وأتيناه من كل شئ سبباً فأتبع سبباً
تتمة باقي الاعتبارات والمخاطر

محمد عبدالرحمن محمد في الخميس ٠٧ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

                    

في البدء لابد أن أنوه إلى أن أخطر المخاطر على المجتمع المصري هى ترك اللصوص الكبار بدون محاسبة واسترداد ثروات مصر المسروقة منهم، والاكتفاء بالادانة الشفوية والتعلل بكبر سن اللص الفرعون  وتبرئة نجليه اللصين وزوجته  أم لهب  وتركها تعيث بتلك الثروات هى وأولادها في مصر فساداً باستئجار للقتلة والبلطجية لترويع المصريين بمباركة العسكر وجهازهم الأمني وتبرئه هامانات وقوارين الفرعون اللص..   وذلك حتى تنجو اللصوص بسرقاتهم وتبقى مصر وأهلها في جوع ومذلة ومعاناة ومكابدة..

 

  يبقى أن نحصر بعض المخاطر التي يتعرض لها من يسكن الوادي حاليا ومن يفكر في الهجرة الداخلية له.. ثم نذكر بعضا من الاعتبارات الخاصة الواجب الأخذ بها وتنفيذها في تأسيس المساكن والبيوت لسكان الوادي الجديد والمهاجرين إليه.

من الأسافي التي تنتشر بمصر كلها وليس الوادي فقط .. تلك الطرق السريعة او الرئيسية التي تخترق وتقسم بلاد وقرى الوادي ومدنه مارة بالكتل السكنية وتكون أحد طرق الموت السريع لأبناء الوادي وأطفالهم الأبرياء.

هذه الطرق المميتة (طرق الموت السريع) أو طرق (الاعاقة الدائمة) ، لماذا أطلق عليها  هذين الوصفين..؟

لأن كل طرق مصر وشوارعها الرئيسية والجانبية والفرعية .. غير مطابقة لمعايير السلامة والأمان المعترف بها عالمياً أو إقليمياً.. وبالمثل طرق الوادي الجديد .. فبالرغم من اتساع الرقع السكنية والمساحات الهائلة الشاسعة في تلك الواحات.. إلا أن من يقومون بتصميم وإنشاء تلك الطرق من شركات الرصف والمقاولون والمهندسون الذين صمموا والمهندسون الذين استلموا تلك الطرق وهى غير مطابقة للمعايير الدولية للسلامة والأمان وحفظ الأرواح والأجساد للكبار والصغار..

 

 إنها مؤامرة لا يحيكها عدو أجنبي ولا طامع غربي ولكن من يخطط لها مصريون فاسدو العقائد والقيم والأخلاقيات والمثل في جميع المجالات..

 وكما نوهت أن  طرق الموت السريع والاعاقة الدائمة للأجساد والعقول هذه.. هى من ضمن مخاطر الطرق  والتي تقسم الكتل السكنية المارة بها.

 فالطريق مواصفاته عجيبة وكأنها صممت للقتل والتشويه وليس لتسهيل انتقال الناس لبيوتهم أو لحقولهم أو للسفر من وإلى الوادي الجديد.

 عرض الطريق يكون من ستة أمتار إلى ثمانية  أمتار وهو مجرى واحد ليس فيه تقسيم للذهاب والاياب..  وإن وجد الرصيف فهو مرتفع جدا يصعب اعتلائه.. ليس هذا  فحسب فالرصيف محفور به حفر عريضة واسعة تشغل كل مساحة الرصيف .. ومعمول بها جورة كبيرة لزراعة بعض أنواع الشجر للزينة أو النخيل..

فلا يمكنك المشي على الرصيف وتضطر للسير في الشارع والشارع ضيق وغير مقسم للذهاب والعودة.. والمحلات معتدية على كثير من مساحات الأرصفة التي تقع أمامها مباشرة .. وتضطر للنزول بالشارع في نهر الطريق الضيق.. وتلاقي مصيرك المحتوم عند السير على الأقدام.. هذا في مدن الوادي..

  أما في قرى الوادي حيث الطريق خالية والعربات تسير بسرعة جبارة  لايوجد رصيف للمشاة الذين يسيرون في الشارع الرئيسي السريع.. ويجد المواطن نفسه مضطر للسير في نهر الطريق حيث أن جوانب الطريق ضيقة جدا ويكون بجوارها ترعة صغيرة للصرف الزراعي أو منخفضات عميقة لاتبعد مترا واحدا عن جنب الطريق..

 لكل هذا يُجبر المواطن للسير في نهر الطريق.. وتكون الحوادث المميتة بسبب انعدام الرصيف المطابق للمعايير السلامة البشرية.. وبسبب المنحنيات الخائنة الخبيثة المصنوعة خصيصاً لكي يمر الطريق إلى جوار تلك القرى.. مباشرة..

 وبهذا تتوافر عوامل الموت السريع على الطريق السريع.. في كل طرق مصر السريعة العابرة للمدن والقرى وفي الوادي الجديد أيضاً.

 وفي طول بعض القرى بالوادي كقرية بلاط عندما كثرت الحوادث أقام المجلس المحلي حواجز أسمنتية على جانبي الطريق ضخمة وثقيلة ومنحنية  ولكن بينها مسافات تسمح بمرور الفرد البالغ والطفل.. ليسير في نهر الطريق وكل هذا لماذا.؟؟ لأنه لايوجد رصيف خارج هذه الكتل الأسمنتية التي تحدد نهر الطريق للسيارات فيضطر المواطنون للسير في نهر الطريق مشاركين السيارات السريعة والنقل الكبيرة في طريقهم وهم مجبرين على ذلك، وكأنه تخطيط محكم لإجبار الناس على السير في طريق مغلق عليهم هم والسيارات المارة السريعة جدا..!

  .. قال لي أحد الزملاء الأطباء .. عندما عملت ببلاط وتركتها لعشرة أعوام وسألته عن سبب إنشاء هذه الحواجز الأسمنية القوية على جانبي الطريق ..

 قال لي .. انهم أقاموها لأنه كانت هناك سيارات من النقل الثقيل والسائقين غرباء ويفاجأون بمنحنى بلاط (ملف بلاط) على الطريق ويحدث أن تتقابل سياراتان من النقل الثقيل جدا بمقطورته وهى محملة. في هذا  المنحنى وبسرعة كبيرة .. ويحاول أحد سائقي النقل أن يفدي نفسه وزميله في المقابل.. فيترك الطريق .. ويدخل البيوت الملاصقة تماما للطريق  بسيارته النقل العملاقة فيهدمها على رؤوس أصحابها.... وتكررت هذه الحوادث مرات عديدة..!! 

أٌقول كل تلك الأحداث.. وأذكر حادثتين يدمى لهما القلب وتشتعل الرأس من الشيب.

 طبيب الأطفال الماهر لايمكنه إنقاذ ابنه البكري:

 طبيب شاب ماهر في طب الأطفال أنقذ حياة كثير من الأطفال والكبار في عمله اليومي بالمشتفى المركزي بالداخلة هو الدكتور /ع .. وهو عطوف على مرضاه من الأطفال، وكلنا يعرف ذلك، وذات يوم  دار حوار بيني وبينه وعرفت أنه يتلقى علاجاً لإرتفاع الضعظ ، وتعجبت نظرا لهدوئه ودماثة خلقه..

 وٍسألت أحد الزملاء في غياب هذا الطبيب عن سبب إرتفاع ضغط دمه الشديد مع صغر سنه.؟

فأجابني الزميل الآخر قائلا:

 إن الدكتور /ع  قد مر بحادث أليم مأسوي، مما نتج عنه  إصابته بارتفاع الضغط الدائم. فقلت له وما هو هذا الحادث: فقال لي:

 إن الدكتور /ع  متزوج وكان قد رزقه الله بطفل جميل وكبر أمام عينيه لسن قبل سن المدرسة وكان متعلق به.. وذات يوم كان قد خرج به من بيته شأن كل أب يصطحب إبنه في نزهة على الأقدام في الطريق العام أمام قريته التي يقطن بها  وهى قرية الشيخ والي.. والطريق هنا يمر بالقرية وهو طريق سريع ولايوجد رصيف للمشاة يحميهم أو يسيرون عليه،

كان يمشي ويمسك بيده طفله البكري الوحيد كل منهما يأنس بصحبة الآخر . على حافة الطريق السريع..  وفجأة لم يجد الدكتور ع  يد إبنه  في يده ..  وكأن طوفانا اقتلع يد إبنه من يده.. ونظر فإذا بإبنه يطير أكثر من عشرين مترا في الهواء ويسقط على الأسفلت غارقاً في دمائه وفارق الحياة  على الفور.. كان سائق ميكروباس يسير مسرعاً على حافة الطريق.. فخطف الطفل على مقدمة سيارته الميكروباص من يد والده الكتور وأطاح به في الهواء .. ومات الطفل على الطريق السريع بهذه الكيفية.

 العجيبة أن الطبيب لم يقاضي السائق ولم يتهمه بأي اتهامات واعتبرها قضاءا وقدراً  ومن يومها وهو يعاني نوبات  الضغط العالي الخطير، ويتلقى العلاج من يومها ، حتى بعد أن رزقه الله تعالى بطفل آخر وإبنة أخرى.

 

 طفل (القصر) يموت على الطريق السريع:

القصر ليس هو قصر عابدين أو قصر المنتزه ولكنه اسم لقرية كبيرة  وهى أحد الواحات التابعة لمركز الداخلة. وأيضا هناك  يوجد منحنى (القصر) المرعب والخطير أو ملف القصر..

منذ أكثر من ست سنوات كنت أعمل بالمستشفى المركزي بالداخلة وكنت وقتها أعمل بقسم الطوارئ مناوباً وقد جاء جمع من الناس ومعهم طفل مصاب يتراوح سنه ما بين الثامنة والتاسعة من العمر وحالته  حرجة جدا وكان هناك كسر بقاع الجمجمة وأدخلناه غرفة العميات محاولين اسعافه بتركيب أسطرة بولية وتركيب كانيولا ومحاليل وعمل تحليل لفصيلة الدم فورياً ..  الخ ..

 ولكن الطفل فارق الحياة.. في وجود أخصائيو الجراحة والأطفال  والتمريض.. وفي اليوم التالي وجدت أحد الممرضين حزينا وسألته ما سبب الحزن الزائد هذا ؟ قال لي : إنه بسبب  ما حدث بغرفة العمليات أمس من وفاة  الطفل المصاب.. فقلت له كثيرا ما يموت أطفال في الحوادث فلماذا أنت متأثر بموت هذا الطفل أكثر من غيره؟

 قال لي.. نحن نحزن على كل طفل يموت ،لكن هذا الطفل بالذات موته قد قصم ظهر أمه وأبيه ..! قلت له  موت كل طفل يفزع أمه وأبيه..!

 قال لي هذا صحيح لكن ليس مثل هذا الطفل.. قلت له كيف؟

 قال لي .. إن والديْ هذا الطفل قد تزوجا منذ اكثر من أربعة عشر عاماً قبل إنجابه .. ولم يرزقا بأي أطفال.. وأشار عليهم الأطباء أنهما لكي ينجبا لابد أن يحاولا محاولة أخيرة عن طريق (طفل الأنابيب) .. ولكنها عملية مكلفة جدا لأنها لا تتم في المستشفيات الحكومية..

 فاضطرا الزوجين إلى بيع  كل ممتلكاتهم كلها عدا المسكن ، وقاما بإجراء  التحاليل والفحوض وتم التليقح والاخصاب خارج الرحم .. وقد منّ الله عليهم بهذا الحمل .. ورزقهما بهذا الطفل الذي لقي مصرعه على الطريق السريع عند منحنى قرية (القصر).

إنها فاجعة أصابت الأسرة كلها وأصبحت الأم شريدة لا تلوي على شئ.. وكأن أصابها الجنون فهى لن تنجب مرة ثانية فقد تخطت سن الانجاب وانقطع عنها الطمث.. والأب حزين حزين حزين.

 

  إن هذه المخاطر التي هى من صنع الانسان المصري الذي صمم هذه الطرق (طرق الموت السريع) والتي تحيط بالكتل السكنية بالواحات لابد لها من خطط عاجلة وأخرى آجلة  لتقليل وفايات الطرق بتعديل مسارها وأن تكون مطابقة للمواصفات العالمية والعلمية لمعايير الجودة ومعايير السلامة والأمان.

 وعلى سبيل الاقتراح المتواضع البسيط البديهي.. أنه عندما يبدأ الطريق السريع يقترب من الكتل السكنة بالقرى أوالمدن بالوادي .. فإنه إما أن يشق القرية أو المدينة بتصميم مستقيم تماماً داخل القرى  بحيث يكون السائق والمواطن السائر على قدمية يريان الطريق بطول البلدة كلها وتكون هناك فرص لمنع التصادم بين  السيارات بأنواعها المختلفة وحتى الكارو منها.. وأن يرى السائق والسائر على قدميه  كل منهما الآخر من مسافات بعيدة.. ويأخذ كل منهما حذره..

 

وأن يكون الطريق واسعاً  عريضا,, وهناك نصف للذهاب والآخر للإياب  .. ومفصولين عن بعضهما بحاجز أسمنتي قوي في منتصف الطريق  بحيث لا يفكر المشاة  في عبور الطريق..

 

وأن تكون هناك منافذ وممرات علوية  للمشاة والسائرين..

 وبعض الفتحات المخصصة لعبور الحيوانات.. ويستحسن أن يكون هناك أمام كل كتلة سكنة لقرية بعينها.. نفق متواضع قليل التكلفة يمر من تحت الطريق ويكون مصمم لعبور المزارعين بحيواناتهم..المختلفة..

 وأن تكون هناك حارة مخصوصة معزولة لسير عربات الكارو فهى  قنابل موقوتة  على طرق الواحات داخل الكتل السكنية.. حيث تأتي جميع أنواع السيارات وهى تنطلق بسرعتها المعتادة .. وفي الظلام وقت الغروب والعشاء تصطدم بتلك العربات الكارو مسببة حوادث شنيعة .. وأن تعلق   سيارات الكارو عواكس مضيئة ليلا في نهاياتها .. حتى  تعكس ضوء السيارات من بعيد وبذلك يستطيع قائد السيارة تفادي الاصطدام بها..

 أو يكون هناك طريق دائري بديلاً عن  دخول تلك القرى وكتلتها السكنية عشوائية التخطيط والتنظيم..

 وتأكيد وجود رصيف صالح للإستعمال الآدمي على جانبي الطريق داخل هذه الكتل السكنية.

 

 

                   

اجمالي القراءات 9556