بعض ملامح الشخصية العبرانية
من وحي سورة يوسف - سمات الشخصية العبرانية

محمد خليفة في الثلاثاء ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

صفات بني إسرائيل ( سمات الشخصية العبرانية )

 

(Hebrew`s Profile)                                                        

 

من وحي سورة يوسف ، ومن كثير مما ورد بها من أقوال وتصرفات أخوة يوسف نستطيع أن نستجلي في سهولة ويسر بعضا من سمات الشخصية العبرانية:

1.      النجوىفيما بينهم، وهي من الشيطان

2.      الغيبة ، والنميمة ، والغل ،والضغينة ، والكيد .

3.      الحقد والحسد والشعور بالإضطهاد ، وإحساس زائف بالظلم.

4.      المغالطة ، وقلب الحقائق ، والكيل بمكيالين.

5.      سوء الأدب ، وعدم البر يالأب، والعقوق.

6.      جحود المشاعر ، وقسوة القلب ، وتحجره.

7.      الرعونة والتسرع.

8.      الأماني الكاذبة، ( الغاية تبرر الوسيلة ).

9.      المغالطة مع النفس.

10.  المراوغة والمراودة الناعمةفي البداية لكسب التعاطف ، واكتساب ثقة المتلقي ، وذلك حتى تنطفئ بداخله كل موانع التحذير ، وحاسات الحذر.

11.  السعي إلى الفساد والإفساد ، والخطأ المحسوب والذي يبدو من مظهره أنه خطأ غير مقصود ، والمفترض ألا يكون عليه حساب أو لوم.

12.  المراودة الناعمة ، واستخدام الألفاظ ذات الوقع الطيب ، والعبارات المطمئنة

13.  الطمع في الحصول على رضا المتلقي،بالظهور بمظهر الأخيار الصالحين

14.  عدم الوفاء بالعهود والمواثيق

15.  تبيت الغدر.

16.  المناورة والإلتفاف والمراوغة، وتفنيد مزاعم المتلقي

17.  استخدام ثقافة التبرير

18.  التسرع ، وتعجل التنفيذ دون روية، مما يدل على غباء إداري ، وعدم تبصر جبلي

19.  الإجماع على مقارفة الشروالإصرارعليه.

20.  استحداث الموقع المناسب للمفاوضات ،

21.   استخدام كافة المؤثرات الضوئية  والصوتيةللتأثير على المجتمعين.

22.  القدرة على تشرب الأحداث وامتصاصها.

23.  إخفاء التعبيرات الحقيقية ، والظهور بمظهر البراءة والنصوع.

24.  اختلاق الكذب ، وتراكيب الخداع ، واستجلاب أرفع درجات المكر.

25.  القدرة على تلوينالمشاعر.

26.  إظهار الظاهر من الأمر غير الذي يبطنون.

27.  تجنيد كل الإمكانيات ، وتحفيز كل الملكات ، بما يفيد موقفهم ويدعم كذبهم.

 

28.  اللجوء لإستخدام الأسلوب الوصفي لأن الوصف يمكن أن  يحتمل النقص أو النسيان ، كذلك يمكن أن يحتوي الكذب والبهتان.

29.  اللجاجة وتكثير العبارات ذات المعاني الممطوطة والتي تؤول إلى أكثر من معنى ، دون أن نقف لها على معنى محدد.

30.  الدخول في دوامة المفاوضات ، وتشتيت المطالب.

31.  تمييع المواقف ، وإطالة المباحثات على قدر الإمكان.

32.  الظلم والإفتراء والجحود.

33.  التخلي عن الوقوف مع من يلجأ إليهم.

34.  الخسة والنذالة، وعدم مؤازرة الرفيق والصديق.

35.  الحيلة ، والإلتفاف ، والمداورة.

36.  شدة الإصرار على المراودة.

37.  التسارع، للكسب السريع والمغنم العاجل.

38.  إستخدام أسلوب المباغتةأثناء الحوار، إستثارة العجب والدهشة والحيرة في نفس المفاوض

39.  تزيين المصائب ، وتهوين البلوى.

40.  التحايل، وإسماع المفاوض من العبارات المطمئنة ، ما يود أن يسمعه.

41.  أطرق الحديد وهو ساخن  ]

42.  تقديم المغريات التي تجهز على البقية الباقية من مقاومة المفاوض.

43.  الحرص على الحصول على مغنم إضافي دون تعب يذكر أو دون مقابل تقريبا !!.

44.  سرعة الإستجابة إذا ما كان هناك تناد للعهود.

45.  وسرعة تقديم الإقتراح بعقد المواثيق إذا ما إقتضت المصالحة  ذلك .

46.  سرعة نقض العهود، وضرب الحائط بالمواثيق ، إذا تعارضت مع مغانمهم.

47.            الحيطة والحذر من مغبة التفاخر بالكثرة ، وعدم إظهارالغلبة ، وانعدام استعراض القوة، والعمل على الظهور دائما بمظهر القلة القليلة المستضعفة ، وانعدام الحيلة ، وشدة المسكنة.

48.  إفتعال أحداث وأقوال غير صحيحة ، والقاء التهم الملفقة بإحكام ، وحرفية منضبطة.

49.  استخدام المراوغة والإلتفاف للحصول على المغنم الأكبر ، والذي يتوافق مع الهدف الأبعد...!!

50.  الفُجر في الخصومة وجعل الخصمعبرة لمن تسول له نفسه التفكير  -  ولو بمجرد الهم به  -

51.  في المطالبة بحق مشروع له لديهم ، وكأن لسان حالهم يقول أن بوابات جهنم سوف تفتح على من يظن أنه يمكن له أن يأخذ منهم حقه المسلوب منه.

52.  الحرص على الظهور بمظهر البراءة والسذاجة والنمطية الروتينية، لكي تتخدر أعصاب الضحية ، وتظن أنها قد كسبت الموقف ، ثم بعدها وفجأة تأتي المباغتة ، للحصول على ما لا يكون معه مهرب وليس منه فكاك ، مما يضطره للتراجع والتخلى عن بعض مطالبه  إن لم تكن كلها.

53.  التصرف السريع ، والتملص الأسرع ، والنكوص عن تقديم العون ، والتخلص من الشبهة بل من مجرد الشبهة ، ولو بإلقاء التهم جزافا وبالكذب على الآخرين.

54.  إضفاءصفات التفخيم والتعظيم على الشخصية الحاكمة، كنوع من التقرب والترقق والمداهنة والزلفى .

55.  إعتناق النذالة ، إذا لم يكن في غيرها مهرب.

56.  الفصالبل هو الفصال المستميت للحصول على المأرب بأقل الخسائر

57.  الحرص على الظهور أمام الأغراب عنهم بأنهم متآلفين متماسكين ، وحقيقة الأمر أن قلوبهم شتى ، وفيما بينهم وبين بعضهم لا تجد إلا الحقد والضغينة والحسد.   

 

 

ويتضح لنا مما سبق عرضه أن أسس القيادة الإدارية للشخصية الإعتبارية
 ( إخوة يوسف ) إعتمدت على إجادة إستخدام كل ما يبعد عن الفضائل والأخلاق الراقية القويمة ، بل يقترب ويمس ويتغلغل - وإن شئت الحقيقة  - يمت بكل أواصر القربى للرذائل والأخلاق غيرالفاضلة ، ولا أكون مغاليا حين أذكر أن هذه التصرفات كانت توصيفا لهذه الرذائل وتحقيقا لها ، والأكثر إستيعابا لمفاهيمها ، والأوسع إعمالا لمضامينها ، خاصة تلك التي تكرس الميكيافيلية الوصولية
     ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، وممارسات الخطأ المدروس ، ثم طرق الحديد وهو ساخن ، وهي تركز الضوء على طبيعة هذه الشخصية ، وتلخص في كلمات موجزة

 ماذا يمكن لهذه الشخصية أن تقوم به من تصرفات...!! ؟؟ 


 تعليق أخير :

 

إلا أننا نود أن نضيف تعليقا أخيرا قبل أن نغادر هذه الصحبة المباركة من آيات الله في كتابه وفي خلقه ، وهو أن السمات والصفات التي إستنتجت من السرد الوصفي لتصرفات وأقوال إخوة يوسف لم تقف عند تلك الأزمان الموغلة في القدم ، وإنما توارثتها أجيالهم ، وصارت دينهم وديدنهم ، وصاروا يعلمونها لأبنائهم لاحق عن سابق ، ومع تمسكهم العنيف بهذه السمات ، وتشربهم القلبي لهذه الصفات ، انتقلت مع أجيالهم إلى أن جاء نبي الله موسى[1]بالشريعة التوراتية النورانية ، لكن بعضهم - الكثير للأسف - تجاوز ما في هذه الشريعة من تعاليم الرحمة والسلام ، واستمر على ضلاله القديم ملتصقا بتعاليم متوارثة تزداد تكريسا للمادية الجامدة القاسية ، وتعميقا لحب الذات وعدم قبول الآخر.

 

الشاهد أن تردد ذكر بني إسرائيل ، في كثير من مواقع الذكر الحكيم ، يظهر كثرة عدد أنبيائهم ، بل تشير بعض الآيات إلى تواجد بعض هؤلاء الأنبياء معا وفي ذات الوقت

{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَابِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) }سورة يس

 

وأشار أيضا إلى قتلهم أنبياءهم بغير حق

{ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}

وأيضا

{  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) }سورة البقرة

 

وما نود أن نشير إليه أن الظهور القوي لبني إسرائيل في القرآن ، لم يظهر تمسكهم الشديد باعتناق صفات الشخصية العبرانية فحسب ، بل أضافوا عليها في ثلاثة أبعاد متاحة ( العدد والعمق ومساحة الممارسة ) ، ويكون والأمر كذلك ما من بد لتتبع هذه الصفات في مجمل آيات الكتاب المبين لكي تكتمل الصورة الذهنية لهذه الشخصية ، أرجو من الله أن يكون في الأجل بقية لإكمال هذه الدراسة ، أو يأذن لأحد البحاثة القرآنيين بإكمالها ، حتى يتسنى تجسيد سمات هذه الشخصية ، ووضع ذلك كله في الإعتبار حين التعامل معها عقودا ، ومواثيقا ، وتطبيعا ، ومهادنة ، ومعاملة ، وبيعا، وشراء، وقربا ، واقترابا ، وتقربا ، وصداقة إن جاز لنا أن يكون لنا في هذه الكلمة نصيب.

 

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ،،،

 

 

 

إعداد المهندس / محمد عبد العزيز خليفة داود      

استشاري تصــميم وبـناء نظم المعلومـات  الآلية

معهد الدراسات والبحوث الإحصائية - جامعة القاهرة                  



[1]
تكرر ظهور  إسم نبي الله موسى 136 مرة في 34 سورة وهو التكرار الأعلى في كليهما

  تكرر ذكر بني إسرائيل  41 مرة

اجمالي القراءات 17411