أطيعوا أولي الأمر منكم
بحثا عن محمد في القرآن [ 8 ]

امارير امارير في السبت ٢٤ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

السيّاق المتّصل ناحية بناء هرم المعرفة التراكمي ، يوصلنا الى البحث في السياق  داخل سياق النّص القرآني عن الفرق بين [ النبيّ ] و [ الرسول ] ، بعيداً عن التعريفات الفقهيّة الفجّة و المنفصلة عن النّص ، بعد أن تبيّنّا الفارق بين [ النبيّين ] و [ الأنبياء ] ، بناء على مبحثٍ ينطلق من سؤالٍ يطرحه سياق الّص نفسه ، إذ يرد في النّص قوله : ]لاَنُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ [البقرة285، بعد قوله في بداية الآية ]آمَنَالرَّسُولُبِمَاأُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ [، و في نصّ آخر عن التفضيل بين الرسل يقول : ]تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [البقرة 253 ، لكن في نصّ آخر يتحدّث عن التفضيل بين [ النبيّين ] : ]وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً [الإسراء 55 ، و هو ما يطرح السؤال عن الفارق بين التفضيل بين [ الرسل ] على جانبٍ و بين [ النبيّين ] على جانبٍ آخر و ما نوعه  ، فالنبّي هو من [ أوتي ] النبوّة و هي حالة كلّ من [ موسى ، عيسى و محمّد ] عليهم صلاة الله، و النبوّة منبعها من [ داخل ] النبّي عبر البحث في سابق الكتب ، تأتي بإلهامٍ من الله : ]فَأَلْهَمَهَافُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس 8 ، ]فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم 3 ، لا عن طريق الوحي ، [ النبوّة ] شيء و [ الكتاب ] شيءٌ آخر : ]مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ [آل عمران 79 .

و هو الأمر في حالة [ الرسالة/الوحي ] ، فالنبيّ [ بشر ] ، غير معصومٌ عن الخطأ أو عن الناس ، و منها استدلال قتل [ النبيّين ] خلاف قتل [ الأنبياء ] ، يوجّه له الخطاب القرآني بغية التوجيه و الإرشاد و العتاب أيضاً ، عبر صفته البشريّة الغير متّصلة بالكتاب ، كلّها متّصلةٌ بالجانب الإجتماعي من شخصيّته : ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ [الأحزاب1، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ [الأنفال65، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [الأنفال70، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ [التوبة73، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً[الأحزاب28، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ [الأحزاب 50 ، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب59، ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ [التحريم1 ، بل أن توجيهه لنسائه و بقية المؤمنين كان داخل إطار صفته كنبي دائماً : ]يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ [الأحزاب30، ]يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [الأحزاب32، ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا [الأحزاب53، ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ [الحجرات2،  الى أن ننتقل في شكل الخطاب الى صورةٍ أكثر تحديداً ، و التي يتحوّل فيها ناحية [ الرسول ] داخل النبي : ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [ الأحزاب45، و تكون المزاوجة بين الشخصيّتين بناء على قاعدة كون النبي هو [ المؤمن ] بما أنزل الى الأنبياء من قبل : ]نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران 3، ]مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ [الأحزاب38، و هنا يتحوّل الخطاب من توجيهٍ الى تقيّيدٍ ، و من مساحةٍ مفتوحةٍ مرتبطة بالظروف ، الى دائرةٍ مغلقةٍ هي [ النّص ] : ]قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ[يونس 15 ، و رحلة الإنتقال بين الصفتين [ النبي ] و [ الرسول ] يلّخصها قوله تعالى : ]وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الشورى52، و الآية الأكثر وضوحا هي التي تضع ما يشبه خارطة الطريق لشخصيّة [ محمّد ] عليه صلاة اللهفي موضعين اثنين وفق تراتبيّة (1)رسول ، (2)نبي ، (3)أمّي : ]فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف158 ، ]الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْفِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ [الأعراف 157 ، ليكون التفضيل بين [ النبيّين ] تفضيل [ تمييز ] : ]كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ[البقرة 213 ، و التفضيل بين [ الرسل ]  تفضيل [ تمايز ] : ]مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ [البقرة 253 .

و تبدأ مسألة تحوّل النبي الى رسول بعقد الصلة بين الله و نبيّه عبر الملائكة : ]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب56، فيكون [ الرسول ] هو من آمن : ]بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ[البقرة 285 ، و طاعته دائماً متّصلةٌ بطاعة الله ، تليها طاعة [ أولي الأمر ] على اعتبار النظام الإجتماعي هو الذي يحكم شريعة الله في اتجاه شرع الناس ، إذ لم يرد اسم [ ولي الأمر ] المفرد مطلقاً داخل النّص ، بل أن الأمر منوط باتّباع و طاعة [ النظام الإجتماعي ] كمنظومةٍ متكاملة أساسها [ الشورى ] في حالة الأمر السياسي ، و [ الكفاءة ] في حالة الأمر الخاص , منطلقها تسلسل الأدوار و تراتبيّة المهام بين أبناء المجتمع : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء59، و هنا كانت الخدعة التي مارسها الفقه في خدمة السلطان في اتّجاه التسلّط ، فطاعة ولي [ الأمر ] لا ترد خاصّة في اتّجاه مقصد طاعة [ الحاكم ] ، فحصر سياق الآيات التي تتحدّث عن طاعة ولي الأمر في الاتّجاه السياسي يبقى قفزةً في الفراغ تكلّف الكثير ، إنّها تكلّف شرع الجماعة أولاً و أخيراً ، إنّها مشكلةٌ لا يمكن حلّها إلا عبر إلغاء هذا [ التسطيح ] لمعاني النّص القرآني العميقة ، فكلمة [ الأمر ] في سياق كل الآيات عامّة غير خاصّة في اتّجاه عالم السياسة ، القرآن ليس دستوراً و ليس أيديولوجيا سياسيّة يحكم عبرها الحاكم الظالم بوجوب طاعته ، كما هو حال الحاكم غير الظالم أيضا ، [ الشرطي ] هو ولي أمر [ الطريق ] ، [ العسكري ] هو ولي امر [ الثكنة ] ، و [ مدير المدرسة ] هو ولي أمر [ المدرسة ] ، و عندما نصل الى مستوى أمر الجماعة على الأصعدة المختلفة سياسيّاً و اقتصاديّاً فإنّ [ المجتمع ] هو ولي أمر [ نفسه ] لكنّ ضمن إطار منظومة تنطبق عبر فكرة [ الشورى ] :  ]  وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى 38، تمرّ على مستويين إثنين : [ التخصّص ] و [ الكفاءة ] : ]َبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران 159 في الإتجاه المعاكس للطاعة العمياء : ]فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ [الزخرف 54 ، الرسول الكريم هنا مأمورٌ بأخذ مشورة الناس فيما يخصّ [ الأمر ] السياسي ، و الأمر هنا لا علاقة له بالرسالة إذ أن لا تدخّل بشري في أمر الوحي ، لكن المسألة هنا تأتي خارج إطار صفة الرسول المبلّغ عبر أخذ الرأي في أمور الدنيا حيث لا سلطة للرسول نفسه عليها ، و هو الحال في المجمّل ، إذ أن سلطة الرسول تتوقف عند مستوى تسليم الرسالة لا غير ، أمّا مسألة أمور الدنيا و الحكم و السياسة فإنها متروكة للناس أولاً و أخيرا : ]وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة 247

و على سياقٍ آخر فإنّ طاعة الرسول تأتي دائماً مسبوقةً بطاعة الله ، على اعتبار أن [ الرسول ] خلاف [ النبي ] مقيّد داخل النّص لا يجوز له الخروج عنه ، و الفصل بين الله و النص من جانب و الرسول و صفته كمبلّغٍ للنّص من جانبٍ آخر هو في واقع الأمر [ كفر ] بشهادة النّص نفسه : ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [النساء150، ]مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ [النساء80، و لا يمكن فصل أمر طاعة الرسول بصفته الملازمة و هي [ التبليغ ] لا غير : ]مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ [المائدة99، انتهت علاقته بواقع الناس و حُصرت داخل النّص الذي قام بتيليغه ، منذ مات و انتقل الى الرفيق الأعلى : ]إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزمر 30 ، و السياق المتّصل في توالي الأمر بطاعة : ]اللّهَ [أولاً ، ثم طاعة : ]الرَّسُولَ [ثانيا تلحق بها دائماً في أكثر من موقعٍ آخر : ]قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران 32 : ]وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم [النساء 69 ،  ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد 33 ، و طاعة : ]َأُوْلِي الأَمْرِ [ثالثاً ، ليس سوى سياقا متّصلاً عبر ثلاث مستويات [ الفطرة / القرآن / النظام الإجتماعي ] .

[ الرسول ] داخل السياق العام للنص هو [ المبلّغ ] في المطلق ، و استخدم اسم [ الرسول ] في نصٍّ آخر بالمعنى الإصطلاحى [ المرسال ] : ]وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [يوسف50، و إخراج الرسول محمّد عليه صلاة اللهعن هذه الصفّة المقيّدة بتليغ النًص ليس سوى إطاحة بقداسته ، و تشويهاً لصورته ، عبر فتح باب التدليس و الإنتحال الغير شرعي لإسمه الكريم، فالرسول كمبلّغٍ للكتاب لم يقل في شكواه لله أن قومه اتخّذوا سيرته هو مهجورة بل قال أنّهم اتخذوا القرآن و الذي هو مادة الإسلام الملزمة مهجوراً : ]وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان30، و ليست كتب الأحاديث المتضاعفة خصوصاُ لدى أتباع [ المذاهب ] الأربعة ، و التي انتحلت لفظ [ السنّة ] كغطاءٍ على حقيقةٍ مفادها أنّ هذه المذاهب هي مذاهب كهنوت ، يصلح تسميتها بمذاهب [ الأحاديث ] ، هذه الكتب ليست سوى باباً مشرعاً لإنتحال آخر ، وهو انتحال شخصيّة الرسول ، عبر تبنّي قداسةٍ يدفع المؤمن على تصديق ما يلحقها من أقوال ، كتكرارٍ للحالة الإنجيليّة التي احتّل فيها [ الإبن/ المسيح ] مكان [ الأب/ الرب ] :

اجمالي القراءات 12127