لا ... لغلق المواقع الإباحية

مصطفى فهمى في الإثنين ٢٨ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

يا أهل مصر المحروسة ... أبشروا ... هذه بداية .... فأول الغيث قطرة إسلامية إخوانية سلفية ....... (لجنة النقل بمجلس الشعب تطالب بسرعة حجب المواقع الإباحية.. وتصفها بـ"العدو الأخطر") !!

مع أن الأصل فى الأشياء و التصرفات هو الإباحة، فقد يكون ظاهر التوجه طيبا و حميدا بتلبيسه الادعاء بتطبيق شرع الله و المحافظة على التقاليد الإسلامية  و ذلك لتزينه لتمريره أمام العقول المصرية المحجبة المشتاقة لدرء الفساد بعد معاناة .... و لكن حسب ما أرى بالخلاف عن ذلك، أرى أنها بداية فكرة شيطانية حيث أن فكرة امتلاك التقنية و إتاحة القدرة على المنع و الحجب فى يد الفئة التى تحكم و تزينها للناس ـ فيقبلها الناس بل و يشجعونهاـ،  لهو أمر خطير بل هو "الأمر الأخطر" ـ فالحرية لا تتجزأ ـ وهذا للأسف ما لا يراه معظم الناس، .... فبقبول مثل هذا المبدئ و إقراره و تقنينه بحيث يتاح للحاكم استخدام مثل هذه التقنية المتوفرة له حين إذ السيطرة و غلق و حجب أى مواقع أخرى تخالفه فى الرأى أو التوجه أو الفكر أو العقيدة و منعها من الوصول للناس، و اليوم سوف يمارس ذلك على المواقع الإلكترونية و غدا يمارسها على قنوات التليڤزيون و بعد غد الصحف و الكتب و مستقبلا تمارس على الإنسان نفسه، ..... و هكذا دواليك إلى أن  تحبس الأجساد  فتضعف الهمم  و تبور العقول ... و بذلك يتاح للحاكم إقصاء غيره من المخالفين فى السياسة بنفس الادعاء (بأن ما يقدموه يخالف شرع الله) و من ثم الانفراد بالتوجيه و السيطرة على عقول الناس و بالتالى يمتطى الساحة و يتربع بلا منافس و يكون بذلك قد مارس تعسفا شديدا ـ باسم الله ـ ضد المخالفين له بلا رادع دستورى فى ظل وجود المادة الثانية من الدستور بشكلها الحالى و التى تتيح للحاكم و المشرع إصباغ فكره و فقهه الخاص على الدولة بأكملها بدعوى تطبيق شرع الله

للقراء الذين ليس لهم حق التعليق يمكنهم التعليق على البريد الإلكترونى، مع ذكر اسم المقال

mostafafahmy@hotmail.com

اجمالي القراءات 20363