عن الفرق بين الكلام و الكلم ، التحريف الممكن و التحريف الغير ممكن ، ال
بحثا عن محمد في القرآن [ 13 ]

امارير امارير في الإثنين ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

على طرفٍ آخر فان [ الكلام ] ظاهرةٌ فرديّة متّصلةٌ و محصورةٌ دائمة داخل النّص القرآني بالله فقط لا غير : ]أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة 75 ،  ]قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف 144 ، ]وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ [التوبة 6 ، ]سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً [الفتح 15 ، [ الكلام ] نتاج [ المعرفة ] ، و [ اللسان ] نتاج [ الإرادة ] ، [ الكلام ] يحقٌق كل الإحتمالات الألسنيّة الممكنة داخل النّص ، بسبب إحتواء و إحاطة الله لكل شيءٍ علماً : ]وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق 12 ، هنا و هو ما يشير إليه صريح النّص ، يستطيع الفقهاء او رجال الدّين في المجمل تحريف [ الكلم ] : ]يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة 41 ، بمعنى تطويع معاني القرآن لمقاصدهم بعيداً عن السياق العام ، لكنّهم لا يستطيعون تبديل [ الكلام ] : ]سَيَقُولُالْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً [الفتح 15 ، و هو النّص القرآني المحفوظ و الغير قابل للتحريف كمادة تشريعٍ متّحدةٍ : ]وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً [الكهف 27 ، خلاف رهبان و أحبار بني إسرائيل الّذين حرفوا [ الكلام ] ، حيث تمادوا باختراع نصوصٍ نسبوها الى النّص المقدّس نفسه : ]أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة 75 ، و حرّفوا [ الكلم ] أيضاً عبر إخراج النصوص عن سياقها العام الموصل للمعرفة الكامنة داخل النّص : ]مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء 46 ، ]فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة 13، ]يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة 41 .

 

 

اليهود/الرهبان

المسلمون/الفقهاء

 

تحريف الكلام :

 

 

]فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ [البقرة 75

 

 

]لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ [الكهف 27

]يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ [الفتح 15

 

تحريف الكلم :

 

 

]مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ [النساء 46

 

]يُحَرِّفُونَالْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة 41

 

 

النّص القرآني غير محصور داخل قواعد اللغة العربيّة مطلقاً كون السر داخل النّص يقيّد المفردات في [ سياقات ] النّص نفسه و لا يقيّده بقواعد النّحو التي تم تأطيرها و استحداثها من بعده ، حيث أنّ [ تقعيد ] اللغة حدث بعد نزول القرآن بقرون طوال ، و ليس أبلغ من نموذج قوله تعالى : ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء [فاطر 28  ، حيث فرض سياق المعنى و المدلول المقدّس لرفض المعنى الذي يمكن إستقاءه من النمط النحوي للآية و الموصل لإنهيار هذا المقدّس عبر القول كون الخشية تعود على [ الله ] ، و هو لبّ المقدّس و مادة الوحي الأولى ، تبعاً للتراتبيّة في بناء الجملة نحويّاً : [ الفعل = يخشى / الفاعل = الله / المفعول به = العلماء ] ، كقولنا : [ يخشى الطفل من الأب ] ، لكن المعنى فرض داخل سياق المعرفة القرآنيّة تجاوز بديهيات النحو و الإعراب نحو المقصد الحقيقي بعيداُ عن هذا البناء النحوي [ المقلوب ] داخل النّص ، حيث الخشية تعود على العلماء داخل سياق [ المعنى ] لا داخل سياق [ الجملة ] الجزئي و المجرّد من معناه الكلّي داخل الكم المعرفي في النّص نفسه ،  و أيضاً في قوله تعالى : ]وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف 56 ، تذكير الخبر : ]قَرِيبٌ [لإسم مبتدأ المؤنّث : ]رَحْمَتَ [الظاهر ، يناقض القاعدة النحوّية التي تقول بوجوب تأنيثه ، و بناء عليه يحوي النّص القرآني خطأً نحويّاً صارخاً حسب ما تقول به أبسط معارف النحويّين ، لكن الكلمة دائماً في النّص القرآني يحكمه [ السياق ] أولاً و [ التراكم المعرفي ] داخل النّص ثانياً لا بقواعد النّحو ، فعبر العودة لسياق [ رسم ] كلمة [ رحمة ] في [ 81 ] موضعاً عبر صورتين إثنتين : ]وَرَحْمَةٌ[في [ 75 ] موضعاً ، و : ]رَحْمَتَ[في [ 6 ] مواضع خلاف الموضع المشار إليه في سورة الأعراف ، و الذي يوصل لإختلاف المعنى داخل السياقات المختلفة ، حيث إختلاف بناء الجملة النحوي متّصلٌ و المعنى الذي يكشف عن ملائمة رسم المفردة و معنى الآية داخل هذا السياق لا داخل تكوين مفرداتها المُعجمي خارجه ، فالرسم :  ]رَحْمَتَ[يوصل الى معنى الإشارة الى المعلوم ، و هو دائماً يرد في صيغة [ المذكّر ] عبر المواضع الأخرى ، و بناءٍ عليه لا تكون الجملة إسميّة متّصلةً في سياقٍ متتالي أصلاً ، حيث أن الخبر دائماً يعود على إسمٍ مبتدأ مذكّر بعيد داخل سياق الآيات السابقة لورود المبتدأ في الآيات اللاحقة ، فيكون سياق النّص : ]آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ [آل عمران 7 ، هو المسيطر على تكوين داخل المضمون و بنيان الجملة و تركيبها النحوي الخاص لا قواعد النحو المصمتة و العامّة خارجه :

 

الآية

[ مدلول المبتدأ / صيغة المذكّر ]

الآية

[ دلالة الخبر / الرحمة ]

البقرة 216

]كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ [

البقرة 218

]أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ [

الروم 48

]َتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ [

الروم 50

]آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ [

هود 71

]فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ[

هود 73

]رَحْمَتُاللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ [

مريم 2

]عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [

مريم 2

]ذِكْرُ رَحْمَتُرَبِّكَ [

الزخرف 31

]لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ [

الزخرف 32

]أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتُ رَبِّكَ [

]وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ [

           
 

 

فيكون الإستدلال المرتبط بالرسم في سورة الأعراف في قوله تعالى : ]إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف 56 ، بصيغة المذكّر مردّه مدلولها يعود على صيغة المذكّر لمفردة [ يوم التأويل ] في قوله :  ]هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ [الأعراف 53 ، حيث التأويل قريبٌ داخل النّص و يومه أقرب ، رغم ابتعاد أهل الفقه عنه  : ]يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الأعراف 53 ،  ليخالف النّص قواعد النّحو في الآية اللاحقة بخصوص وجوب اتّصال الخبر بالمبتدأ ، لإتّصاله بسياقه داخل نفس القواعد و الذي يحوي المدلول داخله بمعنى قوله : [ إن يوم التأويل يحوي الرحمة و هو قريب ] ، أو داخل سياقٍ آخر متّصل لنفس المفردة في قوله تعالى : ]اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ [القمر 1 ، الرسم القرآني ليس مجرّد مسألةٍ إعتباطيّةٍ لا معنى لها ، أو أمراً عابراً يمكن المرور جواره دون الإنتباه إليه ، فالنّص واقعٌ قائمٌ بذاته ، و [ المفردة/الكلمة ] خارج سياقها تبقى دائماً مضلّلة ، لا أثر لها و لا معنى توصل إليه ، اللغة هي وعاء النّص ، لكن المعنى يكمن داخل هذا الوعاء عبره ، إن الأفكار تبقى وليدة التجارب المتراكة لتكون ثمرة التجربة الشخصيّة ، و القرآن يزوّد الفرد بالمعلومات الأوليّة الرئيسيّة التي يتسلّج بها للوصول الى نتائج فعّالة غير مقولبةٍ بحالةٍ تاريخيّةٍ مصمتة ، و الحل الوحيد لتحويل الإسلام من عقيدةٍ مضّطهدةٍ مضّطهِدةٍ آيلةٍ للسقوط ، إلى نظامٍ فعّالٍ يسير عبره الأحياء لرسم صورةٍ جميلةٍ لحياتهم غير ممكن سوى بالعودة الى القرآن الكريم و اعتزال الفقه و أهله ، اتّباعاً لملّة إبراهيم عليه صلاة الله: ]وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً [مريم 48 ، بعيداً عن معارك الفقهاء المزريّة مع تاريخٍ لا يمكن لأحدٍ مطلقاً مهما بلغت سعة مداركه ، أن يخبرنا عنه أو فيه معلومةً صحيحةً أو حقيقيّةً واحدةً أبداً .

 

لقد تهيأت الظروف لاستقبال الاستبداد و القهر خلف ركام الخزعبلات و الروايات الخرافيّة ، التي تدثّرت بدثار الدين ، و أصبحت منظومة [ النّص الفقهي ] رفقة [ التاريخ ] جزأ من الذاكرة العامة لأمّةٍ بكاملها ، ليكون العقل المسلم أسير هذه الظروف التي أسَرَت صحبة هذا العقل نص [ الوحي ] ، الذي هو [ موضوع ] الإسلام و مادته الملزمة ، فالإسلام ليس سوى [ القرآن ] ، لكن الخلط الحاصل بين التاريخ  من جهة و النّص ، و تفسيره من جهة ، بالإضافة الى عدم الحياد في حالة التمسّك بالشكليّات [ المتواثرة ] تحت مسميّات الفقه أو العلم في الدين ، أنتج ما يمكن تسميته [ حضارة ] الفقه ، الذي تحظى فيه النصوص [ التراثيّة ] التاريخيّة بنصيب الأسد كمرجعيّةٍ لفهم النًص الغير مقيّد بها أصلاً ، مقدار تقيّدها بأسباب و نوازع كتابتها ، فزاحمت هذه الاخيرة النّص في صلاحيّاته و خرجت بعيداً عنه ، ليكون مصدر التشريع مخالفاً بالدرجة الأولى للتشريع نفسه ، النص أنتجه التاريخ ، و التاريخ فرضه الواقع الذي ألغاه مرور الزمن ،  فتمّت [ مصادرة الثورة باسم الثوّار ] ، و غاب النّص خلف ضبابيّة التاريخ ، و إشكاليّة فهمه ، الذي فتح سوقاً مشروطة بالعرض و الطلب لنصوصٍ لا علاقة لها لا بشريعة الناس و لا بالناس أيضاً : ]إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب 72 .

اجمالي القراءات 11661