من قصار المقالات

محمد عبد المجيد في الجمعة ٢٧ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

فتاة تتقدم للعمل في التلفزيون المصري
هذا الحوار السريع المتخيــَّـل دار بين مسؤول في التلفزيون المصري وفتاة تقدمت للعمل في ماسبيرو:
المسؤول: أهلاً بكِ، كم تبلغين من العمر؟
الفتاة: فوق سن العشرين!
المسؤول: وما هو العمل الذي تفضلينه؟
الفتاة: قراءة نشرة الأخبار، وبرامج الحوارات
المسؤول: هل تقرأين كثيرا؟
الفتاة: لا أحب القراءة، لكن عمي صديق لمعالي الوزير!
المسؤول: برافو .. برافو، وهل تتابعين أخبار الع...الم العربي؟
الفتاة: طبعاً يا افندم، وأعرف أيضا أن هناك مشكلة في سوريا، وأن سكان السودان لون بشرتهم أسمر!
المسؤول: برافو .. برافو، وهل تقرأين جيدا باللغة العربية؟
الفتاة: لم يكن هذا شرطا في اعلان البحث عن مذيعين ومقدمي برامج، لكنني قرأت رواية ( البنات والصيف) في ثانية إعدادي.
المسؤول: برافو .. برافو، ولماذا تريدين العمل في قراءة نشرة الأخبار؟
الفتاة: لأن مامي، وهي صديقة، الروح بالروح، لتانت رئيسة القناة الفضائية، قالت لي بأنني زي القمر.
المسؤول: برافوا .. برافو، فأنت ايضا جميلة، ومتحمسة للعمل. هل ستواجهين صعوبة في برامج الحوارات مع ضيوف مثقفين وأكاديميين ومحللين؟
الفتاة: والدي، وهو صاحب منتجعات سياحية معروفة يقوم بزيارتنا فيها معالي رئيس الوزراء، قال لي بأن أترك الضيف يتكلم، واقول له بين الحين والآخر: تمام يا أفندم، أو هذا بالضبط ما حصل، أو لكن الصحف أشارت إلى هذا الموضوع. وسينتهي البرنامج ويهنئني نائب رئيسة التلفزيون، ويبدي استعداده لقضاء عطلة سياحية في منتجعات بابا.
المسؤول: برافو .. برافو، والأهم أن لا تنصتي إلى نقد المشاهدين، فكلهم حاقدون على إعلام الريادة، ولا يستحق المصريون دقيقة واحدة من جهدنا في رفع شأن الإعلام المصري.
مبروك، يمكنك الآن التوقيع على عقد العمل، وأنا بنفسي سأتصل بوالدك لأبلغه أن التلفزيون كسب وجها إعلاميا ، وأن كريمته سيكون لها شأن كبير.
 

 
عــَـشـْـرَةُ أسئلة لا أجد لأيٍّ منها إجابة!
السؤال الأول: هل ما يزال المخلوعُ علىَ ذمة التحقيق؟
الثاني: هل لدىَ سوزان مبارك مستمسكات على أركان الحُكم، حتى إذا مســّـها سوءٌ راحوا في ستين ألف داهية؟
الثالث:هل يملك أحمد أبو الغيط معلومات عن أسرار الخارجية والصفقات في عهد مبارك، لذا اختفى من الصورة ومعه فاروق حسني؟
الرابع:هل المشير مُستـَـثـْـنىَ من صفة الفلولية بما لا يخالف شرع الله، وفـْـقـاً للق...ــَـسـَـم الذي أدّاه الأعضاء، أمْ أنَّ ما لله.. لله، وما للمخلوع للمُشير؟
الخامس: الطب يقول بأنَّ الإنسانَ لا يعيش بدون دماء، لكنني أرى وأسمع وأقرأ عن أحياء بعد ثورة 25 يناير وليس عندهم نقطة دم واحدة، فكيف ذلك؟
السادس: اسم الرئيس القادم موضوع على مكتب المشير منذ عدة أشهر، لماذا إذاً يلعبون مع الشعب لعبة الثلاث ورقات؟
السابع: بعد عدة أعوام يرتقي قناصة العيون وقتلة شبابنا إلى رتب أمنية وعسكرية كبيرة، فكيف سنتعرف عليهم عندما نستيقظ ونــُـكمل ثورتــَـنا؟
الثامن: هل صحيح أن هناك فتوى تــُـجيز لأعضاء مجلس الشعب من القوى الدينية الاستعانة بالجن لتمرير قوانين معينة، وأن الجن رفضت التعاون مع أيّ يساري أو ناصري في المجلس، فالعفاريت يمينيون، وليس هناك جــِـنٌّ أزرق أو أحمر يتعاطف مع البلاشفة؟
التاسع: ماذا سيفعل المشير والجنزوري إذا رفعت الدول الغربية على مصر دعوى قضائية دولية تُجبر المصريين ولو بقوة السلاح على استرداد ملياراتهم المنهوبة؟ هل ستذهب الحكومة المصرية إلى مجلس الأمن لتثبت أن شعب مصر ليس في حاجة إلى هذه الأموال، وأن الدكتور الجنزوري يملك أصابع سحرية تجعل التراب ذهباً؟
العاشر: هل زال الغضب عن أقرباء ضحايا ( العبـّـارة 98) ومسرح بني سويف وقطار الصعيد ومحمد محمود وماسبيرو والمجمع العلمي وموقعة الجمل وعشرات و .. ومئات من كوارث نزلت بالمصريين، أم أن مَنْ غضب في 25 يناير يمكن أن يغضب مرة أخرى؟
 
 
 
نصيحة غالية إلى الدكتور البرادعي
هل صحيح أن مصر تتحمل أربع سنوات مشابهات للوضع الكارثي الذي نعيشه حتى يتولى حزب ( الدستور ) مقاليد الحُكم؟
تــُــكرر الخطأ تلو الآخر مع أن أحبابك بالملايين، وكانت قدماك على مرمى حجر من القصر الجمهوري عندما عدتَ في المرة الأولى، وذكرت بأن أكثر من سبعين وكالة أنباء تتابع خطواتك.
مصر كلها كانت تنتظر منك كلمة واحدة لو كان مانديلا أو لومومبا أو بن بركة أو جيفارا مكانك بأ...قل من خُمس محبيك، مقارنة بعدد السكان، لما بقي الطاغية في قصره يوما واحدا.
كتبت لكَ وأنت في النمسا عن فكرتي لتلتقط الثمرة ناضجة دون أن تخسر مصر مواطناً واحداً، وقلت بأنني على استعداد للسفر فورا إلى فيينا للقائك، وشرح رؤيتي لقيام ثورة لا نقطة دم واحد فيها.
لكنك عدت إلى ، وتحدثت حديثا رقيقاً عن اللعين مبارك، وطلبت مهلة لجمع التوقيعات التي ستقوم بتقديمها إلى الطاغية.
كنت تجد له مخرجاً بذكاء شديد، فإذا سُئلت عن الرجل الذي حبس شعبك ثلاثين عاماً قلت بأن الاستبداد منذ عام 1952، فينجو مبارك من إدانتك الصريحة.
كانوا يجمعون لك مئات الآلاف من التوقيعات، فتطلب المزيد كأن مبارك ينتظرك في منتجعه بشرم الشيخ ليتسلم رسالة رقيقة بعدة ملايين من التوقيعات، ثم يغادر القصر نهائيا.
كان بامكانك أن تأمره وأنت في عز قوتك فيخرج ورجاله من القصر أذلة، وإلا فكل شعب مصر.. كله بدون استثناء كان سيلتف حولك.
منذ بناة الأهرام لم تأت فرصة شعبية لأي فرعون كما جاءت إليك، وتكررت، ولكن كنت تتقدم خطوة، وتتراجع اثنتين. اختلفت مع أكثر الذين عملوا معك، وشعبنا الطيب يزيدك ثقة على ثقة، وكان المشهد المصري يشتعل، ويتوسل إليك المصريون، فتسافر لبعض الوقت حتى يهدأ شباب مصر الثائر، وتعود من جديد.
تمنيت أن تسمع مني هذا الحديث مرة ثانية بــُـعيد وصولك إلى العاصمة البريطانية، فقيل لي بأنك طلبت من المضيفين المصريين اجتماعا قصيرا لا يزيد عن ساعتين، تتحدث فيه، وتسمع ممن اتفقت معهم فقط على الحوار.
كنت تستطيع أن تتعجل النصر، وتبدأ في بناء دولة عصرية، وتــُـنهي كل أثر لمبارك ورجاله ولصوص مصر الأوغاد، لكنك تتحرك كالسلحفاة، والآن تتحدث عن احتمال أن يحكم حزب ( الدستور ) مصر بعد أربع سنوات.
تلك الأعوام الأربعة التي يقبض على عنق الوطن المتصارعون من كل الجبهات والتوجهات والعسكر والأمن والبلطجية والفلول ستنتهي، لا قدر الله، بسحب مصر إلى قاع نهر لا قرار له، إلا إذا تجددت الثورة بدون أي مرشح اسلامي أو فلولي أو سلفي أو ناصري أو اشتراكي أو علماني أو قبطي أو بطل سابق أو حتى الدكتور محمد البرادعي.
معذرة، فليس في قلبي أو صدري أو عقلي ذرة ثقة واحدة في أي شخصية كبيرة على المسرح المصري تكون قد أطلت علينا بعد نجاح الثورة.
لي أنف يشم، بفضل الله، رائحة الثورات قبل أن تهب بوقت طويل، وأنا على يقين من أن تجديد الثورة أو الثورة الثانية أو تكملة ما بدأه شعبنا أقرب إلينا من حبل الوريد.
إنها ليست جمعة مليونية تشبه الأسواق الشعبية في نهاية يوم البيع والشراء.
حديث ليس لك أو عليك، لكنه ملخص تساؤلات أوجعتني كثيرا و .. طويلا.
 
 
 
 
عشرة أشياء أنتشي لها فرحة وسعادة:
عندما أرى برنامجاً حوارياً يتفوق فيه الشاب الثوري والمتابع الجيد والمتحمس على نظيره الكهل والمثقف والمغرور الذي يبرر كل جرائم الطغاة
عندما لم يتمكن سارقو الثورة من تغيير اسمها، فهي ثورة الشباب وستظل بإذن الله حاملة شرف( الشباب ) لئلا يأتي يوم في المستقبل يظن فيه أحد أنها ثورة العجائز والمعارضة المريضة.
عندما يــُـصـِرّ شباب الثورة على هوية ميدان التحرير، فكل من... رفض الاشتراك في أي يوم من الثمانية عشرة يوماً الخالدة لا يحق له الانتماء للثورة، ولكن لا مانع من الاشتراك في أي مليونية بشروط شباب الثورة.
عندما رفض الثوار طوال أكثر من عام استخدام تعبير الرئيس السابق، فاضطرت كل وسائل الاعلام بعدها إلى التنازل لصالحهم وأصبح اللقب الملحق به هو ( المخلوع).
عندما يرفض مصري الدعاء ( اللهم ارحم موتى المسلمين ) ويستبدل به دعاء ( اللــهم (ارحم من أتاك بقلب سليم).
عندما يرفض مسلم أو مسيحي مصيدة مقارنة الدينين الكبيرين، فالمنتصر والمنهزم مهزومان في كل الأحوال.
عندما أرى أطفالا في مظاهرة، فهي المكان الذي يتعلم فيه الطفل الشجاعة والوطنية والتمرد والاحتجاج.
عندما أقرأ تعليقا افهم منه أن كاتبه أعاد قراءته مرة أخرى، وتأكد من صحة اللغة أو استعان بمن يصحح له الأخطاء الكبيرة أما الأخطاء الصغيرة فكلنا معرضون للسقوط فيها.
عندما أقرأ لشخص يتحول الحوار بقلمه أو على لسانه إلى تواضع ورغبة في المعرفة وليس إلى نصائح وتهديد ووعيد وفوقية واستعلاء.
عندما أرى مصرياً يضم هموم الآخرين إلى قضاياه الوطنية، فالمصري هو أيضا سوري ضد سفاح دمشق، وهو سوداني مناهض للارهابي البشير، وهو جزائري يكره جنرالات الفساد، وهو عراقي يبغض الطائفية والاحتلال والمتعاونين مع قوات الغزو، وهو أردني يحتقر الملك الذي يملك ثلث عقارات البلد الفقير، وهو فلسطيني يرى أن مصالحة القيادات هي الخطوة الأولى لتحرير الوطن، وهو ليبي وتونسي وسعودي وبحريني و ...
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
عشرةُ اشياء تصيبني بالغمِّ والحُزن:
عندما يمر يومٌ علىَ مصريًّ ولا يطالب بسرعةِ الحُكـْـم علىَ المتهم حسني مبارك.
عندما يتحدثون عن الفلول ورجال المخلوع ويشطبون من ذاكرتهـِم المجلس العسكري ورئيسه.
عندما يقول لي مصري بأنه يؤيد أحدَ المرشـَـحين للرئاسة وكأن مصرَ حارةٌ صغيرةٌ تبحث عن شيخٍ لها، فأنا أرى أن شرط عشقك لمصر هو إيمانك أن كل المرشحين أقزام في بلد يحتاج إلى ثائر ومناضل وزعيم ومصلح أقرب إلى ال...أنبياء منه إلى هذا الشيء العجيب المُسَمّىَ ( مرشـح للرئاسة).
عندما يتجرأ أعضاءُ المجلس العسكري والمشير وينظرون في عيوننا نظرةَ الدائن وليس المدين.
عندما يقف الدكتور الجنزوري فرحاً بدعم سعودي، لكنه لا ينبس ببـَـنـْـت شفة عن عشرات المليارات المنهوبة والمهرّبة والتي لم يسترد منها سارقو الثورة مليماً واحداً.
عندما يرفع متظاهرٌ أحمق شعاراً لا علاقة له بمصر وثورتها ومطالبها، ومع ذلك يزعم بوقاحة أنه مؤيد للثورة.
عندما يتحدث مثقف أو كاتب أو ضيف فضائي عن اختيار الشعب من خلال صندوق الانتخاب وهو يعلم أنَّ الصندوق في العالم الثالث أكذب من إبليس.
عندما تنتقد إسلاميا أو إخوانيا أو سلفياً، فيرد عليك شخصٌ أبله مدافعاً عن الإسلام.
عندما يقول لسانُ حال السلطة الممثلة بالمجلس العسكري والمشير للمصريين: شجوا رؤوسَكم في أيّ حائط، فلن يتغير النائب العام أو لجنة الانتخابات أو المادة 28 أو نستعيد أموالكم أو تتشرف زنزانة بأن مبارك نام على البُرش فيها أو نطهِّر الداخلية والجيش من قتلة أولادكم وقناصة عيونهم أو حتى نجند إمكانياتنا لتخليص بلدكم من البلطجية ومروعي أمنكم، ومع ذلك فنحن ،في المجلس العسكري، نثق بأن ذاكرتكم أوهن من بيت العنكبوت، بدليل أنه قد مضت عدة أسابيع دون أن يسأل مصري واحد عن مصير جمال وعلاء مبارك.
عندما لا يسأل ناخبٌ واحد عن الذمة المالية للمرشـَـحين وأحدهم لديه مليارات ربحها وهو في السجن، والآخرون ينفقون عشرات الملايين في حملتهم الانتخابية في غياب دفتر حسابات صغير يشفي غليل المصريين
 
 
 
 
 
 
عشرة اشياء ترفع ضغط دمي
عندما أرى أحد أعضاء المجلس العسكري يتحدث كأنه يستعد لعبور خط بارليف الثاني
عندما أشاهد عمرو موسى بغطرسته وغروره وطاووسيته وهو يلعب دور الزعيم المتواضع الذي يزور الفقراء ويأكل مِشاً بالدود وبصلا أخضر موضوعاً على طبلية مكسورة، ويبتسم لصاحب البيت ابتسامة باهتة كأنه يريد أن يتقيء الطعام بعد خروجه.
عندما أرى مناصرين للشيخ حازم ابو اسماعيل وقد جاءوا من أوروبا لمناصرة شيخ في إقامة إمارة قندهار المصرية.
عندما ينظر أحمد شفيق بوقاحة في عيون المصريين ولسان حاله يقول: يا ولا الــ .. سيظل مبارك الحرامي والسفاح والطاغية ودراكيولا العصر مثلي الأعلى .
عندما أرى محمد حسان يتصرف كانه الشيخ محمود شلتوت أو الشيخ محمد الغزالي أو الشيخ المراغي رحمهم الله.
عندما أرى أعضاء مجلس الشعب يتصرفون كأتباع للظواهري في تورا بورا.
عندما تصلني رسالة هامة على الفيسبوك يطلب مني صاحبها الانضمام إلى المزرعة السعيدة.
عندما تقرأ مذيعة في الفضائية المصرية ولا تستطيع أن تلفظ كلمة عربية واحدة بتشكيل لغوي صحيح
عندما يتحدث ضيف فضائي بشجاعة في كل القضايا ما بعد الثورة، لكن لسانه يخرس إذا اقترب من المشير.
عندما يكتب شباب جامعيون كلمة أستاذ هكذا أستاز، وكلمة نحن هكذا نحنو، وكلمة جداً هكذا جِدَّن!
 
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو  النرويج
اجمالي القراءات 8420