أسس القيادة الإدارية
لمحات إدارية من سورة يوسف

محمد خليفة في الأحد ١٨ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أسس القيادة الإدارية المستنبطة من العلوم الإنسانية والتجريبية التي لمستها سورة يوسف

 

يكمن الهدف من هذا البحث في إستخراج أسس القيادة الإدارية من الإشارات التي وردت في آيات السورة وكلماتها.

والباحث يود أن ينوه إلى أن كلمات السورة لا تتحدث عن العلوم بذواتها ولا بتفصيلاتها، وإنما هي تـُلمِّح إلى كل علم، وتلمس ومن بعيد مفهوم ذاك العلم، وتشير فحسب إلى أطراف المعرفة فيه.

 

وتنقسم مجموعة العلوم والتي سوف نتناولها إلى ثمانية عائلات من العلوم وهي

عائلة العلوم الإنسانية (8) ، عائلة العلوم التشريعية (6)، عائلة العلوم الإجتماعية (6)، عائلة العلوم الإدارية (11) والإقتصادية (8)، عائلة العلوم الطبية (4)، عائلة العلوم الزراعية (6)، عائلة العلوم الفنية والثقافية (3)، ثم تأتي في النهاية مجموعة التطبيقات والدراسات التحليلية (5)، وكل من هذه العائلات تنقسم بدورها إلى مجموعات من العلوم وفروع العلوم والتي يمكن نظم كل منها في تصنيف علمي بذاته، وبذلك يبلغ عدد العلوم التي لمستها سورة يوسف (57) علماً، ولكل منها بحث مسهب وتفصيلي، إلا أن المقام لا يتسع لعرضها جميعاً.

 

إلا أن الباحث سوف يكتفي - في هذا المبحث - بإلقاء الضوء على عائلة العلوم الإدارية والإقتصادية، ومرة أخرى سوف ينحي جانبا منها العلوم الإقتصادية، وسوف يتم التركيز فقط على مجموعة العلوم الإدارية ( 11 علما) لقربها الشديد من هدف البحث وأغراضه.  

 

 

1.    علم الإدارة


الإدرة الصالحة : إدارة ناجحة وهدف نبيل،التحلي بفضائل الأخلاق
   وأمثلة ذلك    : نبي الله يوسف، نبي الله يعقوب، الملك
الإدارة الطالحة : إدارة ناجحة وهدف خبيث، التمسك برزائل الأخلاق
  وأمثلة ذلك     : العزيز، إمرأة العزيز، إخوة يوسف
سمات الإدارة الناجحة :
 سمات شخصية
 قوة الشخصية، قوة الملاحظة، تحقيق التوازن بل الفصل بين حياته الشخصية وبين      العمل، الإحاطة بالمعرفة الكاملة والخبرات اللازمة للوصول إلى الهدف، الثقة في النفس... الخ
 قدرات تنفـيذيـة
 الإستقصاء قبل القضاء، تحليل المقدمات وصولا إلى النتائج، المتابعة الآنية، القدرة على إعداد خطط الطوارئ وسرعة  تفعيل البدائل....الخ


2.    علم إدارة الأزمات
السورة هي سلسلة متعاقبة من الأزمات لكل منها مديروهدف وأسلوب إدارة

مثلا 1) رؤيا يوسف ومديرها كان يعقوب، والهدف منها تحذيريوسف من كيد إخوته له.    

      2) تآمر إخوة يوسف عليه، وأدارها الإخوة، والهدف منها كان إقصاء يوسف وإبعاده.

        وهكذا

3.    علم إدارة المخازن

          { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) }

 الخزائن         : الأموال( الذهب، الفضة، الأحجار الكريمة، اللؤلؤ)

                    ، الأشياء ( المعادن - النحاس، البرنز- ، الجلود، الأصواف والأوبار، الأخشاب
                               الثمينة، البخور- العود والصندل و...-

                    ، المحاصيل الزراعية      

                    ، المعلومات

ترشيد الإستهلاك : يومي "... إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ " ، تقاوي للزراعة في العام القادم، إســـتراتيجي

تأمين المخازن : بناء الحصون     ".. إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) }

                     لتوفير الحماية من النمل والحشرات والقوارض والطيور والإنسان
                            ، أسلوب التخزين 
".. فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) }
                               الحفظ في السنابل يحمي الحبوب من الفطريات وهوام الجو
                               وبعد درسها سوف ينتج التبن لغذاء الحيوانات
                            ، الحفاظ على البيئة، روث البهائم يكون سمادا طبيعيا للأرض

                      تأمين داخلي ( الشرطة )، للحماية من هجمات اللصوص.

                      تأمين خارجي ( القوات المسلحة ) من هجمات دول الجوار الجائعة.

 

4.    علم التسويق
السلعة حيوية وليست في حاجة إلى التسويق
التسويق كان لشخص يوسف
{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) }
درجات إكتساب العلم  ( عالم، ذو علم ، عليم)
حفيظ ( أمين واكتسب خبرات الحفظ)

 

5.    علم الإعلام
"..... ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ .... (70) }
الفكرة المنادى بها من وضع صاحب القرار
أسلوب الإعلام كان النداء ( الآذان)

مواصفات المؤذن :

                      جهورية الصوت، إنتقاء المكان، وضوح مخارج الألفاظ، .....الخ


 

6.    علم تنمية الموارد البشرية
تجهيز خطوط إدارية مساعدة (صف ثاني)من الشباب
 
{ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ ....(62)
وضع البضاعة في الرحل بحيث لا يشعر صاحبها أن هناك تغييرا ألـَّمَ بالرحل، يتطلب مهارة عالية وتدريباً خاصاً.  
تنمية قدرات المعاونون
 
{ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ...."
كانت عملية دس السقاية في الرحل تتطلب سرعة التنفيذ وحذق التدريب.
 دقة التوقيت                     ".... ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)

7.     علم العلاقات العامة
حسن الضيافة  
          
" .. أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) }
الهدايا الإستثنائية  
      
{ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا  إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }

 

8.     علم نظم المعلومات
جمع وتحليل البيانات
 
" ..... قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ...... (59) }
من أين تأتى ليوسف إلمامه بالمعلومتين، والمفروض فيه أنه غريبا عنهم، ولا يدري عن دواخلهم شيئا، إلا عن طريق جهاز معلومات دقيق.   
توثيق السجلات
  
{ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) }
كيف يمكن ليوسف أن يتذكر ذلك الشرط الجزائي، دون أن يكون ذلك كله مدونا وموثقا ومحفوظا عنده.

 

9.    علم ضبط الجودة
ضبط الجودة تعني وجود مواصفات محددة ومعايير خاصة لآداء عمل ما من ناحية الأبعاد والحجم أوالأوزان أوالمكيال أو الإجراءات، والتأكد من إنضباطها حسب تلك المواصفات
التأكد من انضباط التسليم

 { وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ .... (59) }
التأكد من الكمية المسلمة
  " .. أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) }
مراجعة تمام التجهيز
 { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ .... (70) }

 

10.                        علم توحيد المقاييس
علم توحيد المقاييس يعني بتحديد وحدات خاصة ذات صفات محددة ومواصفات ثابتة
تحديد وحدة للمكيال
 
" .... جَعَلَ السِّقَايَةَ .... (70) } ، { قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ... (72)}
تحديد حصة للشخص
" .. حِمْلُ بَعِيرٍ ... (72)} ، "... وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) }

 

11.                       علم إبرام وتحرير العقود

 

عقد جعالة : الجعل معلوما والعمل مجهولا

                   { قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ......(72)}


عقد كفالة      : وجود كفيل ضامن للمكافأة      {  ... وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) }

 

إقرار نظام المقايضة
{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) }
{
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) }
{
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) }


إقرار إجراء الشرط الجزائي عند الإخلال بأحد بنود العقد
{ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) }

 

1.    إعتماد نظام الحصص التموينية في توزيع المؤن
" .... وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) }












خلاصة البحث ونتائجه :
                نخلص من هذا الذي عرضنا آنفا أن نبي الله يوسف قد أخذ بكل أسباب القيادة الإدارية، وتتلخص في الآتي :

1)   التحلي بالإيمان اليقيني بوحدانية الله.

2)   التحلي بفضائل علم الأخلاق.

3)   إحاطته بالمعرفة الكاملة، والخبرة الكافية التي تتيح له آداء مهمته.

4)   حسن تقدير الأمور وتحديد الهدف وإبراز الحلم المأمول.

5)   حسن البصيرة والتبصر في الرؤية المستقبلية.

6)   وضع الخطط الزمنية الموقوتة لتنفيذ خطوات إنجاز الهدف.

7)   جودة إدارة الوقت.

8)   القدرة الهادئة على إقناع المتلقي، وحسن عرض المهارات.

9)   مهارات التعامل مع مختلف الجنسيات.

10)          مهارات التعامل مع مختلف القدرات الذاتية والذهنية للعاملين معه.

11)          القدرة على تكوين وتجهيز فرق العمل، وتحديد مهام كل منها.

12)          التمتع بالحكمة والروية والثقة اليقينية في النفس، وفي الآخرين.

13)          إتخاذ القرار المناسب للشئ المناسب في الوقت المناسب.

14)          حسن إختيار المنفذين، وإعداد الكوادر البديلة، وتنمية المهارات بالتدريب المستمر.

15)          معرفة دقيقة بالمتاح من المعدات والأدوات.

16)          معرفة دقيقة باللوائح والقوانين.

17)          القدرة على إدارة الإجتماعات، وتضبيط إتجاه المناقشات.

18)          التمكن من وضع معاييرلتقييم الآداء.

19)          تفعيل ممارسات ضبط الجودة، في المنتجات والإجراءات.

20)          المتابعة الآنية في جميع مراحل التنفيذ.

21)          توفير آلية جمع المعلومات وتحليلها وتبويبها وتصنيفها.

22)          توثيق المعاملات ( تكليفا، وتنفيذا، وتقريرا، ومتابعة).

23)          التمتع برباطة الجأش، والتماسك، والتمكن من ضبط النفس.

24)          توظيف المهارات الإدارية والقدرات التنفيذية في مهمته الرئيسيه ( الدعوة إلى الله).


ملحوظة مهمة :
 يوجد على قنوات الـ
you tube الخاصة بقناة النيل الثقافية، برنامج الشارع والجامع والتي تخص المهندس / محمد عبد العزيز خليفة، بعض العروض التي تتعرض لهذه العلوم.

اجمالي القراءات 19292