لا فرق بين نظرية فرعون والأخوان والسلفية
 
 
الدفاع عن الإسلام لا يحتاج لتهديد الناس، وإن المدعون أنهم يدافعون عن الإسلام هم في الحقيقة أكثر الناس إساءة للإسلام، وأن الإسلام ليس بحاجة لكي يدافع عنه أحد إلا إذا كان هناك من يتربص بالإسلام والمسلمين فيكون المسلمين في حالة دفاع فقط غير مهددين للآخرين حتى لو كانوا كفاراً يعشون بين المسلمين لا يجب تهديدهم، كما فعل الرسول من قبل، إن كانت هذه الجماعات التي تشكلت منذ أكثر من ست عقود من الزمن إن كانوا يؤمنون بالرسول كما أطلقوا على أنفسهم، مرة إسلام سياسي ومرة دعوة، وفرض أفكارهم على الناس باسم الإسلام وما دون ذلك فهم غير مسلمين، وهذه كانت نظرية فرعون من قبل مع قومه في التهديد والوعيد لمن يخالفه في الرأي، وأحياناً كان يقتل من لا يتبع ما كان عليه فرعون في العبادة، يقول تعالى:
((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ)) سورة القصص آية 38.
أو يسجن كعقاب له، يقول تعالى:
((قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)) سورة الشعراء آية 29.
نفس التسلط من جماعات الإسلام السياسي كما أطلقوا على أنفسهم الاسم الأخير، إما أن تكون تابع لهم وإما أن تكون منبوذ وإما أن تكون مضطهد، محملين الإسلام أوزارهم وأفكارهم التي لا تمت للإسلام بصله، وأن الإسلام لم يأتِ لكي يهدد في الناس أو من أجل أن تعبد الله بلغة القوة وفرض الدين على الناس بالعنف، ولو أرد الله من الناس أن تعبده بالقوة الله هو القوي لفعل مع الناس هذا الأمر، ولكن الله أرد من الناس أن تعبده بلغة العقل فأرسل الله الأنبياء والمرسلين لهم وأن الرسول صاحب الرسالة الخاتمة لم يقوم بفرض الدين على الناس بلغة القوة أو التهديد أو ما شابه ذلك بل أنه كان دوره الأساسي هو تبليغ رسالة الله إلى الناس بأعلى درجة من الإنسانية والتضحيات الحقيقية، وليس ككذب الجماعات التي تدعي أنها تدافع عن الإسلام وفي الحقيقة وفي واقع الأمر هم يدافعون عن مصالحهم الشخصية باسم الإسلام.
الإسلام الذي نعرفه من كتاب الله القران الكريم حيث يقول تعالى:
((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) سورة المائدة آية 67.
وإذا كان صاحب الرسالة ليس له سلطة على الناس غير التبليغ فقط ماذا تبقي لهذه الجماعات إن كانوا يؤمنون بالرسول حقاً، وأن الرسول نفسه لم يكن مطلوب منه وليس من مسؤوليته هداية الناس، يقول تعالى:
((لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)) سورة البقرة آية 272.
هذا هو دين الله والإسلام الذي بعثه الله إلى الناس خلاف ذلك هو رأي أشخاص وليس رأي الإسلام.