكون القران هو نفسه الكتاب المبين صاحب ايات (الر) في الايه التي تسبقه وذلك بسبب (الكتاب المبين انا انزلناه قرانا عربيا). فهنا كتابان (الكتاب المبين) تم انزاله (قران عربي).

(أنزلناه) هنا تعود على الكتاب المبين, اي ان الكتاب الاول تم انزاله بصيغه ثانيه على شكل قران عربي بعد ان تم تفصيله الى قران عربي كما تؤكد عليه الايات في سورة (فصلت) وما ستؤكده آيات قرانيه لاحقه.

 

"المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1)" الرعد

مجددا, الحروف (المر) تشير بوضوح الى انها (تلك) هي ايات الكتاب...ثم يفرقها عن (والذي انزل اليك من ربك الحق)....مجددا تضعنا امام شيئين, الكتاب صاحب الحروف (المر) والثاني الذي انزل اليك من ربك. وبالمقارنه مع الايات التي سبقت تكون صيغة الكلام نفسها بأننا امام آيات الكتاب من جهة وبين الذي انزل اليك قرانا مفصلا عربيا من جهة اخرى.

 

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)" الزخرف

مالذي تم جعله قران عربي؟ والجعل هو اعطاء صفه أو خاصيه أو وظيفه ملازمة لشئ موجود اصلا:

"الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء....(22)" البقره---الارض موجوده واعطاها صفه أو خاصية أو وظيفه ان تكون فراشا لكم

"وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً...(125)" البقره---البيت موجود واعطاه صفة أو خاصية أو وظيفه ان يكون أمناً ومثابة للناس

"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا...(126)" البقره---سؤال من ابراهيم لله بأن يكسب البلد صفة أو خاصية الامان

ومئات الايات لا مجال لذكرها جميعها والتي تبين ان الجعل هو اعطاء الشئ خاصية او صفة أو وظيفه معينه أو ما يمكن ان يكون في هذا الاطار.

 

في ايات الزخرف اعلاه وتحديدا الاية رقم (3) يقول (جعلناه قرانا عربيا), فعلى من يعود فعل الجعل هذا؟ ما هو هذا الذي (جعلناه) قرانا عربيا؟ فعل الجعل يعود على الكتاب المبين في الاية (2) الذي تسبقه وان لم يكن يعود على "الكتاب المبين" فلا يوجد شئ اخر يعود عليه هذا الفعل. لو كانت (جعلناه) تعود على القران فستكون الايه (انا جعلنا القران قرانا عربيا), لو كان (القران) يعني موصوفاً بانه كتاباً يُقرأ بلغه مفهومه فلا يمكن ان يكون للايه معنى صحيح (انا جعلنا القران قرانا عربيا), لانه كيف يتم جعل ما هو مقروء مقروء مجددا.

ولو كان (القران) يعني اسم مُعَرَف لشئ وليس موصوفاً, فنحن امام قرآنين (قرآن) لم يكن عربيا و(قران) تم جعله عربيا. والحالتين اعلاه غير صحيحه سواء كان القران صفه او اسم, بل الاصح هو (انا جعلنا الكتاب قرانا عربيا) لكون الكتاب قد يكون بلغه او لسان اخر فلا يمكن قرائته كقران ولما تشير اليه كل الايات الاخرى التي تؤكد ان (الكتاب) تم تفصيله الى قران عربي.

ويؤكد على نفس المفهوم الاية الاخرى التاليه:

"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44)" فصلت

ما هو الذي لو تم جعله قرانا اعجمي؟ هل هو القران نفسه فيكون المعنى (لو جعلنا القران قرانا اعجمي)؟ ام هل المقصود  (لو جعلنا الكتاب قرانا ااعجميا)؟

ثم ما هو هذا الذي يطلبون تفصيل اياته الى ايات عربيه؟ هل هو قران يتم تفصيل اياته الى قران عربي؟ كيف يكون قرآن (كتاب يُقرأ) ويُفـَـصـَّــل الى قران (كتاب يُقرأ)؟ ولكن بمطابقة الايات نجد ان ما يتم تفصيله الى قران عربي متيسر بلسان القوم هو (الكتاب) الذي آياته قد تكون بلسان مختلف.

 وأيضاً:

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6).... فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)" الدخان (*ملاحظه -1- في نهاية المقال)

ما هو هذا الذي تم تيسيره بلسان الرسول (فانما يسرناه بلسانك)؟

لو كان هو القران لاصبحت الايه (فانما يسرنا القران بلسانك), ولكن القران اصلا هو عربي مبين بلسان الرسول كما يقول (جعلناه قرانا عربيا) و (أنزلناه قرانا عربيا) فكيف يتم تيسير العربي المبين بلسان عربي مبين؟...ان كان عربيا مبينا فهو اصلا مُيَــسَر باللسان ولا يحتاج الى تيسير اخر.

اما ان كانت الايه تعود على (حم والكتاب المبين) في بداية السوره فيكون المعنى ان الكتاب بحروفه واياته ولسانه (الم, الر, طس, طسم, طه, كهيعص, حم, ص, ق, ن) قد تم تيسيره الى لسانك العربي المبين ليتم فهمه (فانما يسرنا الكتاب بلسانك).

 

ومن الايات التي تم ايرادها مسبقا فأن الحروف (الم, طسم, الر...) كلها ايات الكتاب المبين في سور (يوسف, يونس, الشعراء, القصص, و لقمان).

وفي الزخرف (3) يُبين ان الكتاب المبين تم جعله قرانا عربيا.

وبجمع الايات التاليه مجددا نجد انها كلها تصب في نفس المفهوم:

"حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)" فصلت

"الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)" هود

"وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)" يونس

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)" يوسف

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)" الزخرف

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6).... فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)" الدخان

  

بعض السور الاخرى والتي وردت معها حروف غير مفهومه, لا تشير مباشرة الى مفهومي الكتاب والقران ولكنها تبتدئ بها وتنتقل مباشرة الى موضوع معين وبهذا تعتمد على الفهم المسبق لتلك الحروف والايات بانها ايات الكتاب. مثل:

"كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)" مريم

"طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)" طه

"الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)" العنكبوت

"الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)" الروم

"ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)" القلم

"المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)" الاعراف

"الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2)" يونس

"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)" ابراهيم

 

بعد توضيح ان الحروف غير المفهومه في بدايات بعض السور بانها حروف وآيات (الكتاب) وهو (الكتاب) الذي تم تفصيل اياته الى قران عربي مبين...ننظر الى الايه التاليه والتي نطرح من خلالها بعض الاسئله لنتخذها مدخلا لمحاولة التعرف على (الكتاب) ووجوده مسبقا بعيدا عن الحروف ودلالاتها.

 

"الم (1) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)" ال عمران

هنا (الكتاب) تم انزاله مصدقا لما بين يديه (وما بين يديه تعني ما هو موجود مسبقا). هنا نضع بعض الاسئله:

  • هل (الكتاب) هنا هو القران؟
  • هل تم انزال (الكتاب) بصورة كاملة ودفعه واحده؟
  • هل (ما بين يديه)  تعود على التوراة والانجيل ام تصديق ل(الكتاب) السابق الذي قد يكون موجودا من قبل والى حاضر الرسول واتى هذا الكتاب مجددا تصديقا له؟
  • عندما يقول أنزل التوراة والانجيل من قبل, هل هو تأكيد بأنهما هما المقصودان بما بين يدي (الكتاب) ام هل هو تفريق عن ما هو بين يدي الكتاب؟ بمعنى اخر, كان ممكن ان يقول (مصدقا لما بين يديه من التوراة والانجيل) بدل أن يفرق تنزيل الكتاب عن تنزيل التوراة والانجيل (نزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والانجيل). مع هذا, فمن الممكن ان يكون القصد بأنه مصدقا لما بين يديه من التوراة والانجيل مع التأكيد بأنه هو من أنزل التوراة والانجيل ايضا.
  • يقول (وأنزل الفرقان) وهو الذي قد يكون تم انزاله قبل, بعد, أو مع التوراة والانجيل ولكنه بالتأكيد مختلف عنهما اذ يقول (وأنزل التوراة والانجيل من قبل وأنزل الفرقان). فما هو الفرقان؟

الفرقان ورد في اكثر من مكان بأنه شئ تم اعطائه لموسى وهارون وكذلك ورد كوصف للقران:

 

فما يخص موسى وهارون:

"وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)" البقره

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48)" الانبياء

 

أما ما يخص القران:

"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ...(185)" البقره

"تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)" الفرقان

وتكملة الايات في سورة الفرقان تشير الى ان الخطاب يعود على ما تم انزاله على النبي محمد وما كان يقوله قومه حول هذا الفرقان او التنزيل. تكملة الايات تبين ان المقصود هو ماتم تنزيله على محمد:

" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1).....وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6) وَقَالُوامَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (8) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا (10)" الفرقان

فلو كان الفرقان هو القران نفسه (نزل الفرقان على عبده) أو جزء من القران (شهر رمضان الذي اُنزل فيه القران..بينات من الهدى والفرقان)...ولو كان القران هو (الكتاب) نفسه فلماذا تفريقه بالانزال عن (الكتاب) في الايات (3) و (4) من سورة ال عمران أعلاه "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ...(4)" ال عمران؟

الاسئله اعلاه ممكن جمعها بسؤال واحد, هل كان هناك كتاب يسمى (الكتاب) أو (كتاب الله) قد سبق كل الكتب من توراة وانجيل وقران وهل من الممكن ان يكون تم اشتقاق أو وحي منه كل من تلك الكتب؟

الاجابه قد تكون بعيدة الان عن الحروف في مقدمات السور وتنتقل بنا الى محاولة تتبع ورود (الكتاب) في القران للاستدلال عليه.

هل كان هناك كتاب يسمى (الكتاب) أو (كتاب الله) قد سبق كل الكتب من توراة وانجيل وقران؟

بالعودة قرآنيا الى زمن النبي أبراهيم, نجد:

"أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)" النساء

"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)" العنكبوت

 

هنا آل ابراهيم تم ايتائهم الكتاب....ثم في مكان آخر يقول:

"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)" البقره

هنا ابراهيم واسماعيل يرفعان القواعد من البيت ويدعوان, جزء من دعائهما هو أن تكون من ذريتهما المشتركه امة مسلمه ومن هذه الامة المسلمه يتم بعث رسول فيها يُعَلِّم هذه الامة أو المجموعه ما يسميه ابراهيم واسماعيل ب(الكتاب). فهل تمت الاستجابه لهذا الدعاء؟

تأتي الايات مباشرة لتبين ان الدعاء تم الاستجابه له:

"كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151)" البقره

وكذلك:

"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)" الجمعه

وكذلك:

"لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164)" ال عمران

 

تم بعث رسول في امة اسمها (الاميين) والرسول (اُمي) من هذه الامه من ذرية ابراهيم واسماعيل. هذه المجموعة او الامه هي ذرية ابراهيم واسماعيل المشتركه المعروفه بالاميين تم بعث رسول منها وفيها يعلمهم (الكتاب) والحكمه. (راجع مقال "القران والنبي الامي" على هذا الرابط : http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=9955)

وبأختصار, الاميين هم ذرية ابراهيم واسماعيل المشتركه, وهي امه أو مجموعه مسلمه موحده "مؤمنين" مسبقاً قبل الرساله المحمديه  دعا بها ابراهيم واسماعيل. ومن هذه الامه الموحده تم بعث رسول منها. فالنبي الامي ليس هو من لا يقرأ ولا يكتب, ولكنه ينتمي الى جماعه كانت معروفه تسمى بال(اميين) تعود بنسبها الى ابراهيم واسماعيل. ولذا فأن النبي هو اُمي من الاميين. والمقال الموجود على الرابط اعلاه يبحث في اثبات هذا المفهوم قرانيا ويستدل على وجود تلك الجماعه ونسبهم الى ابراهيم واسماعيل ومحاربتهم من قبل من كان موجود حولهم وأحد اسباب هذا الصراع هو (الكتاب) الذي تم أيتائهم اياه.

الكتاب تم جعله في ذرية ابراهيم (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) وكذلك دعاء ابراهيم واسماعيل الذي يقول (وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ...رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ...) تم الاستجابه اليه ب (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...) وكذلك (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ..).

السؤال هنا, عن أي كتاب تم جعله في ذرية ابراهيم وعن اي كتاب كان يتكلم ابراهيم واسماعيل ويسألون الله ان يقوم الرسول بتعليمه لتلك الامه من ذريتهم ثم يخرج رسول من تلك الذرية ليقوم بعملية تعليم (الكتاب) نفسه؟

هل كان ابراهيم واسماعيل يقصدون القرآن وهل كان لهم علم بأن هناك كتاب اسمه القران سينزل على شخص من ذريتهم؟ وهل يقصد بالقران ككتاب جعله في ذرية ابراهيم واسحق ويعقوب؟ أم انه الكتاب نفسه الذي آتاه لابراهيم وتم جعله في ذريته وكان معروفا لدى ابراهيم واسماعيل ودعوا الله ان يوصله الى امة من ذريتهم تبينه للناس؟

دعاء ابراهيم واسماعيل واضح بأنهم يقصدون (الكتاب) الذي لهم معرفه به مسبقا (آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ)...فكان سؤالهم ان يبعث رسول من ذريتهم يقوم بتعليم هذا الكتاب (ويعلمهم الكتاب). وكذلك هو نفسه (الكتاب) الذي تم جعله في ذريته.

هذا الكتاب يحتاج الى تعليم كما يقول (يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمه..)

اذاً (الكتاب) كان موجودا منذ زمن ابراهيم واسماعيل وكان لهم معرفه به ونفس (الكتاب) قد اوتي الى محمد وكان عليه مهمة تعليمه وتوضيحه.

 

ولذلك كان بنو اسرائيل والذين قد كانوا ورثوا "الكتاب" بطريقة او بأخرى, "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)" غافر, كانوا يخشون ان يتكلموا مع الاميين بمحتويات (الكتاب) أو معانيه خشية ان يتم استخدامه ضدهم بطريقة او بأخرى:

"وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (76) ..... (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78)" البقره

الخوف هنا هو من الاميين وعلاقتهم وعلمهم بالكتاب من جهة وعلاقتهم بذرية ابراهيم واسماعيل من جهة اخرى كون ابراهيم دعا ان يُبعث الرسول من ذريته واسماعيل  (راجع مقال "القران والنبي الامي").

 

بعد تبيان ان ابراهيم واسماعيل قد تم ايتائهم (الكتاب) وقاموا بالدعاء بأن يُبعَث رسول من ذريتهم يُعَلِّم ذريتهم نفس محتويات ذلك (ألكتاب). أين موقع (الكتاب) فيما بين تلك الفترة من ابراهيم الى محمد؟

"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (26)" الحديد

"وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (88) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ (89)" الانعام

كل هؤلاء تم ايتائهم (الكتاب)...وكذلك الايات التاليه تشير الى ان النبيين قد اُنزِل معهم (الكتاب) وهو نفس الكتاب الواحد وليس عدة كتب مختلفه ولكان قال (انزل معهم الكتب)...ولكن الكتاب هنا يشير الى كتاب واحد يسمى (الكتاب):

"كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)" البقره

فهل (الكتاب) هنا هو وحدة واحده وكتاب واحد معين فهو نفس (الكتاب) ام هي مجموعة من الكتب كالتوراة والانجيل والقران؟

هنا يحيى يؤمر بأن يأخذ (الكتاب) بقوة, فما هو كتاب يحيى الذي يجب عليه ان يأخذه؟:

"يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)" مريم

 

أما عيسى فقد آتاه الله الانجيل:

"ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ....(27)" الحديد

ولكن ليس الانجيل فقط, فعيسى تم تعليمه (الكتاب) بالاضافه الى الانجيل والتوراة وهو ما تشير اليه الايات التاليه بوضوح:

"إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48)" ال عمران

"إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ...(110)" المائده

 

فما هو هذا (الكتاب) الذي يفرق عن التوراة والانجيل؟ وما هو هذا (الكتاب) الذي تم تعليمه لعيسى بالاضافه الى التوراة والانجيل؟ حسب الايات السابقه, فأن (الكتاب) الواحد تم اعطائه وانزاله على جميع الرسل والانبياء وهو ما تؤكده الايات التي تخص عيسى اذ تبين ان عيسى تم تعليمه الكتاب بالاضافه الى الانجيل والتوراة.

"فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)" مريم

فهل التوراة والانجيل هي تفصيل للكتاب كما هو القران تفصيل لنفس الكتاب؟ اليس هذا هو نفس (الكتاب) الذي تم ايتائه لآل ابراهيم كما تشير اليه الايه (89) من سورة الانعام اعلاه؟

 

كذلك بالنسبه لسليمان, تأتي الاية التاليه لتبين ان هناك كتاب يسمى (الكتاب) كان هناك من لديه علم خاص به:

"قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)" النمل

 

أما بالنسبه لموسى:

"وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)" البقره

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)" البقره

"ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154)" الانعام

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (110)" هود

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)" المؤمنون

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)"  الفرقان

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَفَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)" السجده

"وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117)" الصافات

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)" القصص

 

كلها تشير الى ان موسى تم ايتائه (الكتاب) ولم يرد في أي مكان ان موسى تم ايتاءه التوراة او تم انزال التوراة عليه ولكن موسى أوتي كتاب الله (الكتاب) فقط بعد أن تم اهلاك القرون الاولى ولهذا اختلفوا في ذلك الكتاب وربما في محتواه وكلامه ومعانيه:

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (110)" هود

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِوَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (45)" فصلت

أما التوراة فقد ظهرت في الفترة بين موسى الى عيسى, وهي من الكتب السماويه ايضا ولكن قد تكون جائت تفصيلا لايات الكتاب الذي اتى به موسى بعد ان تم الاختلاف في الكتاب وكما هو القران تفصيل لايات الكتاب وكما قد يكون الانجيل كذلك ولذلك يقول:

"إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)" المائده

اذ يقول ان التوراة تم انزالها بحيث يحكم بها النبيّون المسلمون وكذلك يحكم بها الربانيون والاحبارُ للذين هادوا بما استحفظوا من كتاب الله وليس فقط انهم استحفظوا من كتاب الله بل كانوا شهداء على ذلك الكتاب. ولم يقل انزلنا التوراة ليحكم بها موسى. فما هو هذا الكتاب كتاب الله الذي استحفظوه؟ وهل المقصود هنا ان التوراة نتجت عن تفصيل كتاب الله (الكتاب) الذي تم حفظه عند النبيين وشهدوا عليه من بعد ان اتاهم به موسى.

لذلك فأن موسى وحسب الايات كان قد تم ايتائه (الكتاب), كما هو, بعد ان تم هلاك القرون السابقه ومن ثم تم الاختلاف فيه من بعد ثم أتت التوراة لتحكم للذين هادوا بعد ان تم حفظ (الكتاب) لدى النبيين المسلمين والربانيين والاحبار.

فموسى تم ايتائه نفس (الكتاب) الذي كان لدى ابراهيم وهو مشترك بينهما وهو ما قد تكون تشير اليه الايات:

"إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)" الاعلى

"أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)" النجم

 

الاسمان الوحيدان الذان يشتركان في الصحف الاولى هما (ابراهيم وموسى), وموسى يقول عنه انه تم ايتائه (الكتاب) فقط. فهل الصحف المشتركه بين موسى وابراهيم تؤكد ان تلك الصحف هي نفسها (الكتاب)؟

 

وردت كلمة (الصحف) في آيات اخرى:

"كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)" عبس

فهل تلك التذكره مأخوذه من صحف (الكتاب) نفسه؟ وهي تلك الصحف التي يصفها بانها مكرمه, مرفوعه, ومطهره.

 

"لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)" القدر

وهنا نطرح بعض الاسئله, يقول ان الرسول (يتلو) صحفا مطهرة, وتلك الصحف فيها كتب قيمه ويعتبر ان تلاوة تلك الصحف هي بينة لاهل (الكتاب). فهل تلك الصحف دليل على ان ما يتلوه محمد هو نفسه الكتاب الذي عرفوه بآياته؟ هل تلك الصحف هي (الكتاب) نفسه؟ وما هي تلك الكتب القيمه التي تكون في تلك الصحف؟ هل هو تأكيد على ان الصحف هي (الكتاب) وان ذلك (الكتاب) فيه كتب قيمه من توراة وانجيل وقران؟

 

تأتي الايات هنا لتبين ان بنو اسرائيل ورثوا (الكتاب) وكان عليهم مهمة تبيانه بعد انيدرسوه ويتعلموه:

"وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)" الاعراف

ولكنهم عوضا عن ذلك كتموه واخفوه وجعلوه قراطيس وكتبوا بأيديهم ما يشابهه ليشتروا به ثمنا قليلا:

"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)" البقره

"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)" البقره

"وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)" ال عمران

"وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)" الانعام

"فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَهَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)" البقره

 

كذلك يقول عنهم انهم كانوا يلوون السنتهم به ليظن الناس ان الكلام من (الكتاب), فهل كانوا يحاولون التحدث بلغة ولسان مشابه للسان (الكتاب) الذي أتاهم به موسى وتعلمه عيسى:

"وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)" ال عمران

 

وهنا يشير الى أن اليهود والنصارى كانوا يتلون (الكتاب) ولم يقل (الكتب) أو (كتبهم) ولكن كتاب واحد مشترك لدى الطائفتين يدعى (الكتاب) وهو ما أتاهم به موسى وما تعلّمه عيسى وليس التوراة والانجيل وهو ما له علاقه بالتسمية (أهل الكتاب) وكذلك (الذين أوتوا الكتاب):

"وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)" البقره

"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)" البقره

 

وهو المفهوم الذي تؤكد عليه الايات التاليه والتي تشير الى احتمالية مطالبة قوم النبي محمد بأن ينزل عليهم ما عرفوه من (الكتاب) نفسه الذي تم انزاله على طائفتين من قبل (طائفة موسى وطائفة عيسى):

"ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)" ألانعام

 

ولهذا فأن الذين اوتوا (الكتاب) من قبل يعلمون بأن ما انزل على محمد هو نفس الكتاب وما القران الا تفصيل لما ورد في ذلك الكتاب:

"أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)" ألانعام

"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)" المائده

"فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)" ال عمران

 

ولهذا دائما ما تكون الاشارة الى الايمان او الكفر ب(الكتاب) كوحدة واحدة وهو كتاب الله الذي تم ايتائه نفسه لابراهيم وجميع الانبياء وتم اشتقاق التوراة والانجيل والقران منه:

"الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70)" غافر

"هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)" ال عمران

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136)" النساء

 

ولهذا فأن (الكتاب) قد تم تنزيله على محمد ليبين آياته بعد ان يتم تفصيلها ويوحى اليه قرآنا عربيا فيقول:

"وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)" الكهف

"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)" العنكبوت

فهنا ما يوحى اليه هو من (الكتاب), ما يوحى اليه هو قران مفصل عربيا بلسان قومه يوحى من كتاب ربه (الكتاب). كما تؤكد عليه الايه:

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)" الزخرف

"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)" المائده

ولربما تكون الشرعه والمنهاج هنا هي الشرائع التوراتيه والانجيليه والقرانيه التي تختص بها كل امه والتي تم اشتقاقها جميعا من (الكتاب) الاُم.

 

وكذلك يقول ويبين ان من عنده علم (الكتاب) يعلم ان ما جاء به محمد هو من (الكتاب) نفسه:

"وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)" الرعد

 

ممكن وضع بعض من الايات ايضا والتي تبين علاقة ما انزل على النبي محمد بالكتاب:

"وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53)" ألاعراف

"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1)" الكهف

"هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)" ال عمران

"وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ (86)" القصص

"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)" الشورى

"إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)" الواقعه

"إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105)" النساء

"وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)" النساء

"الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)" السجده

"حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)" غافر

"حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3).... وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)" الشورى

 

"وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (61)" يونس

على من تعود (منه) في الايه اعلاه؟ هل القول (ما تتلو من القران من قران)؟ ام القول يكون (ما تتلو من الكتاب من قران) بعد ما بيناه من مفهوم الكتاب وتفصيله وعلاقته بلسان القران؟

 

"وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)" الاحقاف

"وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30)" الاحقاف

آيات الاحقاف اعلاه تشير مجددا الى علاقة اعطاء الكتاب لموسى ومن ثم الى محمد...في الاحقاف (12), يقول من قبله كتاب موسى وهذا نفسه الكتاب ولكنه الان بلسان عربي. فأين عيسى ان كان المقصود من (الكتاب) هو التوراة والانجيل والقران؟

الكلام في الاية عن الكتاب نفسه الذي تم ايتائه لموسى وورثه بنو اسرائيل وتعلمه عيسى ثم تم انزاله على محمد ومن ثم تفصيله مصدقا لنفس ما بين يديه من كتاب.

وفي الاحقاف (30), هل المقصود هو القران ب(كتابا انزل من بعد موسى)؟ نعم هم استمعوا لما في القران ولكن علموا انه تفصيل من الكتاب نفسه الذي جاء به موسى ولذلك قولهم (كتاب من بعد موسى). والا كان الاصح ان يقولوا (سمعنا كتابا انزل من بعد عيسى). ولكن الكلام هنا عن كتاب الله (الكتاب).

 

وفي النهايه كخلاصه:

  • هناك كتاب يسمى (الكتاب) وهناك توراة وانجيل, وقران تفصيل لآيات ذلك (الكتاب).
  • (الكتاب) جُعِل في ذرية نوح وابراهيم وأتى به موسى ايضا وتوارثه بنو اسرائيل وتم تعليمه لعيسى وتم القائه وانزاله على محمد.
  • الحروف والكلمات غير المفهومه التي وردت في بدايات بعض سور القران كلها تشير الى انها آيات من (الكتاب). أي قد تكون بلسان الكتاب وهو لسان يختلف عن لسان النبي محمد وقومه تم تفصيلها الى آيات قران عربي.
  • محمد اوحي اليه تفصيل آيات (الكتاب) كآيات قرانيه بلسان عربي مبين ليبينه لقومه بلغتهم وبلسانهم.
  • القران فيه (آيات) مفصلات من (الكتاب) وفيه (الذكر) وفيه (الفرقان).

 

يبقى ان نشير الى آيه اخرى قد تكون تزيد من التأكيد بأن القران والحروف في بداية السور كلً منهما له وجود مستقل عن الاخر اذ يقول: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)" الحجر

فكما ذكرنا في بداية المقال, ان عدد تلك الكلمات غير المفهومه هو اربعة عشر بدون تكرار وهي كالتالي:

  • الم
  • المص
  • الر
  • المر
  • كهيعص
  • طه
  • طسم
  • طس
  • يس
  • ص
  • حم
  • عسق
  • ق
  • ن

فأن كانت (سبعا من المثاني) تعني (سبعا وسبعا) أي (اربعة عشر) - بحيث ان مثنى تعني (تثنية لنفس الرقم) -  وما هي الا طريقه للتعبير عن الرقم اربعة عشر بحيث ان المثنى تعني سبعا اخرى (او حاصل الضرب في اثنين).

فأن كان هذا هو المقصود فأن سبعا من المثاني (وهي اربعة عشر) تكون هي حروف وايات الكتاب التي وردت في بدايات السور بدون تكرار والتي يفرقها عن (القران العظيم) في نفس الاية.

===============================================

*ملاحظة -1-: نقطه يجب الاشاره اليها الا وهي, ان معظم الايات التي ترد فيها الحروف دائما تدل بصورة مباشرة الى انها ايات الكتاب او الكتاب المبين او الكتاب الحكيم الاّ الحرفين (حم) والذان وردا في سبعة مواضع احدها في سورة الزخرف اعلاه بحيث لا تشير مباشرة الى انها (تلك ايات الكتاب) ولكنها مرتبطه دائما كما بقية الحروف بالكتاب وتنزيله:

"حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)" غافر

"حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)" فصلت

"حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3).... وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)" الشورى

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)" الزخرف

"حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6).... فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)" الدخان

"حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)" الجاثيه

"حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)" الاحقاف

 

دائما مع (حم) يذكر (تنزيل الكتاب) او يجمعها مع الكتاب (والكتاب المبين). فهل هي آيات ايضا من (الكتاب) مشابهة لبقية الحروف بكونها ايات من الكتاب ام لها معنى ثاني ولكنه مرتبط ايضا بالكتاب لورودها معه دائما؟ ان كانت تعتبر حروف مقطعة ويقع عليها نفس ما يقع على بقية الحروف, فمن الممكن اعتبارها ايات الكتاب ايضا ويؤكد على انها ايات من الكتاب ايضا ما يطابقها من حالة الحروف (ألم):

"الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2)" السجده

"الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)" لقمان

في سورة السجده, (الم) تنزيل الكتاب وهي حالة مطابقة لحالة (حم) ولكن في سورة لقمان يؤكد على ان (الم) هي ايات الكتاب الحكيم. وهذا مما يمكن الاخذ به والقول ان (حم) من آيات الكتاب ايضا.

المهم من التنويه الى (حم) هو للفت الانتباه الى تخصيصها بصورة منفصله عن الكتاب المبين (حم والكتاب المبين) لم ترد مع جميع الحروف الاخرى.

===============================================

 

زيد علي  المهدي

كتبت بتاريخ: 17-7-2012

اجمالي القراءات 32579