النفس فى القرآن الكريم
إعجاز إختيار اللفظ القرآنى 3

محمد صادق في الثلاثاء ١٤ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

إعجاز إختيار اللفظ القرآنى 3

النفس فى القرآن الكريم

من البداية أقول، لقد أثرى كُتاب موقعنا المبارك - أهل القرآن- أبحاث ومقالات عن النفس فى القرآن الكريم، وخاصة ما خطه قلم د. احمد صبحى منصور وما كتبه الأخوة الكرام كتاب الموقع أيضا. هنا أقدم نظرة يمكن أن تكون مختلفة بمعنى أنى نظرت إلى النفس فى القرآن الكريم، من زاوية مختلفة ويمكن القول أنها إن وضِعَتْ مع ما كُتب سابقا فتستكمل الصورة من جميع جوانبها...والله أعلم.

علم النفس القرآنى، خلافا لبقية العلوم المادية وكأكثر العلوم الإنسانية، ليس علما بالمعنى المتعارف عليه، أى مجموعة قوانين وثوابت أثبت الوقت والتجربة صحتها كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وغيرها من علوم مادية، لذلك يختلط فى أذهان الناس وكثير من المهتمين بالعلوم النفسية التفريق بين الجسد والنفس والروح، وخاصة بين النفس والروح فيجعلونها فى معنى واحد، فبالنسبة لكلمة الروح سوف أخصص لها بحث منفصل بإذن الله تعالى. ولقد ساهم فى هذا الغموض كثرة النظريات والمدارس النفسية والفلسفية التى عالجت ماهية النفس، والظواهر النفسية ومنشأها عند الإنسان والحيوان. والباحث المؤمن يجد فى كتاب الله الكريم، وهوكتاب الهداية والصيانة للنفوس، كلمة الفصل فى التفريق بين الجسد والنفس والروح، والثابت الذى نعتمده للتعريف بالظواهر النفسية ومسبباتها فهو الفصل وفية تبيان لكل شيئ.

"  ...............وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (16:89

إن النفس البشرية سر إلهى كبير، حاولنا فى فهمها بالإستعانة بمدارس نفسية كان روادها أنفسهم فى حاجة إلى من يفهم نفسياتهم وإنحرافها ونسينا أو تناسينا خالق النفس ذاتها... فأنسانا أنفسنا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *  وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " 19و59:18

وفى المقابل أعطانا الله سبحانه الحل فقال عز من قائل:

 النازعات  79:40,41وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ"

عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!! وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل عمل محرم وراؤه شيطان فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟ إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، نعم إن النفس لأمارة بالسوء.

إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير ... لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور.

ولعدم دراية البشر بما هى النفس والفرق بينها وبين الجسد أو بينها وبين الروح، فمن هنا يحدث الإلتباس وتكون نتيجة ذلك إهمال العناية بالنفس البشرية فيقع الإنسان فى ما لا يحمد عقباه ويبدأ يتسائل:

نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ، ونصلي ونقوم بكل الشعائر ، ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و .....و .... الخ

وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الرئيسى وذهبنا إلى عدو ضعيف  يقول الله تعالى :

" ........إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " 4:76    إنما العدو الحقيقي هو  النفس.

" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " سورة ق 50:16

لو نظرنا إلى بعض الجرائم ، على سبيل المثال لا الحصر، في القرآن الكريم كجريمة ولدى آدم وجريمة  امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا وجريمة  كفر إبليس لوجدنا أن الشيطان لا دخل له فى ذلك إنما هى النفس البشرية.

ففي جريمة ولدى آدم يقول الله تبارك وتعالى: "  فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ "12:53

وفى جريمة إمرأة العزيز وهى الشروع فى الزنا يقول سبحانه على لسان إمرأة العزيز:

" وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ "  يوسف 35

ينظر الإسلام إلى نفس الإنسان على أنها مستودع قوى والمؤمن الذي يطيع ربه يكون ربانياً ، فالله هو الذي يقول للشيء كن فيكون ، وطاعة الله واجبة لقوله تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ويعني هذا أن على الإنسان إتباع أوامر الله و اجتناب نواهيه حتى ينال رضا الله وييسر له أموره.

خطاب الله فى القرآن الكريم هو خطاب موجه إلى النفس البشرية. إن الله لايخاطب الجسد لأن الجسد فانى والنفس هى الأصل والجسد ما هو إلا وعاء لهذه النفس. فالحساب يكون للنفس وليس للجسد ولكن بعد الحساب لوجود النفس فى جسد يختلف عن أجسادنا الدنيوية، فوجود النفس فى الجسد الجديد نجد أن هذا الجسد وما فيه من نفس هو الذى يذوق العذاب أو يذوق النعيم.

" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ "55:26

لقد فسر القرآن الكريم أحوال النفس البشرية بما يتصل بها من الخواطر و الوساوس والأحاسيس من فرح وحزن وأنس وانقباض وقلق واضطراب. وفى القرآن معلومات كثيرة وشاملة عن النفس البشرية لأن مهمته الأولى هى التربية والتوجيه فهو كتاب يخاطب النفس ويوجهها .

وفى القرآن، الذى يقرر أن شفاء النفوس وصحتها واعتدالها لا يكون إلا باتصالها بخالقها تستمد منه العون والمدد، يقول عز وجل: " الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" الرعد:2

والقرآن عندما تناول الشخصية الإنسانية، فقد تناولها بنظرة شمولية عامة، فلم يترك جانباً من جوانبها، ولم يغفل عن مكون من مكوناتها، فهو يتناول الإنسان فى كل جوانبه (جسمه – عقله –  حياته ومعاشه – تصوراته وقيمه – معنوياته – وكل نشاطاته وحركته وتفاعله مع الآخرين ومع ما يحيطه من المعطيات الحسية)، كما تناول أبعاد الشخصية السوية وغير السوية، والعوامل المكونة لكل من السواء وعدم السواء فى الشخصية، وفى كل ذلك وضع القرآن الكريم منهجاً فريداً فى تناول ودراسة الشخصية الإنسانية ( النفس البشرية ).

النفس فى التعريف القرآنى...

وردت كلمة النفس فى القرآن الكريم فى مئتين وخمس وتسعين آية كريمة، تبين لنا من دراستها أن لكلمة النفس قرآنيا معانى عدة كأكثر كلمات القرآن الكريم.

أولا : وردت كلمة النفس فى بضع آيات تعنى ذات الله تعالى ، ففى قوله عز من قائل:

" .......تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " 5:116

" .......  ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " 41-20:40

"  .......كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ...... " 6:54

النفس فى الآيات الكريمة السابقة تعنى ذات الله تعالى. ولا نسمح لأنفسنا ، ولا ننصح أحدا بأن يبحث فى ذات الله سبحانه وإلا أصيب بالضياع أو الدوران فى حلقة مفرغة تتعب العقل والمنطق دون جدوى، ذلك ما فعله بعض الفلاسفة فالمولى عرًّف ذاته بقوله:

"  .......لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " 42:11

أما فى قوله تعالى: "  .......  وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ " 3:28

وقوله تعالى: " ............ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ " 3:30

فالنفس هنا تعنى صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، الجبار والمنتقم فالمولى يحذرنا من بطشه وإنتقامه فى هاتين الآيتين.

ثانيا : وردت كلمة النفس بمعنى الإنسان:

قال تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ " الزمر:39:56

والإنسان قد يظلم نفسه : " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَاوَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ "7:23

ثالثا : ووردت بمعنى الغيب في قوله تعالى:

" تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِك" المائدة   5:116 أي تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك بدليل الآية إنتهت ب "  ...... إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " 5:116

رابعا : موقف النفس عند الوفاة والموت قال تعالى:

" : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "  الزمر:39:42

خامسا : وتأتي النفس بمعنى الأخ أو الأخوة فى الدين قال تعالى:

" فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "النور:24:61

لقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في القرآن الكريم بثلاثة صفات

أما الصفة الأولى فهي النفس الأمارة، وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوة وظلم أو حقد أو فخر إلى آخره، فإن أطاعها العبد قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى: إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ " فأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس أنها أمارة وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأن ميلها للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلا إن رحمها الله عز وجل وهداها رشدها.

أما الصفة الثانية  فهي النفس اللوامة،  " وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ " القيامة 75:2

وهي النفس التي تندم على ما فات وتلوم عليه، وهذه نفس لا تثبت على حال فهي كثيرة التقلب والتلون، فتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتها تارة، وتوقفها عند الحد الشرعي تارة.

أما الصفة الثالثة هي النفس المطمئنة، يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " الفجر 89:27

وهي تلك النفس التي سكنت إلى الله تعالى واطمأنت بذكره وأطاعت أمره واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، كرهت كل معصية وأحبت كل طاعة وتخلصت من الصفات الخبيثة من الشح والأنانية واللؤم والخيانة واستقرت على ذلك فهي مطمئنة.

وهذه النفس هي التي يقال لها عند الوفاة يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي هذه هي أحوال النفس التي تتردد عليها والنفس تكون تارة أمارة وتارة لوامة وتارة مطمئنة، بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا وها هنا موضع مجاهدة النفس وتزكيتها. فمجاهدة النفس تعني أن تنقل نفسك من حمأة النفس الأمارة إلى إفاقة النفس اللوامة ثم إلى نقاء وطهارة النفس المطمئنة والثبات على ذلك.

وقد حدد القرآن الكريم أهدافه بالنسبة للنفس البشرية :

تمحيص النفس وتطهيرها: فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تعانى النفس الإنسانية حلو الحياة ومرها، خيرها وشرها، وأن يكون لها فى تلك المعاناة تمحيص وتطهير وتصفية وتنقية وسمو، يقول الله عز وجل:

" لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ  آل عمران: 3:186.

ويقول سبحانه: " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " الأنبياء: 35،

ويقول سبحانه: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " 155 – 2:157

تحقيق الاتصال بين النفس وخالقها: وهى أسمى ما يهدف إليه المنهج القرآنى فى تربية النفس البشرية، فشفاء النفوس وصحتها واعتدالها لا يكون إلا باتصالها بخالقها الذى تستمد منه العون والسند، يقول عز وجل: ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد:28

بعد تحديد القرآن الكريم للصفات والأهداف التى يريد تحقيقها فى مجال النفس الإنسانية، حرص أيضاً على توضيح بعض الأمثلة للشخصيات والنفوس غير السوية التى تعانى من الاضطراب والتخبط النفسى، ومن أمثلة هذه الشخصيات المريضة كما صورها القرآن الكريم:

الشخصية التى تظهر غير ما تبطن (المنافق):يصور لنا القرآن الكريم هذه الشخصية أبلغ تصوير فى قوله عز وجل: " إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ " سورة المنافقون: 1-4.

 وهؤلاء يفتقرون إلى الأمن النفسى والثقة بأنفسهم لأنهم يعرفون أنهم منافقون مهما وضعوا على أنفسهم غلالات تسترهم من التظاهر والتملق والالتواء، فهم فى حالة دائمة من القلق المرضى، والتوتر فى كل لحظة خوفاً من أن ينكشف أمرهم.

الشخصية التى تخاف الفقر وتتسم بالخنوع والسلبية:حيث يحدثنا القرآن الكريم عن هذه الشخصية المريضة نفسياً والتى تعتقد أن هناك من يستطيع التحكم فى أرزاقهم ومعايشهم غير الله، فيزرع الله فى قلوبهم الخوف لضعف إيمانهم به، والخوف ظاهرة مرضية تهز الشخصية وتجعلها فى موقف القلق والمرض النفسى، ومثل هذه الشخصية التى تترك نفسها لهذه العبودية سواء كانت لشخص أو مال أو منصب، تحكم على نفسها بالتوتر والقلق وفقدان الحرية وصفاء النفس، لأنها غفلت عن قول الله سبحانه :

" اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ" 13:26، و قوله سبحانه: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" 35:3.

الشخصية التى تدعى القوة وتتميز بالغرور والصلف:وهى شخصية مريضة جعلت من نعم الله عليها أداة للتكبر والغرور والبطش، فهى تدعى القوة والقدرة، وتتصرف بغرور، ظناً منها أنها لن تحاسب، وأن أحداً لن يقدر عليها، يقول الله تعالى: " لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا " 1-90:6

الشخصية التى تؤمن بالقدر وتتجنب الصراع النفسى:فالإيمان بالقدر خيره وشره من عقائد المؤمن الأساسية، وهو الذى يجنبه القلق النفسى ويعصمه من الصراع والحسرة والجزع، فيتقبل أحداث الحياة بنفس راضية، ولا تتقلب مشاعره ولا تلعب به حوادث الحياة، يقول عز وجل:

"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "  22-57:23

الشخصية المحبة لربها والتى ترجو رحمته وتخشى عذابه:حيث يوضح القرآن الكريم أن الصحة النفسية تتجلى من خلال عاطفة الحب المتدفق من الإنسان نحو خالقه، لأن الله هو واهب الحياة وصاحب الفضل فى النعم التى يعيشها الإنسان، والعاطفة جزء لا يتجزأ من تركيبة الشخصية الإنسانية ومتى اتجهت هذه العاطفة إلى حب الله، وأخلص الإنسان فى حبه لربه أحبه الله ورزقه الأمن والسكينة يقول عز وجل:

" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"8:2  

القلق والخوف من سمات النفس البشرية....

القلق والخوف يخيم على الإنسانية أفرادا وجماعات منذ بداية الخليقة، إلا من رحم الله سبحانه ومَنَّ عليه بنعمة الإيمان، والقلق النفسى هو بنسبة متصاعدة كلما تقدمت الحضارة المادية وإبتعدت الإنسانية عن فهم تعاليم الله سبحانه والإلتزام بها. والإحصائيات اليوم تؤيد ذلك، فلقد إستهلكت فرنسا فى عام1982 أكثر من مئة مليون علبة دواء من المنومات والمهدئات. وفى الولايات المتحدة هناك وصفة واحدة لدواء مهدِّئ للأعصاب من كل أربع وصفات طبيةعادية. أما الأمراض النفسية والمشاكل الإجتماعية والمآسى الأخلاقية والإنتحار، فهى الأعلى نسبة فى البلدان المتقدمةعلى صعيد الحضارة المادية والأبعد عن تعاليم السماء، بالرغم من أن هذه البلد المتحضرة كما يصفونها، قد أمَّنَتْ لأفرادها سببل الرفاهية المادية والضمان الإجتماعى منذ الولادة إلى الممات، فما سبب وتعليل ذلك؟

الجدواب نجده فى كتاب الله الكريم، فالإنسان كان ولا يزال وسيظل كما وصفه أعلم العالمين به:

"  إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ " 19-70:22

وقال سبحانه: "  ........فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا " 72:13

وفى موضع آخر: " ...... وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا " 72:17

هناك ثلاثة أسئلة تطرح نفسها على تفكير كل عاقل - نفس - سواءا كان ذلك بصورة شعورية أو شبه شعورية وأغلب الأوقات بصورة لا شعورية، فكل فرد عاقل يتسائل بينه وبين نفسه، لماذا جئت إلى هذا الوجود؟ وما هو دورى ومعنى حياتى فى هذه الدنيا؟ وكيف سيكون مصيرى بعد الموت؟ وإن لم يجد كل ذى عقل ومنطق حلا منطقيا لهذه التساؤلات الثلاثة المتكررة فى تفكيره، منذ ولادته وحتى مماته فهو مريض نفسيا بصورة ظاهرة أو مستترة.

وفى القرآن الكريم الجواب على هذه التساؤلات الثلاثة والحل العلمى والمنطقى الذى يقنع كل ذى عقل ومنطق:

"  إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا "   76:2

وأيضا يقول سبحانه: "  أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " 23:115

فوجود الإنسان فى هذه الحياة هو نعمة وهبة من الخالق. والحياة هنا إمتحان وإبتلاء والحياة الحقيقية الخالدة هى فى ما بعد الموت وحين البعث:

" وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " 29:64

وقد وصف القرآن الكريم مختلف درجات القلق والخوف الطبيعى ( الفيزيولوجى) مع ما يصاحبها من أعراض عضوية فى الجسم ما لم تزد عليه كتب النفس اليوم شيئا:

- الضيق النفسى: " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " 97-15:99

 " قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ " 6:104

"  يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " 10:57

- الخوف:" أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ....33:19

- الجزع ( قلة الصبر ): " إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا " 70:20

- الهلع ( قلة الصبر مع الحرص فى كل شيئ) :  " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ " 19-70:22

- الرعب ( أعلى درجة من الهلع ):"  إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ...... " 8:12

" وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا " 33:26

-  الفزع ( الذعر):" لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" 103: 21

- الذهول ( حالة ضياع عقلية نتيجة الخوف الشديد) :"    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " 1-22:2

سكارى (أى ضائعين ) حالة ضياع عميقة نتيجة الخوف الشديد " وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ".

هذا الخوف الطبيعى أمام كل شيئ مجهول  أو مخيف ، يهدد الإنسان فى ذاته ووجوده، ليس مقصورا فقط على عامة الناس بل إعترض بعض الأنبياء عليهم السلام، فإبراهيم وموسى وداود ويونس إعتراهم فى بعض المواقف شيئ من هذا الخوف الطبيعى، كما جاء فى قصص القرآن الكريم :

" فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ " 51:28

" وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ "28:31

" إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ ...... "38:22

 

    وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا     

أثبت العلم أن دماغ الإنسان وبقية أعضائه هى ضعيفة أمام متطلبات الهوى الموجودة فى الدماغ، وإن لم يُسِيِّر الإنسان الدماغ مركز ومبعث الغرائز والشهوات والإنفعالات وفق تعاليم الخالق، وهو أدرى بما يصلحه، بواسطة الدماغ المفكر الذى زُوِّدَ به، أصبح هلوعا جزوعا عجولا منوعا كصفات شعورية وسلوكية مَرَضِيَّة.

وبالنسبة إلى هذه الشهوات والغرائز التى حدد لنا المولى كيفية عدم الإستسلام لها، فليفهم الإنسان إرادة الله وقد دله على

مكامن ضعفه الكامنة فى خلقه وبين له سبل الهداية والإرشاد كى لا يهوى فى سبل الضلالة والمرض:

" يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا  *  يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " 26-4:28

وهذه السبل الواقية من الضلالة هى فى الصلاة، وللصلاة كوقاية شروط يجب الإلتزام بها. وقد فصلت هذه الشروط فى سورة المعارج حيث يقول سبحانه وتعالى:

"  إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ *   الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ " 19-70:35 

وفى الختام: وصفة روحية إيمانية من خالق هذه النفس، هى الإلتزام بتعاليم الخالق وهى وصفة جذرية الشفاء مصداقا لقوله تعالى: 

"  ........ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " 2:38

صدق  الله العظيم...

اجمالي القراءات 17323