هل حقا نزار قبانى أفصح لسانا من القرآن الكريم ؟؟

عثمان محمد علي في الأحد ١٥ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

هل القرآن الكريم غير معجز أدبيا .؟؟

ردا على مقالة الأستاذ صهيب نور  (إعجاز القرآن الأدبي ثاني أكبر خرافة في التاريخ الإنساني)

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=9556

الأخ الكريم مهندس صهيب بدأ مقالته بمقدمة طويلة بعيدة عن صلب الموضوع  ،ولكن سنتناقش  معه كما أراد واحدة واحدة ونقول .

بداية لضبط بعض المُصطلحات أعتقد أن الأخ صهيب يقصد بالقوانين غير المألوفة  (المُعجزات والآيات الحسية للأنبياء).

ولنبدأ ::

-         ردا على قوله أنها بدأت  منذ مجىء أنبياء بنى إسرائيل. فاقول له – لا فالمعجزات  كانت أيضا  قبل بنى إسرائيل  .كناقة صالح  عليه السلام .

وتقول

--حين أُريدُ الاستدلال على أن القرآن من عند الله تعالى فهذا مَثَلاً عند إجهاد نفسي في إثبات أنني موجود. و بحثٌ من هذا النوع ليس إلا إضاعة للوقت و الجهد بلا أي فائدة تُذكَر.

ونقول له

تستنكر على من يريد أن يدرس القرآن   وليستدل على أنه من عند الله ليطمأن قلبه  .فلتفترض أنه غير مسلم ،او انه مُسلم بالفطرة ويريد أن يحول إسلامه إلى إسلام مبنى على العقل والدراسة والتدبر وليس إسلاما متوارث فقط  ،األيس من حقه فى هذه الحالة ان يدرس ويراجع ويسأل ويستفسر ويناقش ويحاور  ليتأكد أن قرآنه الذى سيتخذه صراطا مُستقيما  لنجاته فى الدنيا والآخرة هو من عند الله حقا ،وأنه لا يحتاج معه كُتب اخرى من بخارى ومالكى وشافعى وغيره ؟؟ أعتقد أن من حقه هذا بل إنى ادعو الناس جميعا لإعادة قراءة القرآن بعين وعقل متدبر ناقد ليؤمنوا بعد ذلك إيمانا ثابتا قويا مبنى على علم ومعرفة ويقين فى الله وكتابه .

وتقول  سيادتك -

فكانت حقيقة إرسال الله تعالى للرسل البشر حقيقة غائبة عند العرب.

لا يا سيدى  الجزيرة العربية لم تك بعيدة عن إرسال الرسل بل كانت ضمن الأرض التى شملتها الرسالات  وكانت تُسمى بالأحقاف .وجاء فيها قول الله تعالى (واذكر اخا عاد اذ انذر قومهبالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) الأحقاف  21—ثم وصلتهم ملة إبراهيم عليه السلام وظلت موجودة حتى جاءت الرسالة الخاتمة ،وهل نسيت أن إسماعيل بن إبراهيم كان نبيا وعلى رسالة أبيه عليهما السلام .؟؟. ووصلتهم ايضا اليهودية والمسيحية  ،وكانوا يعلمون أنها نزلت على  بشر وليست على ملائكة . وإنما هم غستنكروا الرسالة الخاتمة على محمد بن عبدالله  كنوع من الحقد ،وكنوا يريدونها على رجل ذومكانة  عظيمة وملك عضوض ،ولم يتصوروا انها ممكن تنزل على شخص عادى من أوسطهم أو من بينهم وليس له ملك أو جاه أو سلطان .

 

وتقول .-

(ملة إبراهيم المتمثلة في التوجه للقبلة و الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج) كانت هذه القوانين قوانين عمليةنزلت بلا كتاب..

ألم تسمع عن صحف إبراهيم ؟؟

ثم يقول

و لكن رغم كثرة الرسل الذين أُرسِلوا بهذه الطريقة إلا أن هذه الطريقة لم تُفلِح في هداية الناس. فالقاون الإلهي الجديد كانت ينتهي في وقته، و الرسالة كانت تُحَرف مباشرة بعد وفاة الرسول).

يا دى النيلة .. العيب فى الطريقة ولا فى الناس ؟؟ لو كانت فى طريقة إرسال الرسل فماذا نقول هل أخطأ رب العزة فى طريقته فى إرسال الرسل  (تعالى الله عن هذا علوا كبيرا ) ،أم  الناس هم المتكبرون المعاندون المصرون على الضلال و إتباع خطوات الشيطان  ؟؟

--ثم تقول

فقرر الله تعالى إرسال رسالته إلى الناس بطريقة جديدة أكثر ملاءمة. فكانت مجموعة من قوانين أم الكتاب قد تم صياغتها لُغَةً عربيةً ميسرةً (القرآن)

لا إله إلا الله – كلامك ده يوحى (والعياذ بالله ) بأن رب العزة عرف أن طريقته كانت غير ملائمة ،فغيرها ،لتكون  أكثر ملائمة (على حد قولك ) .. أستغفر الله العظيم .. لابد أن تُفرق فى خطابك بين حديثك عن الله جل جلاله وبين حديثك عن عباس إبن فرناس .أو عن مأمور قسم العقبة .

وتقول

-فكان الفقه أو العقل أو العلم هو البديل لكل هذه القوانين الغير مألوفة في الكون التي لم تكن سبباً في هداية الأمم السابقة، بل أدت مع معظمهم إلى العكس تماماً أي إلى زيادة كفرهم و عنادهم.

--مرة أخرى تقرر أن القواننين الغير مألوفة و الآيات الحسية  لم تؤدى دورها فى دخول الناس فى الإيمان بالله ورسله  ،بل على العكس زادتهم كفرا .. وكأن العيب فى الآيات الحسية  وليس فيهم ،وفى صدهم عن سبيل الله .وتناسيت قول الله عن عدم إرساله آيات حسية لنبيه محمد بن عبدالله  (وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالايات الا تخويفا ) الإسراء 59

 

-- ثم تقول عن نقص  صحف إبراهيم  و أنها جاءت بمناسك العبادات فقط ،دون توحيد الله والدعوة إلى الإيمان به سبحانه وباليوم الآخر الذى هو صلب الرسالات  والكتب السماوية .

فشرع الله تعالى لإبراهيم ملة إبراهيم و هي الإسلام الإبراهيمي المنسكي (الحَرَكي) المتمثل في خمسة مناسك حركية هي الصلاة و التوجه إلى الكعبة في الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج.

.   لا يا سيدى  إقرأ أول سورة الشورى وستجد رب العزة سبحانه يقول فيها (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب ) ..

.   أى أن  ما شرعه الله لنا هو إمتداد لما شرعه سبحانه لإبراهيم وإمتدادا لماجاء بصحف إبراهيم  ونوح وموسى وعيسى عليهم السلام  .

.   وبعد العديد من الوصايا فى سورة الفجر يقول عنها رب العزة (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى ،صحف إبراهيم وموسى ).. أى أن هذه الوصايا والقواعد جاءت أيضا فى صحف إبراهيم وموسى

.   ثم تقول  مرة أخرى مؤكدا على نظريتك بنقص  رسالة إبراهيم (فشرع الله تعالى الإسلام المحمدي  الشامل للمناسك و للمحيى و الممات.)..

الغريب أننا أُمرنا ومن قبلنا نبى الإسم محمد عليه الصلاة والسلام  بإتباع ملة إبراهيم  ،فكيف نتبعها وهى ناقصة ؟؟

(ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا منسفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين )

ثم تقول

-

إيمان الناس بالله تعالى لم يدفعهم لعمل الصالحات، فأخذوا يُفسِدون في الأرض فقرر الله تعالى إرسال الرسل بالكتب السماوية القابلة للتحريف و التبديل بقرار الله تعالى و مشيئته و إرادته و علمه،

فهل هذا يعنى أن الله  قرر أن يرسل رسالات للناس وبقرار منه سبحانه يحرفونها ويبدلونها بقرار منه سبحانه ؟؟؟ لا إله إلا الله !!!!!!!!

وتقول .

فقد وجد العباسيون في زمن الخليقة القادر بالله أن يُوهموا الناس و المسلمين خصوصاً - و قد نجحوا للأسف - بأن القرآن هو معجزة أدبية جاءت لقريش التي كانت تتباهى بين الأمم في فصاحتها و بلاغتها، و لتأكيد هذا الادعاء الوضيع، قاموا بانتحال الكثير من الشعر الفصيح البليغ و نسبوه إلى شعراء الجاهلية، و أصبح هذا الشعر جزء لا يتجزأ من دين الإسلام، و أصبح الإيمان به متطلباً أساسياً للإيمان بإعجاز القرآن الأدبي..

--الا تعلم أن حقا  هناك شعر جاهلى  قبل الإسلام ؟؟ ،ثم شعراء  فى صدر الإسلام ،وشعراء العهد الأموى ،ومن بعده العباسى ؟؟ .

ثم تقول

..( أمام هذا التحريف الكبير و تحويل القرآن إلى مجرد معجزة أدبية،و خوفاً من أن يُشَغلَ المسلمون عقولهم يوماً ما و يسألوا أنفسهم: لماذا لا يكون هذا الكتاب الأدبي من اختلاق محمد عليه السلام،اضطر المفترون إلى اتهام خاتم النبيين عليه السلام بالجهل في القراءة و الكتابة. حتى يصبح هذا الافتراء أكثر ملاءمة للفهم و العقل و الإدراك)

 

هل هذه الفقرة تعنى أن القرآن من تأليف محمد بن عبدالله ،وهو(أى القرآن الكريم )  على مستوى تأليف العرب آنذاك ؟؟

هل أنت على يقين من  صحة صياغة جملتك  تلك ؟؟  وإذا كانت صياغتك سليمة فهل هو  من عند محمد حقا وخشى العباسون  أن يشغل الناس أنفسهم بهذا ويكتشغوا  الحقيقة المرة  وينفضح أمره وأمر الإسلام والقرآن  ؟؟؟ لا يا سيدى القرآن من عند الله ،ومن يقول أنه من عند محمد فليأتنا بآية واحدة مثله ؟؟ وسنعود لإيضاح هذا الأمر عند الحديث عن فصاحة القرآن  ..

ثم تقول (الباحث في آيات التحدي في القرآن الكريم يُدرك تمام الإدراك أن الله تعالى لم يَتَحَد الناسَ في فصاحة القرآن و لا في بلاغته.(فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)(فأتوا بسورة من مثله)(فأتوا بعشر سور من مثله) لا ذكر للفصاحة و لا للبلاغة، بل إن الدارس للشعر العربي يجد فيه الكثير مما هو أكثر فصاحة و بلاغة من   لغة القرآن، كشعر نزار قباني و أحمد شوقي و امرإ القيس..

بقى شعر نزار قبانى وغيره .افصح لسانا وبلاغة من القرآن الكريم ؟؟؟

من قال لك هذا ؟؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين _ -- آتنى ببيت أو بقصيدة أفصح من آية من آيات القرآن الكريم .. ولتكن أية (الله الصمد )  وهى آية من كلمتين فقط لا غير .. لا أريد ان ادخل معك فى إسلوب آخر لكى لا يظن البعض أو يقولنى أنى أستخدم  معك الإرهاب الفكرى . فأنا اطالبك بالدليل فقط على علو  فصاحة نزار قبانى على فصاحة قول رب العالمين ...

..

--ثم تعتبر ضمنيا أن الفصاحة هى الغموض .فهل الغموض هو الفصاحة -

 يا سيدى القرآن لا يتحدى الأمم بفصاحته و لا ببلاغته، من خلال غموضه وإعوجاجه  بل على الكس تماماً، فهو يتحداهم ببيانه  وأنه غير ذى عوج ...فمن قال لك  أن الفصاحة والبلاغة تكمن فى الغموض ..

 

---

للمرة الثانية تقول

فشرع الله تعالىالإسلام المحمدي الشامل للمناسك و للمحيى و الممات.

هل يوجد شىء إسمه الإسلام المحمدى ؟؟؟ أو المحمديون ؟؟؟  الإسلام دو دين الله  ،وما محمد إلا نبى الله ورسوله ،وليس له من الأمر شيئا فى شأن  محتوى رسالة الإسلام .

ثم تقول

 (ثم من أين جاؤا بأكذوبة أن العرب اشتهرت بالفصاحة و البلاغة أكثر من غيرها من الأمم. أين ذهب فصحاء و بلغاء اللغات الأخرى، من أمثال شكسبير و فولتير؟ إن هذا ضحك على اللحى)

استاذ صهيب .إسمح لى انت مُحتاج لضبط مصطلحاتك . بالتأكيد للعربية فصحاءها ،و بدلا من إنكارك لهم   . كان من الممكن أن تقول أن الفصاحة والبلاغة ليست قاصرة على العربية  وحدها وإنما موجودة ايضا  فى أمم ناطقة بلغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية واليونانية ووووو..

 

استاذ صهيب .دعنى أرسل لك ايضا  تلغرافات  سريعة على بعض ما ورد فى مقالتك ..

تقول أن العالم  العربى  لم يعلم برحلة ابو الأنبياء إبراهيم عليهم  جميعا السلام لأن طه حسين لم يجد لها أثرا فيما قرأ من مراجع تاريخية محايدة .. فمن أدراك ان طه حسين قرأ كل  كُتب السابقين ومخطوطاتهم ؟؟ وهل لو عثر عليها كانت ستكون هى الحُجة على علم العرب بها  آنذاك أو بعد ذلك ؟؟ وهل لو إكتشفها الآن  تلامذة طه حسين –فى مراجع  لم يتوصل لها  طه حُسين ولم يقرأها ، ستعترف بإكتشافهم وتُقر بمعرفة العرب لها ام لا ؟؟

--وعن إستشهادك بأنه فى حالة الطعن فى معاوية معناها أننا نطعن فى القرآن لأنه  كان من كُتاب الوحى ..

. فمن قال لك أنه كان هُناك كُتابا للوحى ؟؟؟ ألم تعلم ان النبى محمد عليه السلام هو الذى كتب القرآن بيده ،ثم نسخوا منه نسخا عديدة ؟؟

nومن قال لك أن معاوية كان ممن نسخ نسخا من القرآن ؟؟ يا سيدى معاوية أسلم عام الفتح مع أبيه ابو سفيان وظل فى مكة ولم يُهاجر للمدينة وكان من الطلقاء وكاتت هذه عقدته النفسية التى لازمته  حتى الممات  . أى انه لم يصحب الرسول فى المدينة ،وان الرسول مات بعد فتح مكة بفترة قصيرة .فكيف تسنى لمعاوية ان يكتب الوحى  أو يكون من كُتابه ؟؟

 

وعن فصاحة القرآن  أقولك استاذ صهيب .---

يجب أن نعلم أن القرآن الكريم كتاب هداية فى المقام الأول ،ولا يمكن أن نُحمله مالا يحتمل فهو ليس كتابا فى الطب ولا فى الهندسة ولا فى الكيمياء ولا فى الأحياء ولا فى الطبيعة  . وإن ما فيه من إشارات علمية جاءت فى سياق إرشادات إيمانية بخالق الأحياء وقوانينها  وحده لا شريك له ،وللسعى فى الكون و لنتعلم ونكتشف كيف نفك  أسراره ونحل ألغازه ،  ليتحقق مراد الله فى تسخير بعض من مخلوقات  الكون ومكوناتها  للإنسان .

.ودعنى أقول لك   للأسف الشديد بدلا من أن تستفيد من الفضاء المعرفى اللانهائى والغير محدود بمكان  أو زمان للقرآن الكريم  .حصرت نفسك فى زاوية حادة درجتها أقل من صفر ،وبدلا من أن تُدافع عن القرآن رُحت تتهمه بنقيصة هو منها براء ،وفعلت ما فعله علماء علوم القرآن الذين إخترعوا علوما طعنوا بها  فى القرآن .

 .. فبدلا من أن تتخذ من إعجاز وفصاحة وبلاغة و بيان القرآن مدخلا لفهم  إعجازاته رحت تنفيه عنه

ودعنى أقول لك أن كل ما أتيت به من آيات بينات فى تحدى القرآن للإنس والجن فى أن يأتوا بمثله كدليل على عدم فصاحته  وإنما لما يحويه من قوانين ،قد جانبك الصواب فى مفهومها العام  فأول هذا التحدى هو تحدى الصياغة والفصاحة والبلاغة لأنها أو ما يقابل القارىء المتدبر الدارس للقرآن الكريم حق دراسته .

 ،وأن من  فصاحته  صلاحيته اللسانية لكل  عصر بما فيه من علوم و معرفة. وكما تعلم حضرتك بأن اللغة كائن حى  تسقط و تموت منها مُصطلحات وتولد مُصطلحات أخرى على مر العصور، وتتغير معانى كلماتها  من عصر لعصر.فمثلا   أنا  على ثقة من أنك لا تستطيع أن تقرأ مخطوطات وكتابات العرب منذ 400 سنة ،بل لا يمكن أن تستطيع أن تفهم كتابات العرب منذ 200 سنة فقط ،بل وربما تتعثر فى فهم خطب الشيخ محمد عبده  ومشايخ الأزهر القدامى  ،،ومع ذلك فإن لسان القرآن الكريم لم يتغير ولم تمت فيه ولا كلمة  يفهمه  الناس على مر العصور من خلال بيان وبلاغة مصطلحاته لنفسها  ،وسيظل هكذا  إلى قيام الساعة . بل دعنى أقول لك أنه  بفصاحته وبلاغته وحفظ الله له كما هو   هو الضمانة الوحيدة الأكيدة على بقاء اللسان العربى الأصيل حتى قيام الساعة دون غيره من كتب فصحاء العرب وشعرائهم .

وأقول لك  أنا كمؤمن به أتحدى علماء اللغة العربية وفطاحلها  فى عصرنا الحالى أن يأتوا بفصاحة  وبلاغة مثل فصاحة وبلاغة قول الله تعالى (قل هو الله أحد )  وهى آية كريمة من 3 كلمات .. ولو حضرتك  درست القرآن جيدا وتمعنت  فى تدبره لعلمت أن  من فصاحته وبيانه أنه على عكس كل الكتب والكتابات البشرية ،فهو  كالنهر الجارى كلما نزلته وجدت مياهه متجددة فى نورها وهدايتها للمُطهرين  ،فكلما قرآته وجدته  يمدك بسيل مُنهمر من الأفكار كانت غائبة عنك ،ولو قرأه أخوك أو إبنك أو صديقك وتناقشتم معا حول نفس الآيات بعد ذلك  لوجدت كل  منهم لديه معلومة جديدة  يُمدك به .. وهذا ما قال عنه رب العزة (وتواصوا بالحق) .فهل هذا متوفر فى كتابات فلان أو علان أو حتى فى كتابات مالك والبخارى  التى نسبوها للإسلام وقالوا عنها أنها وحى ؟؟ لا والف لا  بل على العكس فكل الكُتب البشرية يقف عطاؤها بعد قرائتها مرة أو مرتين على الأكثر  حتى لو كاتبها شكسبير نفسه الذى إسشهدت به حضرتك ....

 وأيضا  لو قرآته جيدا لعلمت أن من بيانه وفصاحة لسانه أنه يخاطبك أحيانا عن المستقبل بصيغة الماضى ،وعن الماضى بصيغة الحاضر ،وعن الحاضر بصيغة الماضى ،ويأخذك من الدنيا للأخرة ثم يعود بك إلى ما قبل التاريخ او إلى ما قبل الخلق فى نفس الآية وفى نفس اللحظة  ، ،ومع ذلك تفهمه بسهولة ويسر كأنه عذب فرات  ،

وكذلك ربما يبدأ خطابه بصيغة المفرد ،ثم ينهيه بصيغة الجمع ،او يبدأه بالجمع وينهييه بالمفرد . وفى آيات كثيره يخاطب الذكر والأنثى والرجال والنساء بصيغة واحدة .. فى الوقت الذى لو خطها كاتب فى كتابه لأُعتبر جاهلا بأصول وقواعد اللسان العربى ... ولا أريد أن أقول لك أن هناك كلمات قاصرة على القرآن الكريم فى إستخدامها لا يمكن أن يستخدمها اى من الكتاب على نفس المعنى التى جاء بها القرىن الكريم  ..كإسم  الله جل جلاله ( الله - الرحمن - القدوس ) أليست هذه إعجازات بلاغية وفصاحة قاصرة على القرآن الكريم وحده يا عزيزى .؟

ومن فصاحة القرآن التى لم ولا ولن تدانيها فصاحة  وبلاغة هى طريقة كتابته ..وهذه الطريقة يتحدى بها القرآن الكريم كل فصحاء وعلماء وكتاب اللسان العربى أن يكتبوا كُتبا أو قصصا أو نثرا أو شعرا مثلها . وأتركك لتكتشفها بنفسك .لتعرف هل به فصاحة أم لا ؟؟..

أخى الكريم - فى النهاية أرجو أن تقرأ القرآن بهدوء وروية  مرات ومرات ،والا تتسرع وتطلق أحكاما جزافا وتوزعها هنا وهناك.

. ودعنى أقول أن الخرافة  الكبرى هى أن تنفى عن القرآن إعجازه الأدبى ضمن إعجازاته الموصولة إلى يوم القيامة  وأن تقول أنه غير معجز لسانيا وبلاغيا  وأدبيا ،وأن شعر نزار قبانى هو أكثر منه فصاحة وبلاغة ....

هدانا الله وإياكم إلى فهم كتابه العزيز.

اجمالي القراءات 18943