جمهورية بور سعيد المستقلة

حمدى البصير في الخميس ١٥ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

قبل أسبوع من إحالة خمسة وسبعين متهما فى احداث استاد بور سعيد الى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد ،

تجمع بعض مشجعى النادى المصرى " المتعصبين " أمام النادى يوم الجمعة الماضى ، وإنطلقوا فى مظاهرة كبيرة ، حاملين العلم الإسرائيلى " القذر " مكتوبا عليه " حبسوا أخى واهلى .. علشان النادى الأهلى " .مطالبين بالإفراج عن بعض المقبوض عليهم فى مجزرة إستاد بورسعيد التى راح ضحيتها 77مشجعا أهلويا ، والذين لم يثبت تورطهم فى تلك الجريمة البشعة..

كما طالب بعض المتظاهرين الغاضبين فى هتافاتهم بإستقلال بورسعيد أى جعلها جمهورية مستقلة ، وتمادى بعضهم أثناء المظاهرة التى شارك فيها بعض " الألتراس البورسعيدى " وهددوابطرد العاملين من غير بورسعيد فى المناطق الصناية والمنطقة الحرة ، فى حالة إتخاذ قرار من إتحاد الكرة بهبوط النادى المصرى إلى الدرجة التانية عقابا لها .

كما توجهت المظاهرة ، التى شارك فيها أيضا بعض أهالى المعتقلين فى أحداث إستاد بورسعيد ، إلى قبة الإرشاد بمبنى هيئة قناة السويس وهددوا بإغلاق المجرى الملاحى ، ومنع حركة المعديات وإستخدامها فى عرقلة الحركة بالقناة .

وقد إستطلعت صحة تلك الإحداث وحقيقة مطالبة بعض المتظاهرين بإعلان جمهورية بور سعيد المستقلة ، من بعض أصدقائى وزملائى البورسعدية ، بسبب خطورة الأمر ، خاصة أن الأسبوع الماضى أعلن عن إستقلال إقليم برقة فى شرق ليبيا ، تمهيدا لقيام جمهورية برقة اليبية فى المستقبل ، ولكن إستنكر البورسعيدية العقلاء ماحدث ، وقامت مظاهرة سلمية مضادة ، تطالب بوحدة مصر وخطورة تقسيمها ورددت " الجيش والشعب يد واحدة " وجلس بعض المشاركين فى المظاهرة أمام مبنى الإرشاد من اجل حمايته ، على إعتبار أن تعطيل المجرى الملاحى فى قناة السويس خط أحمر ، وفسرت تهديد بعض المتعصبين بالإسقلال وعمل جمهورية بور سعيدة بأنه نتيجة لشبه الحصار المفروض على بورسعيد ، والتحريض الدائم لبعض الإعلاميين الرياضين فى بعض القنوات الفضائية ضد مدينة بورسعيد الباسلة وسريان شائعة هبوط النادى المصرى إلى دورى " المظاليم " أوالدرجة الثانية .

وقد بادر إتحاد الكرة بعد مظاهرة متعصبى بورسعيد بإلغاء الدورى المصرى بالكامل ، ودون إتخاذ عقوبة ضد النادى المصرى وهبوطه إلى الدرجة الثانية ، وبالطبع لايصح إطلاقا بسبب " لعبة " كرة القدم أن يطالب بعض المتعصبين وضيقى الأفق بإستقلال جزء عزيز وقطعة غاية "وحسساسة " من قلب مصر ، فقد يشعر البورسعيدية بمرارة الحصار اللاواقعى المفروض عليهم ، وتعليق دماء ضحايا مجزرة بورسعيد فى رقبة بعض المتعصبين منهم ، وقد يكون التأخير – كالعادة - فى إعلان نتيجة التحقيقات فى المجزرة ومعرفة المجررمين الحقيقين المتهمين فى القضية لتبرئة ساحة البورسعيدية وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة ، وقد جاء الاعلان عن احالة المتهمين فى تلك الاحداث للجنايات ، بمثابة إنفراجة وبداية الطريق لإنهاء هذا الوضع المأسوى الذى قد يجرنا إلى عداء بين أبناء الشعب الواحد ، أو حرب أهلية ، أو إعلان الإنفصال بين المحافظات على الطريقة العراقية ، وتفتيت الوطن الواحد لأسباب عرقية ومذهبية وطائفية ومكانية .

بالطبع أعرف إن " أبو العربى " البورسعيدى تمادى فى مطالبه بإعلان جمهورية بورسعيد ، وهدد بإغلاق مجرى القناة وتعطيل المعديات التى تربط بين بورتوفيق وبور سعيد وطرد الغرباء من " المصريين " من مدين ة بور سعيد " المحررة " ولكن أن يكون دافعه فى ذلك عرقية أو طائفية أو عدم عدالة فى توزيع الثروات ، أة تمييز وإضطهاد وحرب إبادة ممنهجة ، ولكن أن يكون " لعبة " كرة القدم ، والتى كانت السياسة الوحيدة الناجحة فى العهد البائد ، والتى كانت أيضا من الوسائل الهامة فى إلهاء الشعب ومتعته والتخفيف عنه وتاجيل حل مشاكله ، ولكن عندما تصبح لعبة كرة القدم وسيلة لنشوب حرب اهلية بين المصريين فى الوطن الواحد أو سببا فى إستقلال محافظات وإعلان دويلات مستقلة داخل النسيج المصرى المتماسك والمتجانس ، وسببا أيضا فى زيادة حالات الفرقة وتشجيع دعوات التقسيم فى بلدنا ... فلتذهب لعبة كرة القدم إلى الجحيم

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 9539