أربعون سبباً لتجديد الثورة في 25 يناير 2012

محمد عبد المجيد في السبت ٣١ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

* محاكمة المخلوع عن ثمانية عشر يوما، وليس عن ثلاثين عاماً
* سرية المحاكمة، والتعامل الفظ من القاضي مع المدعين بالحق المدني
* المستشار أحمد رفعت ليس مؤهلا لقضية من أهم المحاكمات في تاريخ مصر القديم والحديث
* ضياع أرواح مئات الشهداء في ثورة 25 يناير وحتى 11 فبراير دون تقديم القتلة إلى العدالة رغم معرفة الدولة بأسمائهم وعناوينهم ولديها وثائق مصورة وشهود مما يعد تواطئاً واضحاً مع المجرمين.
* الفترة التي قضاها المخلوع في شرم الشيخ لتسوية أوضاعه المادية والقانونية وتمكين رجاله من تهريب الأموال المسروقة من الشعب.
* عدم اهتمام المجلس العسكري باسترداد عشرات المليارات المنهوبة من أموال شعبنا المصري مما يمكن اعتباره، حقيقة وليس مجازاً، شراكة في الجريمة.
* الأموال المنهوبة والمهربة لا يمكن استردادها إلا بعد حكم قضائي على المتهمين الأوغاد، لكن التأجيل، والتسويف، والمماطلة تؤكد أن المحاكمة مسرحية هزلية سخيفة.
* كل الحكومات التي قام المجلس العسكري بتعيينها لا تساوي أي منها مع رئيس الوزراء جناح بعوضة، وكل رؤساء الوزارات كانوا خدماً لدى المجلس العسكري.
* الاستهانة بالشعب وذلك بتلميع عمرو موسى الذي كان وزيرا لخارجية مبارك في أحط فترات عدم استقلالية القرار المصري، ومع ذلك فهو مرشح للرئاسة، وعضو في المجلس الاستشاري غير القانوني.
* الافراج عن السيدة سوزان مبارك التي شاركت المخلوع وابنيهما في كل الجرائم أو على الأقل صمتت عليها مما يعد اخفاءً لمعلومات تضر الدولة.
* كل الدلائل والقرائن والشواهد تؤكد أن البلطجية والمجرمين وأصحاب السوابق وقناصي العيون وفتوات أسطح البنايات الحكومية وساحلي المواطنين في شوارع المحروسة وكشف العذرية المرتبط بالتحرش ضد بنات مصر واطلاق الرصاص الحي والمطاط لم تأت طواعية، لكنها بأوامر عليا، إذا لم يشأ صاحب القرار في أي منها، ما كان لها أن توجد، تماما كما حدث في أيام الانتخابات حيث التزم البلطجية بيوتهم احتراماً لصاحب القرار السيادي المصري، وعادوا بعدما أعطاهم إشارة بانتهاء المرحلة الانتخابية.
* نظام الانتخابات المتخلف القائم على ترشح من يملك المال أو تملكه الأحزاب أو أوقعه حظه في دائرة نصفها من الأميين أو ثلثها من المغيبين دينياً، فاختفت في الزحام السخيف لديمقراطية عرجاء آلاف الأدمغة العبقرية لمصريين موسوعيين في الإدارة والاجتماع والتربية والثقافة والاقتصاد والبحوث العلمية والدساتير العالمية وحقوق الإنسان والزراعة والتصحر وجغرافية مصر وتاريخها، وظن الساذجون والطيبون أنها عملية في صالح مستقبل مصر فإذا هي مصيدة للفتنة الطائفية، والصعود بالمعتوهين والبلهاء والوصوليين والفلول وخادمي نظام المخلوع وعديمي الضمير ممن يلتصقون بأي سلطة، فكان صندوق الانتخاب حرباً على المصريين أشد قسوة ووحشية من كل حروب الأعداء في الخارج.
* إن مجلس الشعب لا يمثل مصر، لكنه صوت الأحزاب والفرق الدينية وأبناء مبارك . إنه ممثل الدوائر الانتخابية الصغيرة في كل أرض مصر، وممثل الدائرة نصف الأمي لا يمكن أن يتحدث باسم مصر أو يتولى التشريع لدولة حديثة، لذا فإن مجلس الشعب ساقط، وغير شرعي، ووصول أعضائه إلى الحصانة تحايل وخداع حتى لو وقف في طوابير الاقتراع كل أفراد الشعب.
* إن لعبة الديمقراطية التي انتهت بتقسيم الشعب إلى إسلاميين وعلمانيين وكفار وليبراليين هي لعبة حقيرة ووضيعة والهدف منها سيطرة التخلف على القرار المصري، ثم احداث فتنة طائفية، وتهجير أقباط مصر، واعطاء فرصة لقوى الخارج باستقطاع جزء من وطن الخمسة آلاف عام ليؤسس فيه المضطهدون( وفقاً لبيانات ستأتي لاحقا كلما زادت سذاجتنا واشترينا ممن سرقوا الثورة جنة في الآخرة لا يملكون مفاتيحها في مقابل عباطة منا بتصديق تمثيلهم لديننا الحنيف).
* صمت الدولة والمجلس العسكري والمثقفين والأحزاب بكافة أنواعها على شهادات موثقة من مستشفى القصر العيني باستخدام السلطة الغازات السامة والمواد الكيماوية، وسقوط مئات الشهداء، ثم اختفاء جثثهم وسط تعتيم اعلامي، وعدم نفي أي جهة لهذه الجريمة، ثم اسدال الستار عليها.
* المفقودون في مصر منذ 25 يناير 2011 لا يمثلون هماً ضميريا على الأمة، ولا يكترث لهم أحد، ولا يرفع عضو واحد من أعضاء المجلس العسكري يده لتوضيح الأمر، ولا يطالب أحد بالعثور عليهم.
* جريمة كل العصور القديمة والحديثة وهي قتل الشباب أمام شاشات التلفزيون المباشر، ثم القاء جثثهم في مقالب الزبالة في أكبر تحد لمشاعر شعب غضب مرة واحدة، فقرر خلفاء المخلوع تعليمه آداب السلوك نتيجة غضبه فكانت شهور الجحيم التي لم تنته بعد.
* صفقة العار المخزية والمؤسفة والاجرامية التي تقضي بصمت جماعات التأسلم السياسي عن احراق وطن في مقابل وصولها لسلطة دنيوية وحصانة برلمانية وصوت لا يستحي من اللــه، فكانت كل مليونية شبابية تقابلها ممانعة باسم الدين والاسلام، فتفشل، ثم تقهرها أجهزة القمع بكافة أشكالها.
* لم يفهم المجلس العسكري بعد أن رئيسه وكل أعضائه وحتى الجيش المصري خدم لدى الشعب، ويحصلون على أجورهم عن هذا العمل، وصمت شباب الثورة كان اتفاقاً جنتلمانياً يغض الثوار فيه الطرف عن علاقة المشير لأكثر من عشرين عاماً بكل قرارات وأسرار وصفقات وجرائم مبارك في مقابل التوبة، وتحقيق مطالب الثورة، والبراءة من المخلوع ورجاله، ودمج ميزانية الجيش في ميزانية الدولة، وإعتذار المشير في خطاب علني على عمله بجوار أعتى مجرمي وطغاة العصر.
* أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والمخابراتية تعرف دبيب النمل، ومع ذلك فقد تاه في شهور ما بعد الثورة الهاربون من السجون والمعتقلات، ومعهم أسلحتهم، واختفت أسماء الذين فتحوا لهم الزنزانات، وطلبوا منهم احداث الفوضى وترويع السكان، ولم يعرف أحد من الذي خطط لاحراق أقسام الشرطة ووثائقها وأرشيف المواطنين ووثائق الادانة ضد أكثر لصوص الدولة والجواسيس والمرشدين والمتعاونين من أجل استمرار نظام القمع.
* لماذا الاصرار على أن تكون مومياءات العهود السابقة هي التي تحكم باسم ثورة ناجحة شبابية؟ لقد كان لهم زمنهم، وفشلوا فيه لأنهم كانوا خدما للطاغية وأسرته اللعينة، فلماذا يصر المجلس العسكري على اعادتهم، واحتقار كل مطالب الثوار؟
* أين ذهب العشرات من المقربين للديكتاتور السفاح حسني مبارك؟ وإذا لم يكونوا متهمين، فعلى الأقل شهود من أجل مصر لاثبات واحصاء جرائم المخلوع! عمرو موسى. أحمد أبو الغيط. يوسف والي. مفيد شهاب. ممدوح البلتاجي. مكرم محمد أحمد. أسامة سرايا. عبد الله كمال. مشيرة خطاب. هناء السمري. فاروق حسني. علي الدين هلال. زاهي حواس. ولعلها مئات الأسماء المختفية الآن من الذاكرة، لكنها كانت بجوار الطاغية في فترة ما خلال العقود الثلاثة من جحيم العهد المباركي، فلتظهر، وتحكي، وتطهر الضمير، وتعتذر للشعب، وتبريء ذمتها من عار العمل مع المجرم حسني مبارك.
* التدهور الحاصل في كل مناحي الحياة من الإعلام المتخلف والمسخر لخدمة السلطة إلى الغلاء والمياه غير النظيفة وانعدام الأمن وفوضى الشارع والانحدار السريع ناحية دولة طائفية يتحكم فيها المتعصبون والمتشددون والوصوليون.
* استمرار عمليات التعذيب وانتهاك الكرامة واختفاء مئات في السجون والمعتقلات وعودة روح مبارك إلى القصر والحكم والقبضة الحديدة.
* تحويل مصر إلى واحدة من دول أمريكا الجنوبية حيث لم يعد المواطن يأمن على نفسه في بيته، ولعل حادث استيلاء بلطجية جاءوا بعشرين سيارة على ألفي وحدة سكنية في أكثر عمليات الرعب التي لم تحدث في أي دولة من دول العالم، مما يعني انتهاء دور الدولة واحلال قطاع الطرق مكانها، وعندما تدخلت الدولة طردتهم فقط كأن الأمر لم يكن أكثر من الاستيلاء على كشك سجائر وليس 2000 وحدة سكنية.
* تكوين عصابات من الغوغاء وفلول مبارك والبلطجية والمغيبة أدمغتهم والمؤلفة جيوبهم ليقوموا بمظاهرات حب للمخلوع وللمجلس العسكري حتى يوحوا للشعب أن للثوار مناهضين يؤيدون استمرار العسكر في التحكم بمقادير الدولة.
* إيصال رسالة إلى الشعب المصري في حادث سحل فتاة مصرية وتعريتها وانتهاك عرضها أمام كاميرات العالم بأن الشرف المصري تحت أقدام أحذية العسكر، وأن ليس أمام الشعب غير خيارين: أن يبتلع كرامته ويصمت، أو يفجر القناصة عيون أبنائه أو تتعرى المرأة المصرية من الجندي الباسل أو يكشف على موضع العفة منها مجهولون بحجة التأكد من العذرية مما يمكن اعتباره تحرشاً جنسياً صريحاً فليس للمصري قيمة أو كرامة أو ثمن، ولتذهب ثورتكم الشبابية إلى الجحيم.. هذا لسان حال السلطة.
* لأول مرة في تاريخ مصر الحديث تبدأ عملية الفرز باسم الدين، والكذب على العلي القدير فيتقطع الوطن بين مكفرين لشركاء الوطن، وأغلبية صامتة تستعد لتعرية ظهرها لكرباج الحاكم كما فعلت طوال ثلاثين عاماً.
* هل بيع الغاز والبترول بسعر بخس لإسرائيل ضمن الاتفاقات المحترمة والدولية، ولو كنا مظلومين، أم هي مبادرة حقيرة من اللص حسني مبارك استفاد منها عشرات من حيتان العهد البائد، ولا يزال هناك مستفيدون؟
* هل المصريون لا يزالون مؤمنين بأن ثورة الشباب قد حررتهم من ناهب أموالهم، ومنتهك أعراضهم، وقاتل أولادهم، أم أن الفرحة زالت، ولذة العبودية عادت، والسجود على قدمي الحاكم أخذت مكانها مرة أخرى؟
* على أي أساس يزعم ملايين المصريين أنهم يثقون بالمجلس العسكري؟ وهل ما شاهده العالم كله، وهزّ الضمائر، وأوجع القلوب، وجعل المشهد المصري من دمويته للكبار فقط أموراً يمكن غض الطرف عنها؟
* هل أصبحت مصر عجوزاً عقيماً لا تلد أبطالا وشرفاء ونبلاء ومؤمنين بها؟ إذا كانت الاجابة بالنفي، فلماذا لا نرى غير نفس الذين تربوا في حجر مبارك، وتعلموا العبودية تحت سوطه، وصمتوا على جرائمه؟
* لقد آن الوقت الذي تظهر فيه شخصيات مصرية غيبها المخلوع اللعين، ورفضتها أحزاب وفرق كرتونية لم تحرك شعرة من موقعها. ألم يتعلم المصريون من انتخابات عام 2005، ومن الصفع على قفا كل المعارضين في انتخابات 2010 التي حرمهم أحمد عز من أي مقعد، ومع ذلك يترشحون لانتخابات 2011 بعيد تسميم أولادهم، واحراقهم بمواد كيماوية، وتفجير عيونهم بواسطة قناصة مجرمين، فترشح الوصوليون، وصوت الساذجون، وحصد المتطرفون، ونجح أكثر المتخلفين، وبررت الصفوة المصيدة بأنها تحضر وتمدن وديمقراطية المصريين!
* إن من قاموا بالثورة هم أصحابها الحقيقيون، والقادرون على فرز الغث من السمين، ومانحو الشرعية لكل من يتولى منصباً رسمياً، وشباب الثورة الذين حرروا مصر من الخوف أعلى مرتبة من المجلس العسكري، والثورة تلغي ما قبلها، وتأمر ولا تؤمر، وتطالب ولا تطلب، وتحاكم ولا تــُحاكـًم إلا في الجرائم التي يحددها القانون، وتشير ولا تستجدي، ونصف أعضاء الحكومة ينبغي أن يكونوا من ثوار ميدان التحرير، ومهمة المشير أن يتلقى التوجيهات من شباب الثورة حتى تنتصر نهائيا على آخر فلول اللعين اللص حسني مبارك.
* يجب أن تمتد القائمة السوداء للقضاة، فالقاضي الذي يحكم بالبراءة على قتلة ومجرمين معروفين لكل أفراد الشعب هو متواطيء، ويجب أن تطالب الثورة بطرده من سلك القضاء لأنه غير أمين على عدالة السماء على الأرض.
* النائب العام جاء به نظام المخلوع، ولم يعد له مكان في مصر الثورة وكان هذا مطلب الثوار لكن المجلس العسكري لا يستجيب للشباب احتقاراً لهم، واعتماداً على ذاكرة الشعب الضعيفة، وتهاون الثوار في مطالبهم بعد وقت قصير.
* لقد عاد الإعلام المصري للعب دور كهنة السلطة، وقطع الطريق على النقاد، واستضافة المتخلفين، وتلميع الوصوليين، والاصرار على نفس الوجوه المعاقة ذهنياً، والأمية ثقافياً، والسقيمة فكرياً، والجاهلة إعلامياً، والثورة الشبابية قادرة على البدء بعملية تطهير شاملة في كل أجهزة الإعلام فماسبيرو مكان لتفريخ أعداء مصر وخصوم الثورة.
* ثورة الشباب لم يخرج منها بلطجية وقتلة ولصوص، فالذين تركوا أهلهم، وكتبوا على أذرعهم أرقام تليفونات أقاربهم ليعرف العاملون في المشرحة كيفية الاتصال في حالة الاستشهاد، لا يهاجمون جيش مصر ولا قواته المسلحة ولا رجال الأمن المسالمين ولا يحرقون أو يدمرون، فهم الذين دافعوا بأجسادهم عن المتحف المصري فكيف يحرقون المجمع العلمي؟
* من المسؤول طوال عام كامل عن الشلل الذي أصاب الدولة، وعدم تغيير النظام البائد، ورفض استرداد أموال مصر رغم الحاح الدول التي وضع فيها المخلوع ورجاله منهوبات الوطن أن تبدأ مصر باسترداد أموالها، لكن السلطة تفضل الاقتراض، ولا تقترب من حساب مبارك وكلابه لأسباب قد نعرفها بعد نجاح الثورة إن شاء الله.
* إن التمهيد لتبرئة مبارك عما حدث في خلال ثلاثة أسابيع، ثم تهريبه عقب الحكم مباشرة خارج مصر، ورفض البنوك اعادة الأموال بحكم أن اللص بريء، وأنه يملك الحق في التصرف في أمواله، سيكون ضربة قاصمة للكرامة المصرية لن تسامحنا عنها أجيال قادمة. بل ستكون نهاية الثورة وفشلها، لا قدر الله.
الثورة من جديد
إذا رأيت أن نصف هذه الأسباب على الأقل تمس كرامتك وحياتك وقوة إيمانك وحبك لمصر وخوفك على مستقبلها وقناعاتك بتطهيرها، فلتستعد من الآن لاستعادة الثورة والثروة مع الشروط التالية:
* إنها بلدك، وهذا اختبار إلهي ووطني وضميري، فلا تنتظر حتى يغتصبوا حرماتك، وينهبوا ما بقي من فتات لديك، ويعيدوا صفعك على ظهرك لثلاثين عاماً قادمة.
* احتضن مصر مرة ثانية كما فعلت في 25 يناير الماضي، ولا ترفع شعاراً علمانيا أو ليبراليا أو ماركسيا أو قبطيا أو إخوانيا أو سلفيا أو يساريا أو ناصريا، فالدين الذي يقبله الله تعالى يوم 25 يناير هو هويتك المصرية ودفاعك عن أهلك ومالك وحرماتك وتراب وطنك الغالي، وكل المناصب الأخرى إلى جحيم لو وقفت حجر عثرة في سبيل تحرير بلدك حتى لو كان الترشح لرئاسة مصر أو الحصانة البرلمانية الزائفة.
* في 25 يناير 2012 يقف المسجد والكنيسة في شموخ، ولا يعرف مصري عقيدة أو مذهب أو أيديولوجية من يقف بجواره، وعندما ترفع لافتة واحدة تشير إلى حزبك أو جماعتك أو عقيدتك أو انتمائك لغير مصر فأنت من الثورة المضادة حتى لو اعتصمت في قلب ميدان التحرير.
* أعداء مصر سيلقون حجارة، ويحرقون بنايات، وينهبون ممتلكات، ويعتدون على جنود ورجال أمن، ويسرقون وثائق، ويروعون أفراد الشعب، ويتحسرون على عهد اللعين مبارك، ويتملقون المجلس العسكري، ويختارون المشير أميراً للمؤمنين، ويطلقون شائعات ويشككون في هيبة الثورة وعظمتها وطهارتها.
* إذا وقف الأقباط موقفا سلبيا في انتظار موافقة البابا وتوجيهات الكنيسة فستكون خسارتهم فادحة لهم ولمصر ولحقوقهم، فليس هناك مسلم يملك حقاً في ذرة تراب على أرض الوطن أكثر من شريكه القبطي، والتساهل في الشراكة الكاملة غير المنقوصة خيانة للضمير، ومن لا يدافع عن حقه في وطنه لا يستحق أن يعيش فيه، فالمتطرفون يدفعون أحبابنا .. شركاء الوطن للهجرة بفتاوى نتنة خارجة من رحم الجهل والتخلف.
إن نزول عدة ملايين قبطي مع عائلاتهم وأطفالهم وأقربائهم سيعجل في نجاح تجديد الثورة، والقبطي الوطني الأصيل هو الذي يضع أصابعه في عيون من ينكر له حقاً في الوطن، ونجاح هذا اليوم المشهود، 25 يناير 2012 سيكون للأقباط فضل كبير فيه، والسلبية جعلت المتشددين يصعدون، ويتبجحون بتحقير مطالب أقباطنا.
* 25 يناير 2012 اختبار أيضا للقوى الدينية الإسلامية المتسامحة، وعليها أن تجمع أتباعها دون الافصاح عن العقيدة، وأن تشارك في استعادة وطن منهوب، وثورة مسروقة.
* إذا رفض الإخوان المسلمون والسلفيون الخروج مع الشعب وشباب الثورة بأي حجة من الحجج الواهية التي اعتدنا سماعها فستكون خسارتهم فاجعة وكارثة، وستحتقرهم جماهير مصر بعد نجاح الثورة، وسيقاطعهم المصريون، ولن ينفعهم الزعم بأن الله معهم، فالله تعالى لن يرسل ملائكته يوم الثورة إلى مقار الأحزاب، ولكن إلى ميدان التحرير وكل ميادين مصر العظيمة.
* المليونية التي تنتهي قبل التاسعة مساء فاشلة بكل المقاييس، والثورة المضادة تستطيع أن تنتظر عدة ساعات، أما مليونية الاعتصام والعصيان المدني وانتفاضة الأحرار فتحتاج إلى أسبوع كامل على الأقل فيختفي الفلول، وتستسلم القوى المناوئة، ويعود العسكر إلى ثكناتهم، وتتحول قبضة الأمن إلى أعناق المجرمين واللصوص والبلطجية، وتقدم الثورة أسماء كل أعضاء الحكومة الجديدة شريطة أن لا يحتل من عمل مع مبارك لمدة عامين أي منصب وزاري أو حكومي أو محافظ.
* اختفاء شاب ثوري واحد خلال الاعتصام جريمة ينبغي الرد عليها سريعاً.
* نتمنى هذه المرة أن يفهم جنود الجيش المصري ورجال الأمن أن شباب الثورة هم اخوانهم وأولادهم الذين سيعيدون إليهم الكرامة وأموالهم المنهوبة وحريتهم المستعبدة. ورفض اطلاق النار على الشباب المسالم مطلب ديني ووطني ومن لا يزال يحب مصر فواجبه الأول أن لا يطلق رصاصة واحدة على أخيه الشاب.
* ستلعب السلطة على محورين: الأول هو الدعوة لعقد الدورة التشريعية الأولى قبيل 25 يناير 2012 لتفويت الفرصة على تجمع الثوار خاصة إذاأصدرت تشريعات لذر الرماد في العيون، وتخدير الساذجين.
والثاني التأكيد على تسليم السلطة في يونيو بعد انتخابات رئاسة الجمهورية التي سينجح فيها من يعقد الصفقة الثانية، فالأولى كانت بين الإخوان والسلفيين والعسكري، ولن ينجح مرشح مستقل.
لكن المجلس العسكري ليس جاداً في استعادة أموال المصريين التي نهبها مبارك ورجاله، وليست هناك شفافية أو مناقشات قانونية في الإعلام، أو حديث صريح من المشير، ولا يعرف أحد مصير المليارات لو مات مبارك فجأة.
هذا بيان الثورة، وتحديد موعدها في أيدي الثوار سواء كان في الخامس والعشرين من يناير 2012
أو يوم عقد جلسة مجلس الشعب أو يوم النطق بحُكم البراءة للمخلوع.
إذا رأيت أن نصف هذه الأسباب مقنعة لك، ومرضية لضميرك، ومخاطبة لعقلك، فابعثها لكل أصدقاء بريدك، وأصدقاء الفيسبوك والمواقع والمنتديات التي ترتادها، فالثورة المسروقة لم تكن مــِلكاً لشباب التحرير فقط، إنما هي ملكية مصرية خالصة لكل شريف وحر وشجاع ونبيل وعاشق حقيقي لمصر، وكاره فعلي لمغتصبيها، وناهبيها، وسارقيها، وقاتلي أبنائها.
ثورة سلمية يتعلم بعدها الأوغاد أن فيها شعباً حراً، أبياً، لن يحني رأسه بعد الآن لغير الله.
ابعثها الآن قبل أن تسقط من ذاكرتك.

وسلام الله على مصر.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 30 ديسمبر 2011

 

اجمالي القراءات 10697