]يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف 39
بحثاً عن محمد في القرآن [ 30]

امارير امارير في الجمعة ٠١ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

]يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف 39

 

السنّة هي [ الأمر ] ، [ الحكم ] و [ النهي ] ، و يقال أيضاً : [ السنّة هي النّهج ] ، و القول بوجود [ سنّتين ] ، قول بوجود منهجين أحدهما يحتاج الآخر ، [ سنّة الرسول ] هي إضافةً تحتاجها [ سنّة الله / القرآن ] ، و الأمر أصبح حقيقةً منذ اشتغل الفقهاء في البحث في التفاصيل ، و خلق نصوص تؤيد آرائهم ، و هذا ما تحدّث عنه النّص نفسه : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة 101 ، كما أن سنّة [ الأحاديث ] ليست هي [ الفقه ] ، السنّة لا تشكّل شريعةً  خارج الفقه أصلاً ،حيث أنّ الفقه مرتبط برأي الفقيه لا غير ، هذا الرأي الذي يقوم في نهاية المطاف بخلق [ الأحاديث ] لتأييد الرأي ، الأمر بهذه البساطة ،  فالقرآن منهجٌ [ عام ] و الشيطان يكمن في [ التفاصيل ] ،  فاعليّة النًص مع تغيّر المكان و الزمان ، بجعل [ الشرع ] فعّالاً عبر تفعيل [ الشريعة ]  ألزمت توسيع دائرة [ الإباحة ] ، و تضييق دائرة [ الإلزام ] التي يرسم حدودها [ العرف ] الإجتماعيّ بالدرجة الأولى ، فشخصيّة الرسول تبقى شخصية تانويّة في النص ، بل حتى أن ذكر اسمه [ 4 ] مرّات [ محمّد ] ، يمثل نسبة 4 % من مرات ذكر اسم النبي [ موسى ] عليه صلاة اللهعلى سبيل المثال ، و الذي يُذكر اسمه [ 131 ] مرّة عبر سياق النّص ، فالقرآن الكريم خلاف الإنجيل الذي يشكّل المسيح وحواريّوه لبّه و مادّته الرئيسيّة مثلاُ ليس سرداً لحياة الرسول الخاصّة ، و ليس تأريخاً لسيرته الذاتيّة ، و هو حال كتب الفقه أو تفسير النّص الذي يحضر فيها الرسول محمّد عليه صلاة اللهو أصحابه حضوراً [ إنجيليّاً ] كمادّةٍ رئيسيّة للنص المُختلق ، و يجدر بالذكر الحديث عن ذكر النبي [ موسى ] عليه صلاة اللهفي النّص ، و الذي يأتي مصاحباً لذكر وزيره / أخاه [ هارون ] ، ]وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً [مريم 53 ،]وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ [الشعراء 13 ، كون الأخير خليفةٌ للأوّل و يلحق به دوماً : ]رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف 122 / الشعراء 48 ، ]وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ [الأنبياء 48 ، ]وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً [الفرقان 35 ، ]وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [الصافات 114 ، ]سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [الصافات 120 ، حيث يرد ذكر اسم موسى قبل هارون عليهما صلاة اللهدائماً ، عدى قوله في سورة طه : ]فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّهَارُونَ وَمُوسَى [طه 70 ، حيث يسبق هارون اسم أخيه ، و الأمر مقصودٌ إليه قطعاً ، ليس لغاية [ السجع / توافق نهايات الآيات ] ، بل السبب هو السياق العام للقصّة في السورة المشار إليها ، بل و سياق قصّة موسى عليه صلاة اللهو وزيره في النّص القرآني بمجمله ، و تبدأ القصّة باعتراف النبي موسى عليه صلاة اللهكونه لا يتقن الجدال و الحديث ، و كون المهمّة الموكلة إليه بمحاورة [ فرعون ] و مستشاريه و مجابهة سحرته أمرٌ يحتاج الى متحدّث طليق اللسان ، يعينه أحياناً و ينوب عنه أحايين أخرى  : ]وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناًفَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ [القصص 34 ، ]وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي [طه 90 ، و في الآية في سورة طه كان الحديث على لسان [ سحرة فرعون ] ، خلاف سياق الآيات العام ، مما يوصل الى سياق دلالةٍ خاص ، و هو المتّصل بتسلسل قصّة موسى عليه صلاة اللهو سحرة فرعون ، عبر السياق التالي : (1)يرسل الله النبي موسى عليه صلاة اللهالى فرعون لمجابهته بالحجّة  ]اذْهَبْإِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [طه 24 ، (2)يطلب النبي موسى عليه صلاة اللهأن يرسل الله معه أخاه فرعون كمتحدّثٍ بدلاً عنه : ]وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي [طه 27 ، ]وَاجْعَللِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي ، هَارُونَ أَخِي [طه 29-30 ، (3)يجابه موسى عليه صلاة اللهو أخاه فرعون و السحرة ، موسى عليه صلاة اللهيفعل و هارون بالدرجة الأولى هو المتكلّم : ]فَقُولَالَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه 44 ،  ]وَأَلْقِمَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه 69 ، (4)ينهزم سحرة فرعون فيقرّون بالهزيمة أولاً للمخاطاب [ هارون ] ، الذي كان هو حل عقدة لسان الفاعل [ موسى ] عليه صلاة الله : ]فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه 70 ، و بالعودة الى اسم الرسول الكريم [ محمّد ] عليه صلاة الله، نقرأ ما تعارف عليه الناس كاسم آخر له و هو [ أحمد ] و فق فهم لكلمة [ إسم ] خارج النّص ، و ذلك في قوله : ]وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف 6 ، فالإسم وفق المعنى المُعجمي : هو اللفظ الموضوع للتميّيز ، فهل للرسول اسميّن يمّز بهما ، أليس اسم الرسول في الخطاب القرآني الصريح و المباشر هو [ محمّد ] ؟ : ]مُّحَمَّدٌرَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ً [الفتح 29  ، و مرّة أخرى بالعودة الى مفهوم السياق التراكمي المعرفي لمعنى الكلمة داخل النّص ، و المعزولة عن معناه خارج سياق ذات النّص ، نكتشف معنى آخر لمعنى قوله تعالى : ]اسْمُهُ أَحْمَدُ[، حيث ننطلق من قاعدةٍ لمعنى كلمة [ أسماء/اسم ] داخل النّص ، فالأسماء هي [ المسميّات ] ، و هي أيضاً [ السمات ] ، و هذا يتّفق و الإختلاف في رسم كلمة [ بإسم ] متّصلاً بلفظ الجلالة [ الله ] إسماً للذات أو صفةً له على الجانب الآخر ، فالرسم يأتي على طريقتين اثنتين لكلّ منهما سياقه و دلالته الخاصّة ، في الحالة الأولى في حال المقصود [ إسمه ] الموضوع لتمييز [ الذات ] ، يرسم [ باسم ] حيث [ الرب ] هو فقط [ الخالق ] ، [ العظيم ] : ]فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [، ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق 1 ، لا وسيط و لا شريك و هذا الإسم الذي لا يتعدّاه لسواه مطلقاً ، لا في الحياة الدنيا و لا في الآخرة ، [ العظيم ] + [ الخالق ] = اسم [ الذات ] ، الخالق لا يحتاج إلى وسيطٍ لإتمام خلقه ، و العظمة كامنة في ذات الله ، الإسم هنا بمعنى موضوع التمييز ، بينما في السياق الآخر يرسم بدون ألف [ بسم ] عندما يكون المعنى [ سمته أو صفاته ] المتّصلة بالناس بواسطةٍ أو وسيلةٍ ، أو صفات [ الفعل ] على رأي [ المعتزلة ]  ، فرحمة الله و حفظه قد تصل الى المؤمن عن طريق المؤمن أو الكافر على حدٍّ سواء بصيغة الثواب أو الإختبار : ]وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل 30 ، فيكون المقصود هنا سمته [ الرحمة ] ، [ الرحمن ] ، [ الرحيم ] ، [ الحافظ ] ، بمعنى صفته : ]قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [الإسراء110.

 

 [ بإسم ]

 

الرسم الأول :

الرسم الثاني :

الفاتحة 1 :

]بِسْمِاللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [

 

هود 41 :

] ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا [

 

النمل 30 :

]وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [

 

الواقعة 74 :

 

]فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [

الواقعة 96 :

 

]فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [

الحاقة 52 :

 

]فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [

العلق 1 :

 

]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [

         
 

 

 ]يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً [مريم 7 ، الآية هنا تقول أنّه لا يوجد ليحيى عليه صلاة الله: ]مِن قَبْلُ سَمِيّاً [، و السمي هنا بمعنى [ السمة ] أو [  الصفة ] ، أي أنّه يتّسم بسماتٍ لم تكن لمن كان من قبله من البشر ، و فهم معنى قوله : ]لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً [بمعنى لم يكن هنالك من يحمل اسم [ يحيى ] قبل ولادته ، يبقى أمراً لا يمكن تأكيده أو نفيه ، كما انّه لا معنى له من ناحية الإعجاز ، فما هو شكل الإعجاز في كون ابن زكريا هو أول شخص يدعى [ يحيى ] ، فمعجزة يحيى و سمته المميّزة و المتّصلة بوالديه هي كونه ابن امراةٍ عاقر و أبٍ كهل : ]قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [آل عمران 40 ، و هي الحالة الوحيدة التي اتّصلت فيها السمة و الإسم في صيغةٍ واحدة ، فابن زكريا سمته أنه [ حي ] خرج من [ الميت ] و هو رحم والدته العاقر : ]وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ [آل عمران 27 ، و منها أتى معنى المعجمي الآخر  للعاقر : [ التي لا مثل لها ] ، خلاف كل البشر حيث يخرج [ الحي ] من [ الحي ] : ]وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان 14 ، حيث أن المرور عبر باب [ التناسل ] غير ممكن لوالده الذي بلغ من الكبر و والدته العاقر ، و قوله : ]مِن قَبْلُ سَمِيّاً [يحصر المعجزة قبل يحيى عليه صلاة اللهلكنّه لا يقول بتوقّف حدوثها [ بعده ] ، هذه المعجزة التي حدثت بصيغة أخرى في قصّة إمرأة [ إبراهيم ] عليه صلاة الله: ]قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ [هود72 ، حيث العلّة ليست العقم بل الكبر في السن ، و العلم الحديث اليوم حقّق المعجزة ممكنة الحدوث أصلاً ، ألا و هي ولادة المرأة العاقر لوليدٍ لها ، و كذلك في خطاب الله للملائكة في قصّة خلق آدم من طين في [ عالم الملكوت/ الحياة الآخرة ] : ]وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ، قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة 31-33 ، أن الله علّم آدم القدرة على تمييز السمّات ، أي بمعنى أنّه وهبه أسباب المعرفة و التمييز ، و هو ما تفتقد له الملائكة التي خُلقت من [ نور ] ، مبدأ وجودها هو [ التكرار ] المضاد [ للنمو ] الذي اكتسبه آدم و بنوه ، بناءً على امتلاكهم [ المعرفة ] المتّصلة بالذاكرة ، فيكون معنى [ أسماء ] و [ اسم ] هو السمة ، الصفة و الميزة ، و [ أحمد ] ليس اسم علمٍ للرسول [ محمّد ] عليه صلاة الله ، بل هو إشارةٌ لسمةٍ من سماته و هي [ الحمد/الشكر/الرضا ] ليكون معنى الآية : [ رسولٍ ] يأتي من بعدي [ اسمه/سمته ] الشكر و الحمد و الرضا على نعمة النبوءة [ أحمد ] ، و نفس الأمر عند الحديث عن [ اسم الله ] الذي يرد في النّص في موضعين اثنين : ]وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة 114 ، ]فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ [النور 36 ، حيث يرتبط في الآيتين ذكر اسم الله ببيوت الله ، و هي الأماكن التي يُذكر فيها [ فضله ] و [ نعمه ] ، ألا و هي [ سماته ] التي يعلنها الله عنه ، و ما يؤكّد الأمر هو ذكر [ عيسى ] عليه صلاة الله  بصفته [ المسيح ] بعد [ اسمه ] في قوله تعالى : ]إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران 45 ، [ عيسى ] هو اسم العلم الموضوع للتمييز ، و [ المسيح ] هو سمة التمييز التي أتت لاحقة بقوله [ اسْمُهُ ] مشيرةً الى السمة اللاحقة لها ، و الغريب في الأمر هو خلق تسميتين أخرتين للرسول الكريم محمّد عليه صلاة الله هما [ ياسين ] و [ طه ] ، لا أصل لهما في القرآن عكس ما هو ظاهرٌ حقيقةً ، بل لا أصل لهما حتّى في منقول التاريخ المنسوب للرسول ، حيث يرد أنّه قال في موطأ مالك عن ثلاث أسماءٍ أخرى لا يعرفها اليوم أحدٌ حقيقةً : [لي خمسة أسماء ، أنا محمد ، و أنا أحمد ، و أنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، و أنا العاقب] ، و الإسمان [ طه ] و [ يس ] ليسا سوى مجرّد قراءةٍ لا تعني شيئاً لبادئات سورتين يس و طه : ]يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس 1 – 3 ، ]طهَ، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى [طه 1- 2 ، عبر  ربط بادئتي السورتين بضمير الملكيّة [ ـك ] في قوله [ إنّك / عليك ] و كأن الخطاب موجّه الى الرسول بحيث يكون الحرفان هما إسمان آخران للرسول محمد عليه صلاة الله  ، و الأمر غريبٌ حقيقةً ، فتطبيق نفس المنطق المقلوب على سورة [ مريم ] توصلنا إلى أن للرسول اسماً آخر هو [ كهيعص ] : ]كهيعص، ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم 1 -2 ، و ذات الأمر في سورة الشورى حيث للرسول إسمين آخرين هما [ حا ميم ] و [ عين سين قاف ] : ]حم، عسق ، كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الشورى 1- 3 ، بل قالوا أن للرسول الكريم إسماً آخر هو [ مصطفى ] ، لا أصل له أيضاً سوى ما يرد في النّص القرآني كون الله [ إصطفى ] كل الأنبياء على  العالمين ، فكلّهم رسولٌ و كلّهم مصطفى : ]إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ [آل عمران 33 .

 

السمة

           èالإسم           ç

المسمّى

[ يحيى ]

]لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً [

[ يحيى ]

[ المسيح ]

]اسْمُهُ [

[ عيسى ]

[ أحمد ]

]اسْمُهُ [

[ محمّد ]

اجمالي القراءات 15784