فضيحة الملابس الاوليمبية المصرية

حمدى البصير في الجمعة ٢٧ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

البعثة المصرية فى أوليمبياد لندن 2012 التى أفتتحت رسميا مساء امس الجمعة ، كانت سترتدى ملابس رياضية مقلدة أو " مضروبة " فى طابور العرض ، بل وخلال ممارسة أعضاء البعثة من الرياضيين  للألعاب المختلفة داخل الدورة ، لولا  تدخل " إثنين " من رؤساء وزراء مصر لحل المشكلة ، هما الدكتور كمال الجنزورى " الحالى " ، والدكتور هشام قنديل " المكلف "، وشراء ملابس رياضية ذات ماركات أصلية معروفة ، بدلا من الملابس ذات الماركة المزيفة ، وقام أعضاء البعثة بإرتدائها بالفعل ، فى طابور العرض أمس ، وتم إنقاذ سمعة مصر الرياضية ، من فضيحة عالمية مدوية ، كانت ستكون أكبر من صفر المونديال الشهير .

الفضيحة سببها أخطاء إدارية و" فهلوة مصرية " وقلة خبرة من " موظفين " كبار فى اللجنة الأوليمبية المصرية ، والذين إتبعوا طريقة " حادى بادى " فى إختيار الملابس الرياضية " الرخيصة " لأعضاء  البعثة من بين العروض المقدمة من  موردى الملابس الرياضية ، والذين لايتعاملون سوى مع الملابس الصينية الرديئة والمقلدة ، بل من المعروف أن فى سوق الملابس المصرى هناك بعض  مصانع الملابس الصغيرة ، وورش بئر السلم  ، تقوم بلصق " تيكت " مزور لماركات عالمية مشهورة على الملابس المصنعة فى مصر ، بل وتقوم بعض مصانع وورش أخرى ، بنزع " تيكت " صنع فى الصين من ملابس صينية مهربة ، وطرحها فى الأسواق على أنها ملابس مصرية ، وبالطبع كل هذا الغش والتحايل ، الهدف منه الإضرار بالمستهلك وضياع حق الدولة فى تحصيل الضرائب والرسوم المختلفة ، فى مقابل قيام مافيا الملابس الجاهزة بجنى أرباح " حرام " هائلة  تبلغ مئات الملايين من الجنيهات سنويا .

كان من المفترض ألا يتبع موظفى اللجنة الأوليمبية " الطريقة المصرية " فى التوفير ، وإختيار أرخص المنتجات ، حتى ولو كانت مقلدة ومضروبة ، عند إختيار ملابس البعثة الرياضية المصرية المشاركة فى أوليمبياد لندن ، ذلك المحفل الرياضى العالمى الذى ينتظره سكان العالم كل 4 سنوات ، وكان من العار أن تظهر البعثة المصرية فى طابور العرض بملابس مقلدة ومضروبة ، ونحن شعب نشتهر بصناعة الملابس الجاهزة ، ذات القطن الطويل التيلة ، المعروف عالميا ، بل إن الملابس المصرية المصنوعة من القطن المصرى ، هى الأغلى فى أسواق العالم ، وبالتالى إرتداء البعثة الرياضية المصرية ملابس مضروبة فى أوليمبياد لندن ، كان سيضرب سمعة الملابس الجاهزة المصرية فى الصميم ، وكان سيؤثر على صادراتنا من الملابس ، ولاسيما أننا نعانى من منافسة شرسة فى الاسواق الخارجية من الصين وتركيا ، بالإضافة إلى ثأثر سمعة مصر ككل عندما تنقل كل وسائل الإعلام التى تغطى الألعاب الأوليمبية إلى كل الكرة الأرضية ، خبر إرتداء البعثة المصرية الرياضية ملابس رخيصة ومضروبة ، وبالتالى يتسبب تصرف موظفين درجة تانية فى الإساءة لسمعة مصر ، التى أبهرت العالم بثورة يناير ، والكل يتابع خطواتها الديمقراطية الرائعة ، وإعادة بناء دولتها ، بسبب جنيهات قليلة .

أنا لا أستبعد شبهة فساد وعمولات وسمسرة وراء الملابس الاوليمبية المقلدة ، وأطالب بالتحفظ على تلك الملابس ، وفتح تحقيق فورى حول تلك الواقعة المخزية وإحالة المتسببين إلى المحاكم المختصة مهما كانت وظائفهم أو أنتماء بعضهم للمجلس العسكرى ، حتى لايتكرر هذا الأمر ونحافظ على سمعة مصر فى المستقبل .

حمدى البصير

elbsser2@ yahoo.com

اجمالي القراءات 9382