* ياجوج ، وماجوج
* محاولة تحقيق " ياجوج ، وماجوج " من كتاب الله *

عبد الرحمان حواش في الأحد ٠٨ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

*  محاولة  تحقيق " ياجوج ، وماجوج "  من  كتاب  الله  *

ــ طلبتْ  الأستاذة عائشة حسين ، من العبد الضعيف، أن يرشدها إلى تفهم ما جاء في ذكــــر " ياجوج  وماجوج "  في كتاب الله المبين في سورتي : الكهف والأنبياء 94 و96 .

ــ لنستعـــنْ  بالله  أنا وإياكم  لتدبر وتفهم  ما جاء في  شأنهم :

( ويسئلونك عن ذي القرنين ... )يبدو أن القوم  كانوا يسمعون عنذي القرنين  فأرادوا أن يختبروا رسول الله محمد ( عليه الصلاة والسلام ) ويتحــدّوه  ويُعجزوه !  إنما سمعوا ذكره من الكتب السابقة : التوراة  والإنجيل كما سيتبـين لنا.

* ( ... ذي القرنين ... ): إنسان مكـنه الله في الأرض ( إنا مكنا له في الأرض ...) 84  الكهف . ( قال ما مكني فيه ربـّي خير ... ) 95 الكهف،  خيرٌ  من  خـَرجكم  وإعانتكم !

ــ واسمـه يدلعلى خضرمته بين عصرين، بين حضارتين : حضارةالعصرالحجري الحديث، وحضارة البرونز:   آge du néolithique  et  آge du  bronze.

ــ الدليلعلى ذلك، أن كل ما جاء ذكرالقرن، في القرءان، إنمـــا مــــراده : العصر الحضري  la civilisation، وليس : مائة سنة ( siècle )-  كما سبق أن بينت في إحدى  المواضيع-  ولا كما نستعمل الكلمة إلى  حـدّ  الآن!.

ــ وحسب  تدبري - والله أعلم - أن الله كلـّـفه بالمهمات التي عهـِـدها إليه، وذلك بين العهد الحجري الحديث، وأول عهد  البرونز  بدليل التعبير بـزُبر. نلاحظ أن الحروف الثلاثـــــــــة:

" الزاي  والباء  والراء " موجودة  في إسم العصر، الذي  يلي مباشرة عصر  الحجــــــــر الحديث،  Le néolithique  وهو عصر "البرونز "    B.R.Z.  BRONZE   مع إبدال.

(... قل سأتلوا عليكم منه  ذكراً ) . يدل هذا التعبير بـ: ( ... ذكراً... ) نكرة من لدن الحكيم  الخبير، أنه ما ذكر لنا من حياة ذي القرنين، وما مكنه الله، إلا نبذة وجيزة، دون الكثير من التفاصيل والإيضاحات !  

* ( ... إنا مكنا له في الأرض ...)ولذلك أجابهم ، حينما طلبوا منه بناء  السدّ ، أجابهم بقوله: ( قال ما مكـنّي فيه ربي ...) الآية 95  الكهف.

ــ وهذا التمكين، مثل ما مـكــّن الله العبد الذي وجده موسى (عليه السلام) ءاتاه الله رحمة،وعلماً، ما جاء قبل ءاية ذي القرنين، مباشرة  في نفس السورة  ( فوجدا عبداً من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلمناه  من لدنا علما...) إلى قوله تعالى : ( ... فأراد  ربــك ... رحمة  من ربك وما فعلته عن أمري ...) الآية  65  إلى الآية 82.

ــ وهذا التمكين، لا شك أنه: رعاية، وتأييد  ووحي، من لدن العليم الخبير. مثلما مكـّن اللــــه.

ــ كذلك - نوح (عليه السلام) وعلـّمه صنع السفينة  ما جاء في قوله تعالى، في سورة هود 37 وفي سورة المومنون 27  ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ...) ( ... فأوحينا إليه أن  إصنع  الفلك بأعيننا  ووحينا...) . ومثلما أيــّــد، الله غيرهم من الأنبياء والرسل، بعلمه ووحيه،داوود  وسليمان  وغيرهم.

( وءاتيناه من كل  شئ سببا فاتبع  سببا  ) يبدو أنهذه الأسباب إنما هي علامات وضعها الله له خاصة ، أو أنه سبحانه وتعالى – أرشده إلى تلكم الأسباب . أرى من بين الأسباب ما يسمى  بـ / المنهير  menhir  وهو نصب حجري عمودي،  وتُــعدّ  بالآلف على وجه الأرض ، وعلامات أخرى، مثل ما جاء  في  كتاب الله : ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد  بكم  وأنهاراً وسبلاً  لعلكــــم  تهتدونوعلامات وبالنجم هم يهتدون ) النحل 16.

ــ ويبدوأن هذه الأسباب التي هداه الله -  سبحانه وتعالى -  إليها ،  مختلفة  بدليل  إتيانها نكرة  كلما  ذكرت ( أربع مرات ).

( حتى إذا بلغ مغرب الشمس ...) .

ــ ( حتى إذا بلغ مطلع  الشمس ...) .

ــ ( حتى إذا بلغ  بيـن   السدين ...) .

ــ يبدوأن مطلع الشمس ومغربها إنما هما : القطبان  الجنوبي والشمالي (حيث طلوع الشمس وغروبها فيهما شهورا متتالية ) .

ــ بـدأ  بالجنوبي ( مغرب الشمش )   Pôle  sud – Antarctique – ( Austral) ثم  توجه إلى مطلع الشمس  القطب الشمالي  Pôle Nord – Arctique – ( Boréal )..

ــ أما أين  توجد  العين الحمــئة  ( نوع  مـن   (geyser!?  بل قرأت أحيراً، وجود عيون حمئـة يقصدها السواح للإستجمام.

ــ وأيــن يوجد القوم  العراة !? ( ... وجدها تطلع على قوم لم نجعل  لهم من دونها سِتراً )  (لا سقف يأويهم !ولا لباس يواري سوءاتهم !فهذا بحث  نكله إلى الجغرافييــــــــــن 

Les géographes ليكتشفوه .

ــ إذن يبدو وحسب هذا التخمين أنه بدأ رحلته إلى القطب الجنوبي حيث تغيب الشمس شهورا متتالية، وتظهر -  كذلك  - شهورا  متتالية – . ثم اتجه إلى القطب الشمالي، حيث كذلك طلوع الشمس يدوم  شهوراً، وغروبها  يدوم  شهوراً ، ثم منه إتجه شرقاً، حيث ياجوج  وماجوجبين السـدين .

ــ السدين : يبدو أنهما جبلان وعران  ( أو سلسلة جبلية ) تحد  شرقاً  وغرباً  ما سيبنى  ذو القرنين بينهما، كحائل، حتى يتداركوا فساد القوم : " ياجوج وماجوج ".

* ( ...إنّ ياجوج ، وماجوج... )  حسب  ذكرهم في القرءان، قومان ذكرهما - كذلك -  العهد القديم، والعهد الجديد باسم :   gog  et  magog  ، ما يقولان فيهما، إفتراء على التاريخ، وتخمينٌ،  ليس فيه شئ من الصحة !

ــ فمنهممن يعتبرهما ، قوى الشروالفساد، ورمزهما،.وسوف يغزون ويجتاحون إسرائيل !?

ــومنهممن يعتبرهما  قومين وثنيين متحالفين على الكنيسة !

ــ ومنهم من يسمي ذي القرنين،  بالإسكندر المقدوني !!

ــ ومنهممن يجعلونه ذي قرنين ( كقرني الكبش )، إلى غير ذلك من الإفتراءات والتخمين !

ــ أما نحنفنلجأ إلى كلام الله ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) فصلت 42. ( ... ما فرطنا في  الكتاب من شئ ...).

ــ هم قومان  مفسدون في الأرض ( نهب ، وقتل ، وظلم وتعـدّ ، إلى غير ذلك ...

ــ حسب هذاالنعت، وحسب ما سيتقدم، يبدو أن هذين القومين همـــــــا :la mandchourieوla  mangolie، المتاخمتان للصـين شمالا،  يسمونهم  التاتار :  Tatars.

* ( ... على أن تجعل  بيننا  وبينهم سُــدّاً ).

ــ السـدّالذي طلب القوم  المستضعف، من ذي القرنين بناءه، هو ما نسميه بـ : سور الصين  La muraille  de  chine، وطوله حوالي ثلاثة ءالاف  كيلوميتر، من غير  مبالغة !!

( قال ما مكني فيه ربي  خير ... )تمكين الله الذي أتانيه، وإعانته لي، خير من الخرج الذي ستجعلونه لي !

ــ مثل هذاالجواب، ما جاء  بلسان سليمان ( عليه السلام )، جواباً للذي أتاه بهدية من إمرأة  سبأ  ( ... قال  أتمدونني  بمال  فما  ءاتاني  اللهخير مما  ءاتاكم ...) النمل 36.

(... فأعينوني بقوة ...) إنما طلب منهم الإعانة ، والإعانة بقوة !لأن المشروع  عظيم جداً ويحتاج إلى الآلاف من السواعد !.

( ءاتوني  زبر الحديد ... )يبدو أن: زبر الحديد = هو إسم  لخليط  من الحديــد   (والحديد  إسم  للمعدن -  بصفة عامة  - إسم جنس ? le minerai-  علماً -  وأن  le  bronze  - نفسه - خليط ٌ  من حديد النحاس  minerai  de  cuivre  ومن حديد  القصدير:minerai  d’étain      وقد يزيدون له   - الزنك  والرّصاص -  le  zinc  et  le  plomb.

ـ إذن فالــزّبر : خليط من معدنين  إلى أربعة .

*( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا  له نقباً ):

ــ لقد سبقأن بينت ذلك فــي مــوضوع  سابق : سنريهم ءايـــاتنا فــي الآفاق وفــي أنفسهم II   ملحق:

ــ بينت: لم  جاء اسطاعوا  في  ارتقائه  وتسوّره ?  وجاء  استطاعوا  في  ثقبه ?وبينت أن ليس ذلك  تخفيفا !كما يعتبره الكثير من المشائخ !.

ــ ( أفلا يتدبرون القرءان  ولو  كان من  عند  غير  الله  لوجدوا  فيه  اختلافا  كثيرا ).

* ( ... قال هذا رحمة من ربـي ... )دليل أن الرحمة من الله – لا منذي القرنين – بالنسبة لحماية المستضعفين من ياجوج  وماجوج – أمرٌ وإرشاد، وتمكين من الله -  سبحانه وتعالى –                         (... فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا ) جعله دكـّـاً.

ــ يفسره الأولون بأنه سوف يـُـطمس ويسوى بالأرض !ومنهم من يفسّره بوعد الساعـــــة !

ــ وعــد الساعة،جاء في نفس الموضوع الآيــة 99، بقــوله تعــالى:( ... ونفخ فـــــي الصور ...) بـواو الإستئناف ، بعد تركهم : هؤلاء  يموجون في أولئك !وأولئكيموجون في  هؤلاء !. إلى أن ينفخ في الصور !.

ــ ولكن المتبادر للمتدبّــر، أن وعدالله، هو انتهاء  دورُ ، وَفعالية  ذلكم السّــد. إذ فعالته تنتهي عندما تتطور الإتصالات بين القارات والشعوب ، بوسائل النقل والتنقل، المختلفة  عبر الجو، وعبر حفر الأنفاق الهائلة في الحجرالصلب القاسي بالوسائل العصرية،إلى غيرذلك ...

ــ والدليلعلى ذلك أن وعد الله، جاء في كتاب الله ، في غير يوم القيامة. ما جاء  في سورة القصص 13 بالنسبة لأمر موسى ( عليه السلام ) ( ... ولتعلم أن وعد الله حالق...) . وما جاء في سورة الروم 6  ( غلبة الروم ) ( وعد الله لا يخلف الله وعده ...) . وما جاء في سورة هود 65/66  ( ... ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء أمرنا ... ).

* ( ... وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض...) وهي حالة العالم اليوم في ءاسيا وإفريقيا ، والعراق ، وأفغانستان وليبيا ، وسوريا ، واليمن ، و... و... و... وسنّـيون وشيعة ، مسلمون ومسيح ، و... و...  ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضطكم بأس بعض ...) الأنعام 65. كأن الله - ولله  المثل  الأعلى – يتفرج على أولئك الذين أعرضوا عن ذكره واتبعوا  كل  شيطان مريد. ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) السجدة 21.

* ( ... ونفخ في الصور ...) يلاحظ أن الله استأنف النفخ في الصوربالواو التي للترتيب والإستـئناف ، لا بالفاء التي للتّــعقيب. ذلك أن الساعة ( النفخ في الصور) يمكن أن يكون بعد عشرات الأعوام  أو  المئات ... أو الآلاف ، أو بعد أكثر مـــن ذلك أو دون ذلــك : ( ... قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة...) الأعراف 187.

ــ ملاحــظة :  لنتأمل ولنتبصّـر قوله تعالى : ( وتركنا بعضهم يومئذيموج  في بعض ...).

ــ لنتدبـّـرما جاء في وصف الموج في كتاب الله. لنعلم مدى ذلكم الإنذار من لدن الواحد القهار: ترك البعض منا يموج في البعض الآخر. وذلك هو الجزاء الحتمي لـ : ( الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري..)الآية 101 التي جاءت بعد تـلكم الآية 99 من سورة الكهف. وهو حقيقة عالمنا اليوم – وخاصة – العالم الإسلامي وما يجري فيه.

ــ ( ... وجاءهم الموج من كل مكان ...) يونس 22.

ــ (... في موج كالجبال ...) هود 42.

ــ (... وحال بينهم الموج ...) هود 43.

ــ ( أو كظلمات في بحر لجــي يغشاه موج  من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض...) النور 40.

ــ (... موج  كالظلـل ...) لقمان 31.

* ( حتى إذا فـُــتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب  ينسلون ) الأنبياء 96.  يوم يفتح الله  ذلكم السدّ  الذي بناه  ذو القرنين  بتمكين من الله. وقد  فتحه !

ــ فتحه - كما بينت - تطور الحضارة ووجود التنقل الحديث، ووجود وسائل النقل والمواصلات  العصريين، بين الشعوب والقارات.

ــ حينئذ، فإن السـد ّ لا يجدي، ولن يكون عائقا، ولا حاجزا، بين الأقوام الذين شُــيّـِـد من أجلهم.، فهم حينئذ من كل جهة، ومن كل جانب يفيضون ويتدفقون على العالم !ما نراه  اليــــوم.

-- وقد قيل قديماً: فإذا ما استيقظت الصين فسيرتج العالم ويتزلزل !  Quand  la  Chine S’éveillera, le  monde s’ebranlera !!.                                                           ــ أخيراً: هذا ما فتح الله لي، في محاولة تحقيق ياجوج  وماجوج،من كتاب الله المبين وبئاياته البينات المبينات. – وذلك من فضل ربي.

ــ جعاكم اللهوأياي من المومنين  ( ... الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته  زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )الأنفال 2  ( ... ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ).

ــ  والله  أعلـــــم ــ

اجمالي القراءات 17040