نتيجة الثورة المصرية

احمد شعبان في الأربعاء ٣٠ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

منذ أن تم الإعلان عن نتيجة المرحلة التمهيدية لانتخابات الرئاسة المصرية بصعود كل من شفيق ومرسى للمرحلة النهائية ، وقطاع عريض من الشعب المصري أصيب بصدمة وحيرة حول الموقف الواجب عليه إتخاذه وأنا أحدهم كمعارض سياسي طوال فترة حكم مبارك ، ومعارض أيضا للفكر الإسلامي الذي يقر الفرقة والاختلاف .

ولم استطع اتخاذ موقف إلا بالأمس فقط  بعد أن استعرضت العديد من التحليلات والحوارات حول الموقف ، وما يمكن أن يكون عليه شكل المجتمع المصري في المستقبل القريب ، وكانت على النحو التالي :

 

·        إذا ترأس مرسي فسيقترب بنا من الدولة الدينية مجهولة الهوية ويغلب عليها الهوى بإسم

الإله . وكان لا بأس من ذلك في حالة واحدة وهى أن يقدم لنا الإسلام الصحيح ، وليس الإسلام والذي يقر بأن أكثر من 98 % من المسلمين سيدخلون النار بحديث الفرقة ، ولا يعرف أي منهم يمثل الأقل من 1,5 % الذين سيدخلون الجنة .

علاوة على أنهم يقرون مبدأ الفرقة والاختلاف سواء تعمدا أو جهلا أو صمتا والذي هو بمثابة الكفر بالنص القرآني الآيات 105 ، 106 آل عمران .

ورغم العديد من النداءات فلم نجد من أي منهم أدنى التفاتة مما يعنى أنهم يعملون لمصالحهم الشخصية وليس لاسلامهم الذي يتاجرون به ، وهذا قد اتضح جليا من الانتهازية التي ظهرت للعيان أثناء ممارساتهم منذ قيام الثورة وحتى الآن ومن الحتمي لما بعد الآن .

وهذه بمثابة نقلة نوعية لم نستعد لها بحكم الظروف السائدة ، علاوة على أنها ستتصادم مع علاقاتنا الدولية المترسخة مع العالم مما قد يوجد صداما لا يعلم مداه إلا الله ، وأيضا سوف يوجد صداما داخليا بين قوى المجتمع .

 

·        وإذا اعتلى شفيق سدة الحكم سيعمل على إعادة انتاج النظام القديم .

والذي يلاحظ فيه أن قطاع عريض من المجتمع المصري كان غارقا في الفساد ، أكثرهم بحكم المناخ السائد وفي قرارة أنفسهم يريدون العيش بكرامة ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك .

 

·        وأقصى ما استطاعت أن تصل إليه الثورة من نتائج هو

ظهور القوة الثالثة التي لم يحالفها الحظ في تلك الانتخابات - وأنا من مؤيدي هذا الاتجاه - ، والموجودة بقوة على الساحة السياسية ، وبوجودها وجدت الضمانة الوحيدة لاستمرار الثورة على الفساد .

فبعد أن تبلورت القوى الثورية وعظم تأثيرنا سيعاد النظام القديم نعم ولكن بتحسينات جوهرية ومستمرة ، علاوة على حالة الاستقرار التي ستسود وليس للتيار الاسلامي حجة للخروج عليها لأنها أتت بالانتخابات التي قد شابها بعض الأخطاء منهم قبل غيرهم .

ولا ننسى أننا نتحدث عن نظام استمر على أقل تقدير ثلاثون عاما مفعه بالمصالح التي تخص قطاعات عريضة مستقرة منها ما هو وطني حقيقي ، فبإزاحتها بتغيير النظام قصرا سوف يخل بالاستقرار داخل المجتمع ، أما إصلاحها وتحسينها التدريجي بدفع الثوار سوف يجعلنا متفرغين للإصلاح ولعمل للتقدم .

والسياسة تعني " فن إدارة صراع القيم والاحتياجات "

وهذه القوة أمامها أختيار أحد مواقف أربعة " إما ابطال أصواتها أو المقاطعة أو اختيار أحد المرشحين " .

فما هو الطريق الأمثل الواجب أن تسير فيه ؟

هذا هو السؤال الذي يمثل أهمية قصوى في هذه المرحلة .

والأهم من كل ذلك ماذا نرى من مشاهد مستقبلية في كلا الحالين شفيق ومرسي ؟

لذا فقد اخترت أخف الأضرار وهو تأييدي لشفيق ، ومن يجد من إخواني الثائرين أني مخطئ في النتيجة التي توصلت إليها فيمكنه توجيهي ، وأنا على استعداد لتغيير موقفي أمام أي منطق سليم .

وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يولي من يصلح لهذا الشعب الطيب الراقي .

اجمالي القراءات 11462