هو أوان العلمانية

كمال غبريال في الثلاثاء ٠٣ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

لا أعرف تياراً ثالثاً أو رابعاً، فقد حان وقت أن يحسم الشعب المصري خياراته، فإما أن يظل أسير تجار الغيبيات ومروجي التجهيل والتخلف، وإما أن يعتمد العلم أساساً لحياته ولرؤيته للعالم ولنفسه، ويسلك الطريق الذي سارت فيه اليابان وجنوب شرق آسيا ثم الصين والهند. . هو إذن أوان الحسم وليس الميوعة التي ترعى في مستنقعاتها طفيليات وميكروبات التخلف والإرهاب والكراهية وسائر تلك القائمة اللعينة. . هو أوان العلمانية الصريحة المستقيمة، حتى لا نظل إلى الأبد نزحف على بطوننا، متحيرين بين النور والظلمة، وبين التقهقر والتقدم.
• في مصر يكاد لا يوجد قانون ولا دستور ولا ثوار ولا حتى شعب، يوجد فقط مجلس عسكري غامض النوايا ومرتعب في دخيلته وإن كان يحاول الظهور بمظهر أسد، وتشكيلات إجرامية تلوك خطاباً دينياً متخلفاً وظلامياً، كما يوجد مرتزقة وأراجوزات مصير الكثيرين منهم مشانق واحد من الطرفين العاملين في الساحة المصرية.
• هل ينتج الشعب المصري في هذه الظروف العصيبة نخبة جديدة غير تلك التي احترفت معارضة تافهة وملوثة وجاهلة في عصر مبارك، وقامت بتسليم ما سمته ثورة إلى إخوان الخراب والظلام وأذيالهم؟!. . على الشعب أن يثبت أنه يستحق مصيراً أفضل من ذلك الذي يتجه نحوه الآن، وقادر على إنجاب من هم على مثال فرج فودة وسيد القمني ومجدي يعقوب وأحمد زيل، وأن يكف عن إنجاب الحثالات الذين يلعقون الآن أحذية الجماعة المحظورة.
• بالتأكيد سوف أحيي رئيس جمهورية مصر على كل خطوة حقيقية لدفع مصر باتجاه التطور، ولن أكون ضمن معارضة عدائية عمياء، هذا بالطبع مع انعدام ثقتي فيه شخصياً وفي جماعته الظلامية الإرهابية. . عجبي على شعب يولي عليه الظلاميين وينتظر منهم الاستنارة، يولي دعاة التخلف وينتظر على أيديهم تطور بلاده، ويولي حثالة القوم وينتظر "عيش وحرية وكرامة إنسانية"!!
• نعم هناك 48% من الشعب المصري على الأقل ضد حكم الظلاميين والإرهابيين، لكن جبهة الظلاميين فائقة التنظيم والتمويل وبالتالي الكفاءة، والجبهة المقابلة عديمة التنظيم وتضم فرقاء لا يجمع بينهم غير الرعب مما هو قادم. . هي جبهة مهلهلة بامتياز.
• تعريف: الثقيل الغتيت هو من يحاول النهوض بأمة تهوى السقوط، وأن يتحضر شعب أدمن التخلف. . لا تشرح لمن لا يستحق ما لا يمكن أن يفهم. . أشعر أحياناً أنني أقترف جرماً إذ أحاول إخراج الشعب المصري أو حرمانه مما يهوى ويعشق ويدمن، أي من التمرغ في مستنقعات التخلف والغيبوبة العقلية والدروشة اللذيذة.
• العبيد لا يثورون وإن ثاروا على سيد فلاستبداله بآخر. . لا يكفي أن تطالب بالحرية والتقدم والحداثة، فالأهم أن تستحقها وأن تمتلك مقوماتها، فعندنا هؤلاء النخبة أمثال الأسواني وغنيم وكثيرون يحفظون جيداً أناشيد الحرية وما شابه، وحين جد الجد ذهبوا تلقائياً إلى ما يستحقون، وهو الغطس في مرحاض إخوان الخراب. . أرفض بشدة اتهام أمثال وائل غنيم بالعمالة أو الارتزاق أو أنهم جزء من مؤامرة خارجية، فالفكرة التي كونتها عنهم أنهم أتفه من ذلك كثيراً. . هم مجرد بلهاء ثقافياً وسياسياً لا أكثر ولا أقل.
• سعدت بخبر حكم القضاء بالإسكندرية بحق الضباط في إطالة اللحية، فهذا يتيح للجمهور التعرف على هؤلاء، ويعمل حسابه من الأول، بدلاً من المفاجأة بشخصياتهم.
• رغم الأخطاء الفادحة التي وصلت في بعض الأحيان لحد الجرائم، فإن جمهوريات عبد الناصر والسادات ومبارك كان توجهها (المفترض على الأقل) الارتقاء بالشعب المصري، وإن كانت لم تنجح بالقدر الكافي، أما جمهورية الإخوان الحالية فهي أول جمهورية معبرة بالفعل عن أغلبية الشعب، وتوجهها المفترض هو إسدال الظلام على سائر نواحي الحياة المصرية، فهل تفشل كما فشلت سائر الجمهوريات السابقة في تحقيق أهدافها؟. . الأمل إذن هو في إدمان المصريين الفشل، حتى لو كان تحقيق نوايا حكامنا الحاليين هو الفشل ذاته. . الأمل أن نفشل في الفشل!!
• فلنحترس لأنه مادامت الجماعة "المحظورة" هي التي تحكمنا، فربما تقودنا لأن يعتبر العالم مصر كلها دولة مارقة أو "محظورة"، مثل كوريا الشمالية وإيران وفنزويلاً.
• في عصور ازدهار التخلف لم يكن هناك سلام جمهوري، وطبيعي مادمنا ننشد التخلف أن نبدأ بازدرائه. . عندما يلتف دعاة التخلف حول محمد مرسي فهم يعرفون طريقهم جيداً، أما حين يلجأ إليه مدعو الثورة فيبقوا . . . . . . !!
• أهم صفة تؤكد تمثيل الجماعة المحظورة للشعب المصري هي إدمانها وبراعتها في الكذب. . يعجبني جداً تقسيم الأدوار، فالبعض يهدمون ويحرقون الكنائس أو يعتدون على الآمنين ويقطعون آذانهم وقد يقتلونهم باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبعض الآخر يمول هؤلاء بالدولارات النفطية ويحرضهم ويحقنهم بسمومه، وبعض آخر يشجب ويندد بلطف وتدليل، وقد يذهب لتبويس اللحى وعقد جلسات إذعان عرفي، المهم في النهاية أن تسير خطة إظلام مصر في مسراها الجهنمي.
• بس عشان أفهم: هل مطلوب قبطي نائباً للرئيس لتأكيد عدم تهميش الأقباط في هذا العهد الأسود، أو لكي يعمل بصمجياً على ما سوف يحدث للأقباط من تهميش واستهداف من ملوك التحريض والكراهية؟!!
• متى يدرك بطريرك وأساقفة الكنيسة القبطية أن التحول إلى خيشة في يد الحاكم وإن كان يجلب لهم التكريم الظاهري، لكنه يغرس احتقارهم والاستهانة بهم وبالمواطنين المسيحيين. . توبوا عن بلاويكم يا أصحاب الكروش العظيمة والضمائر الخربة والعمم السوداء كمصيركم.

 
اجمالي القراءات 6689