الفرق بين الرسالات والاجتماعيات
الفرق بين الرسالات والاجتماعيات

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ١٦ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الفرق بين الرسالات والاجتماعيات

 

 

 

في هذا الموضع المهم لدى كل مسلم يهتم ويبحث عن الحق نحاول أن نوضح ما استطعنا البحث فيه من كتاب الله حول مفهوم الرسالات ومفهوم الاجتماعيات في حياة الأنبياء عليهم جميعا السلام، وما يهم الناس من مضمون الرسالات وما يجب إتباعه، يقول تعالى:

((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) سورة المائدة آية 67.

 

أي الأصل في الموضوع هو تبليغ رسالة الله، أي الرسالات، ثم يقول الله تعالى:

((الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً)) سورة الأحزاب آية 39.

 

رسالات الله التي حملها أنبياء الله ورسوله للناس كافة دون أن يخشون قول الحق المنزل من الله كما هو، أم عن الاجتماعيات؟!.. هناك اجتماعيات خاصة في حياة الانبياء ونسائهم ولا يجب أن نسأل عنها لأنها خاصة، وأخرى عامة، من هذه الاجتماعيات العامة كان منها مواقف تخص الشرع، وقد بين الله لنا البعض منها في القران، على سبيل المثال كانوا يأكلون ويلبسون مثل الناس، يقول تعالى:

((وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً)) سورة الفرقان آية 7.

 

ولكن هناك من الناس من يدعي ويقول عن خاتم النبيين عليهم جميعاً السلام أن كل ما قاله الرسول هو وحي من عند الله، وهذا أمر ليس له دليل من الصحة، وليس له وجود في كتاب الله القران الكريم، وأن الرسول هو أول عن آخر إنسان، وكيف كان يأكل ويشرب قبل الرسالة وكيف تزوج وأنجب قبل الرسالة، وأن الدليل الذي يؤكد لكل مسلم يهتم بالأمر أن جميع رسالات الله تحمل نفس المعنى، كما قال الله عز وجل لخاتم الأنبياء والمرسلين، يقول تعالى:

((أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)) سورة الأنعام آية 90.

 

وقد يقول قائل أن الله قد أمر أن نتأسى بالرسول، نعم صحيح يقول تعالى:

((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) سورة الأحزاب آية 21.

 

حتى أن هذا التأسي بالرسول ليس من كلام الرسول بل هو من كلام الله وكان يفعل الرسول نفسه هذا الأمر، والتأسي أيضاً هو في الأخلاق والتضحيات الحقيقية من أجل الآخرين، كما فعل خاتم النبيين في بعض الاجتماعيات العامة والتي تعد من ضمن التشريع، حتى يتعلم المؤمنين كيف كان يتعامل الرسول مع الناس، يقول تعالى:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً)) سورة الأحزاب آية 53.

 

هذا بعض من سيرة النبي في القرآن، فهل من المسلمين من يفتح بيته الآن ويقوم بما قام به الرسول؟!.. هذه مشكلة عند أغلب المسلمين أنهم يبحثون عما ليس له علاقة بدين الله، ويتركون دين الله المبين والمحكم والذي فرضه الله على الناس وأمر بإتباعه، وعلى سبيل التذكير فقط يقول الله تعالى:

((إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً)) سورة الكهف آية 24.

 

ومما لا شك فيه أن الرسول كان يذكر الله ويتذكر الله في كل شيء، المسلمين مع الأسف يفعلون العكس يذكرون اسم الرسول والصحابة والخلفاء وغيرهم من الناس وتركوا ما أمر به الله تعالى.

اجمالي القراءات 9819