صنع فى مصر

كمال غبريال في الجمعة ٢٠ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

الجهل "نور" والخداع "حرية وعدالة"!!
• لاشك أن انعقاد الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب سيكون بمثابة جنازة مهيبة للثورة فيما يتم تشييعها لمثواها الأخير في الفناء الخلفي لمتحف التاريخ.
• أمام الشعب المصري مستنقع لابد له من عبوره، وسوف يعبره بالتأكيد، لكن متى؟. . هذا هو السؤال!!
• لم يكن ما مضى نظام مبارك، كان نظام الشعب المصري وإن لعب فيه مبارك دوراً محورياً، والآن يعيد الشعب المصري إنتاج نظام يستند لنفس المصدر وهو الشعب المصري. . بدأ مبارك عسكرياً شريفاً، ونحن من صنعنا منه ما ثرنا عليه، وها نحن نصنع نظاماً أسوأ بالتأكيد من كل ما مر بنا عبر العصور حديثها وقديمها. . محاكمة نظام مبارك جنائياً وسياسياً تقتضي محاكمة ثمانين مليون مصري كل شارك ويشارك الآن قدر طاقته في الفساد والإفساد.
• يجب الخضوع لإرادة الشعب، وترك من انتخبهم بأغلبية ساحقة يحكمون وحدهم ليحكم الشعب عليهم، وغير هذا التفاف على إرادة الشعب مهما كانت المبررات السياسية. . اتركوهم يحكمون وحدهم، فهذا هو الطريق الوحيد رغم قسوته لانتهاء أسطورة الجهالة والتجهيل.
• قام الثوار برفع الغطاء الثقيل، فانطلقت الخنافس والصراصير والديدان تفترش كل الامتداد. . هي فترة ريثما يتولى نور الشمس والهواء الطلق تطهير المكان. . رغم اليسير الذي تحقق هي ثورة فاشلة، لكن لا بأس، إذ يكفي كسر حاجز الخوف والسلبية. . تكاد لا توجد ثورة في العالم ولدت مكتملة النمو منذ الجولة الأولى. . مثل التوريث وعصابته أحجاراً في طريق الإصلاح من داخل النظام، ولقد تم استبدال المجموعة الحاكمة بأخرى، هو إذن انقلاب يعود بنا إلى الإصلاح من داخل النظام، بعد أن تم استبدال الأحجار بصخور صلدة.
• لم يكن للحرية التي طالبت بها الثورة غير الوجه السياسي، وغابت الحرية الاجتماعية، فيما طالبنا باستبداد وهيمنة اقتصادية. . الحرية المنقوصة مسخ مشوه!!. . لم يحاول أي أحد أن يقول للناس أن العلم والعلم وحده هو الطريق لغد أفضل. . مارس الجميع الخداع للناس، فذهبوا لمن خداعه أكثر أصالة. . يقولون المحافظة على الهوية، غير مدركين أن ما نرزح فيه الآن هو هويتنا، وأن تطوير هذه الهوية هو الشرط الجوهري لنواكب تطور الإنسان في كل العالم.
• حرية الفرد غير مشروطة إلا بحرية الآخرين، وأي شروط إضافية أو تعد لهذا هو هيمنة تفرغ الحرية من مضمونها لحساب الاستعباد.
• مهما كانت شخصية رئيس الجمهورية القادم، سيكون رهينة توجهات وتوجيهات العسكر والإخوان.
• لو كانت السياسة خداع وقذارة كما يتصور المصريون، لما تم عزل نيكسون وإحراج كلينتون والحكم بالسجن على موشى كساب وجاك شيراك. . يقولون في الغرب أن السياسة لعبة قذرة لأن جميع علاقاتهم شريفة ونبيلة، والسياسة يتخللها بعض الرياء، وليس لأنهم يمارسون السياسة قذارة بالفعل.
• لا تتعجبوا من د. عمرو حمزاوي، فقد تصادف سفره للغرب، وتصادف عمله بمركز كارنيجي للسلام، فلبس حظاظة واعتنق الليبرالية، وحين جد الجد قرر الاحتفاظ بالحظاظة وخلع الليبرالية، و"اللي تغلبُّه إلعبُّه"، حتى لو اضطر لخلع الحظاظة أيضاً!!
• رغم الاحتياج الماس لثورة ثانية، إلا أنني لن أخرج يوم 25 يناير، لأن مقومات ثورة حقيقية غير متوفرة، وليس في الإمكان أقل سوءاً مما كان على ضوء المتاح.
• التهمة الحقيقية لنجيب ساويرس ليس ازدراء الدين الإسلامي، ولكنها تهم أنه ناجح وأنه مسيحي وأنه لا يلزم جانب الطريق ذلة وخنوعاً.
• من حصاد الثورة: نتوسل الحريات المنصوص عليها بدستور 71- الحريات الشخصية للأفراد مهددة- الأقباط يهرولون للهجرة- رجال الأعمال مهددون في أعمالهم.
• الجبن والنذالة أولاً يليهما الخداع وراء تفشي إسناد كل بلاوينا ومن قبل جميع الأطراف لأمريكا وإسرائيل واللهو الخفي. . لا يوجد عدو للشعب المصري أكثر من الشعب المصري ذاته، فالجاهل هو الأشد عداوة لنفسه. . طريف أن ننتخب قوماً ثم ننتظر منهم أن يرحمونا ولا يكونون على الشاكلة التي انتخبناهم على أساسها!!. . كان عقاب المجلس العسكري للشعب المصري أقسى من عقاب "الكونت دي مونت كرستو"، بإجراء انتخابات نزيهة، ليلقى الشعب المصير الذي اختاره لنفسه بنفسه.
• منصور حسن اسم جديد يضاف لباقة من يصلحون تماماً للجلوس على مقهى المعاشات لصاحبه المعلم "سيد حنجورة"، ولعب الدومينو على المشاريب، مع التنبيه عليهم بعدم رفع صوتهم تحاشياً لإزعاج رواد المقهى. . من المستبعد أن يتخازل الإخوان عن دعم منصور حسن لرئاسة الجمهورية، فمؤهلات الرجل العظيمة تنحصر في إرضاء كل سيد وصاحب سلطة أو قوة، وإقناعه أنه رجله المثالي.
• يحاول الذئاب الآن ارتداء ثياب الحملان، علهم يتصرفون بوداعة، وعلنا نستطيع تصديقهم وتحفيزهم على أن يلتحقوا بقبيلة البشر الأسوياء. . لا أحب مقولة سرقة الثورة، فهي ملك لكل الشعب المصري، والعبرة بموازين القوى، فالليبراليون وزن الريشة، وغيرهم وزن الجاموسة أو الخرتيت.
مصر- الإسكندرية

 

اجمالي القراءات 7086