إسماعيل فى القرآن الكريم

آحمد صبحي منصور في السبت ١٢ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ بعض المنتسبين لأهل القرآن من المبتدئين يظن أن كل المتوارث باطل ، وأن القرآن الكريم نزل ينشىء دينا جديدا ، وبدون معرفة كاملة بمناهج القرآن فى القصص والتشريع يدخل فى البحث وقد أخذ على عاتقه أن يستخرج من القرآن آراء جديدة لم يسبقه اليها أحد ، وليس مهما أن تكون فاسدة أو باطلة ، المهم ان يثبت لنفسه إنه أعلم من الشيوخ المحترفين المشهورين على فهم القرآن والاسلام ، أى ليس هدفه الوصول الى الحق ولكنه هوى النفس . ولقد ابتلى موقعنا بهذا الصنف ؛ منهم من يأتى بآراء غريبة ،    يستشهد لها بآيات يحشدها حشدا ، وهى لا علاقة لها بالموضوع ، وهو يظن أنه طالما يلتزم بشروط النشر فى الموقع وأهمها عدم نسبة حديث لخاتم النبيين ـ فلا حرج عليه إذا تلاعب بآيات القرآن على هواه ليسجل لنفسه كشفا جديدا واجتهادا علميا . هو لا يدرى إن من شروط النشر أيضا عدم إنكار حقائق الاسلام ، وهى معروفة ومنصوص عليها بوضوح فى القرآن الكريم ، كما يتناسى أن موقع أهل القرآن هو مدرسة فكرية بحثية، ومفترض توافر الشروط الأدنى للباحث ، ومنها الموضوعية وتحرى الحق ، وقبول النقد والانصياع للرأى الصحيح لو ظهر وتأكد خطأ قوله . ولأننى الذى اختار الباحثين والكتّاب فى الموقع فأنا المسئول أيضا عن متابعة كتاباتهم ، هل أضافوا للموقع وهل استفادوا منه بشكل يظهر فى كتاباتهم ، أم لا ؟ .

نريد تدريب شباب الباحثين ممن لهم الرغبة والمقدرة على تعلم البحث . نرفض ذلك الذى يكتب جهلا ويتلاعب بآيات الله ويرفض النصح ويغضب من النقد ولا يقرأ المنشور فى الموقع مكتفيا بمجيئه للموقع معلما ومفكرا وهو أجهل من جواب قريش كما يقال ، ونحتفل بمن يكتب ليتعلم منا ونتعلم منه ، ويضيف اجتهادا مستفيدا من تراكم اجتهادات الكتّاب فى الموقع ويسعى مثلنا للمعرفة والحقيقة ، وليس مهما أن يكون الحق معه أو مع غيره ، المهم هو الوصول للحق ومعرفته .

2 ـ على هذا الطريق يسير أعمدة أهل القرآن ، فكلنا أمام القرآن تلاميذ ، منه نتعلم ، وكلما تعلمنا منه أدركنا أننا لا نزال على ساحل التعرف به ، ولكننا نبذل وسعنا . ولأننا نعمل بروح الفريق كما يقال فكل ما نصل اليه هو ثمرة جهد مشترك ، جاء عبر النقاش والحوار، فقد يكون لكاتب البحث أو المقال 90% ولكن لقراءاته ومناقشاته فى الموقع نسبة عشرة فى المائة .

3 ـ أقول هذا تحية لأخى الحبيب ابراهيم دادى أحد القائمين على موقعنا ،وأحد أعمدته وكبار الباحثين فيه . وهو مع علمه وفضله فلا يزال يتساءل ويستفتى . وعندما يقول رأيا يعززه بالحجج القرآنية . وعندما يتردد فى رأى يعرض حججه بكل أمانة طالبا النقاش والحوار. ولقد نشر الاستاذ ابراهيم دادى مقالا تحت عنوان (  من هم أولاد وذرية ابراهيم ، ومن هم أولاد وذرية اسماعيل عليهما السلام ؟ ) تساءل فيهعن سرّ عدم وجود اسم إسماعيل في بعض الآيات القرآنية التى تتحدث عن ذرية ابراهيم مع تركيزها على  فرع ابنه اسحاق مثل ( العنكبوت 27 ، الصافات 112 ـ ، مريم 49 ، ص 45 )، مع أن إسماعيل مذكور مع ابيه ابراهيم وعائلته فى آيات أخرى مثل ( البقرة 133 ، 136 ، آل عمران 84 ) .وختم المقال فقال : فمن هم أولاد وذرية إسماعيل عليه السلام؟؟؟

4 ـ مقالنا هذا يتعامل مع تساؤل الاستاذ ابراهيم دادى باعتباره يمثل الباحث الجاد عن الحقيقة ، كما يتعامل أيضا مع الجهلة الذين يخوضون فى القرآن بلا علم ، ويقدم لهم صورة عملية للبحث فى القرآنى فى هذا الموضوع عن النبى اسماعيل عليه السلام.

 أولا :

1 ـ منذ منتصف الثمانينيات تبلور فكر (أهل القرآن ) مع محنتهم الأولى ووجودهم معا حوالى 62 شخصا فى سجن مزرعة طرة عام 1987 . ومن هذا الوقت وحتى الآن ونحن نعانى من تخريفات بعض من ينتسب لنا فيأتى بخرافات تماثل خرافات البخارى وغيره ،إلا إنه ينسبها لنفسه ، ويتيه بها فخرا على العالمين . من هؤلاء من زعم إن يعقوب هو أخ اسحاق وليس إبنه ، بل هما معا أبناء أشقاء لابراهيم عليه السلام من زوجته سارة . واستشهد بتبشير الملائكة لسارة باسحاق ومن وراء اسحق يعقوب. ويرى أن هذا يعنى انها ستلد اسحق وستلد ـ بعد اسحاق ـ يعقوب : (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌوَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ). ( هود 71 : 72 ).

2ـ مبعث الخطأ هنا أمران : الأول : إن القرآن الكريم لم ينزل فى فراغ ،بل جاء يصحح ويصلح أخطاء وتحريفات ، فقد  كان ـ ولا يزال ـ يوجد أخطاء وتحريفات فى تراث أهل الكتاب قبل وبعد الاسلام ، كما تجددت تلك الأخطاء وتحريفات معانى القرآن بعد نزول القرآن . على أن وجود تحريفات وتأويلات يعنى  أيضا وجود أشياء صحيحة ، وهناك جدل وخلاف حول ذلك كله . وقد نزل القرآن يتحاور مع أهل الكتاب فى العقيدة وفى التشريع وحتى فى القصص ، ويقول جل وعلا : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) ( النمل 76 ). المراد أنه هنا فيما يخص موضوعنا أنه لو كانت التوراة قد حرّفت   فى موضوع اسحاق ويعقوب لنزل القرآن يصحح ويوضح كالشأن به فى موضوعات كثيرة تقل أهمية عن هذا . ولكن القرآن بنى على الصحيح الموجود فى التوراة ، وأضاف جديدا فى جوانب شتى من قصص ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف وأنبياء بنى اسرائيل وانبياء العرب قبل ابراهيم ، وأورد تفصيلات مشتركة ، وصحح الكثير مما جاء فى التوراة . ولكن فى هذا وذاك لم تأت إشارة فى القرآن أن يعقوب واسحاق شقيقان . وبالتالى فلا بد من التسليم بأن يعقوب هو ابن اسحاق بن ابراهيم .

الثانى : من أسس البحث القرآنى تجميع كل الآيات المتصلة بالموضوع فى سياقها العام (أى كل الآيات فى القرآن الكريم وثيقة الصلة بالموضوع أو قريبة منه أو لها علاقة به أوتشير اليه وتتداخل معه ) وفى سياقها الخاص (أى الآية مع ما حولها من آيات فى نفس السورة فى نفس الموضوع ) . وبعد تجميع كل الآيات يجرى فهمها معا وفق مناهج التشريع أو مناهجى القصص ، مع تحديد المصطلحات القرآنية وتحديد المحكم منها و المتشابه وفهم هذا بذاك .

فى موضوع اسماعيل وذرية ابراهيم ، وبعد تجميع الآيات وتحليلها وبحثها يتضح الآتى :

1 ـ أية ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) ( هود 71 )، يتشابه فيها المعنى : هل البشرى لها بأنها ستلد اسحاق ثم يعقوب ؟ أم إنها ستلد اسحاق وهى عقيم ثم تعيش ـ وهى العجوز ـ لترى اسحاق يتزوج وينجب يعقوب حفيدا لها ؟ . المنتظر أن تأتلى آية أخرى محكمة المعنى تحدد وبوضوح : هل يعقوب هو ابن اسحاق وحفيد ابراهيم أم إن يعقوب هو شقيق اسحاق وابن ابراهيم ؟

2 ـ تأتى الآية المحكمة فى قوله جل وعلا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)(إبراهيم(39 ). أى أبناء ابراهيم إثنان فقط  لا ثالث لهما ، وهما اسماعيل ثم اسحاق .

ويتكرر نفس المعنى ، فعند احتضار يعقوب أوصى أولاده بالتمسك بأنه لا إله إلا الله ، بنفس ما فعل ابراهيم مع ولديه اسماعيل واسحاق:(وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (البقرة ـ  132 ). فيقول جل وعلا عن وصية يعقوب لأولاده وتعهدهم له:(أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )( البقرة 133 ). الشاهد هنا أن أولاد يعقوب قالوا له انهم سيعبدون الله جل وعلا وهو  (إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا ) . أى جاء إسحاق أبا ليعقوب ، وألحقوا به عمهم  اسماعيل .

وحين قصّ الطفل يوسف على أبيه يعقوب المنام الذى رآه قال له أبوه يعقوب : (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ) ( يوسف 6 )، فيعقوب وآل يعقوب أبوهم اسحاق ثم جدهم ابراهيم .

ويوسف يقول لصاحبى السجن :(  وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) ( يوسف 38 ). فآباء يوسف أو نسبه : يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم . وهذه الآيات المحكمة تؤكد أن معنى الآية المتشابهة (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) هو أن سارة ستلد اسحاق وهى عقيم ثم تعيش ـ وهى العجوز ـ لترى اسحاق يتزوج وينجب يعقوب.

ثانيا : عن تساؤل الاستاذ ابراهيم دادى نضع الاشارات التالية :

1ـ تعبير ( وهب ) يعنى العطاء العظيم . وبالنسبة لمصطلح ( وهب ) فى قصة ابراهيم وذريته نراه يأتى فى موضوع الإنجاب فى الظروف الآتية:

1/ 1 : حين يكون الانجاب مستحيلا بسبب شيخوخة الزوجين وعقم الزوجة ، كما حدث مع زكريا عليه السلام ، إذ وهبه ربه جل وعلا يحيى بعد أن بلغ زكريا من العمر عتيا ، وكانت أيضا إمرأته عاقرا : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ) ( الأنبياء 90 )، وجاء التفصيل فى شرح مفهوم (وهب ) فى بداية سورة مريم (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ).

ولقد كان ابراهيم فى سيخوخته فمنّ الله جل وعلا عليه بولدين : ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء )( ابراهيم 39 ). والتفاصيل فى قوله جل فى قصة تبشير سارة : (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) ( هود 71 ـ )

1/2   ـ حين يكون الولد نبيا تقيا كما فى قصة داود وسليمان عليهما السلام : ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )ِ(ص 30 : 40).وتحقق هذا أيضا فى ( وهب ) يحيى إبنا لزكريا. وتحقق هذا فى ( وهب )  اسحاق و يعقوب نبيين :(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) ( مريم 49 ).

1/3 : جاء هذا ( الوهب ) للابن اسحاق والحفيد يعقوب مكافأة لابراهيم (الأب الجد) على تضحياته واعتزاله قومه ونجاحه فى الاختبارات التى تعرض لها :(فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) ( مريم 49 ). والمكافأة هنا أن يسعد عشرات السنوات فى صحبة إبنه الثانى الذي يكبر معه ، ثم يسعد أيضا بشباب ابنه وزواج ذلك الابن ، ثم يسعد بانجاب ابنه حفيدا. وفوق هذا كله يسعد بكونهم أنبياء. لقد نجح ابراهيم فى كل الاختبارات فكوفىء تعويضا عن معاناته . مع حبه لأهله وقومه فقد ثار عليهم فتعرض للحرق وأنجاه الله جل وعلا. ثم اعتزل قومه وهاجر الى الله فأنعم الله عليه بالرزق العميم .وحين رزقه الله جل وعلا باسماعيل وكان فى شيخوخته فتحولت شيخوخته الى حب جارف لهذا المولود، فجاءه الاختبار بأن ينفى إبنه ـ الوحيد الذى جاءه على كبر ـ وزوجته الى مكة ، وأن يتركهما فى واد غير ذى زرع . ونفّذ ابراهيم عليه السلام وأطاع .!. ثم جاءه إختبار أقسى وهو أن يسافر الى ابنه الطفل ليذبحه تنفيذا لرؤيا منامية . وكان أن صدّق ابراهيم الروؤيا وذهب لابنه كى يذبحه تنفيذا للرؤيا. ونجح فى الاختبار فجاءته البشارة بأن يهب الله جل وعلا لإبراهيم ابنا آخر يؤنسه طيلة حياته ويعوضه عن إبنه الغائب اسماعيل ، بل أن يهب له حفيدا من ذلك الابن ، وان يعيش ابراهيم وزوجه لكى يعايشا الابن اسحاق والحفيد يعقوب . يقول جل وعلا عن ابراهيم وبعض معاناته ومكافاته: (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ) (الصافات 97 : 113 ). وفى موضوع وهب اسحاق ويعقوب لابراهيم نقرأ:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) (الأنبياء72 ). يقول جل وعلا ايضا عن ابراهيم :(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )( العنكبوت 27 ). ومنه نفهم التخصيص فى وهب اسحاق ويعقوب لابراهيم ( دون ذكر لاسماعيل) ، أى عاشا معه بينما كان إبنه الأكبر اسماعيل بعيدا عنهم يعيش مستقلا ينشىء لنفسه شعبا آخر هم ( العرب المستعربة ) أو العرب الشماليون والذين جاء منهم خاتم النبيين محمد عليه السلام بالرسالة الخاتمة للبشر جميعا .  

1/4 :ونلاحظ ورود كلمة ( نافلة ) فى موضوع الوهب ، وقد جاءت مرتين فى القرآن الكريم بمعنى الزيادة فى الخير ، فى قوله جل وعلا :(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا)( الاسراء 79 ). فهنا عبادة إختيارية وزيادة فى الخير. والموضع الآخر هو فى قوله جل وعلا عن وهب يعقوب لابراهيم نافلة أى زيادة فى الخير (:( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ )( الأنبياء72 ). وبالتالى فميلاد يعقوب هو مكافأة زائدة لابراهيم تعويضا عن معاناته وتضحياته السابقة .

 1/5  : وهنا نلاحظ  أن رب العزة حين يتحدث عن ( وهب اسحاق ويعقوب لابراهيم ) ويذكر الانبياء من ذرية ابراهيم فإن اسماعيل يأتى منفصلا، تبعا لانفصاله عن أبيه ، يقول جل وعلا : . (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) ( الأنبياء 72) ثم يذكر أنبياء ، وبعدهم يذكر اسماعيل مع آخرين : (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ  ) ( الأنبياء 85 : 86 ). ونفس الحال أيضا فى قوله جل وعلا :(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) ثم يذكر اسماعيل منفصلا : ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) ( الانعام 84 : 87 ).

فالوهب هنا يعنى حياة ابراهيم عقودا من الزمن مع ابنه اسحاق وحفيده يعقوب،وهذا ما لم يتيسر له فى حياة ابنه الأكبر اسماعيل الذى عاش مستقلا ومنفصلا مع (أهله ). وبينما كان ابراهيم فى شيخوخته يسعد بصحبة ابنه اسحاق وحفيده يعقوب كان لاسماعيل (أهل ) وعشيرة بالمصاهرة فى مكة عند البيت الحرام ، فيقول رب العزة عنه (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) ( مريم 45 : 55 ). أى ( وهب ) الله جل وعلا لابراهيم ولدين فى شيخوخته ، وبعدهما وهب يعقوب حفيدا لابراهيم ليسعد ابراهيم بسنوات أطول يعايش فيها ابنه اسحاق وحفيده ابراهيم بينما يعيش ابنه الأكبر اسماعيل فى موطن جديد لينشىء شعبا جديدا . ومن هنا يتأكد معنى (الوهب ) فى اسحاق ويعقوب وبذكر اسماعيل منفصلا عن أبيه واخيه وابن اخيه .

  1/6  ـ  وبعيدا عن موضوع ( الوهب ) وحيث لا تذكر كلمة الوهب نجد ترتيب اسماعيل بعد ابراهيم مباشرة لأنه الابن الأكبر لابراهيم ، ويأتى بعده أخوه الأصغر اسحاق ثم الحفيد يعقوب ؛ ففى موضوع الايمان بالكتب والرسالات السماوية حيث يجب الايمان بكل الرسل دون تفرقة بينهم يقول جل وعلا : (قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ( البقرة 136 ) . و: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )( آل عمران 84 ). ويتكرر فى موضوع الوحى :(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا  )( النساء 163 ).وحتى فى موضوع الحوار حول الأنبياء ابراهيم وولديه وحفيده :(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ)( البقرة : 140).

2 :  مقابل ( الوهب ) فقدتميز اسماعيل بمشاركة أبيه ابراهيم فى بناء الكعبة :

أراد الله جل وعلا أن ينفصل اسماعيل ويعيش الى جانب البيت الحرام ،وأن يكون أبا لشعب عربى حول البيت الحرام وفى الجزيرة العربية . وتميز اسماعيل بمشاركة أبيه فى إعادة بناء الكعبة ورفع أسسها وتطهيرها مما انتشر حولها من رجس الأصنام ، وبقى بعده يرعى الحج للبيت الحرام . يقول جل وعلا (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وفى عملهما معا فى رفع قواعد البيت كان الأب والابن يدعوان الله جل وعلا أن يتقبل عملهما ،وأن يرشدهما الى المناسك الصحيحة بعد زمن من التحريف والتضليل،وأن يجعل من ذريتهما( فرع اسماعيل بن ابراهيم ) شعبا مؤمنا مسلما ، وأن يرسل فى هذا الشعب رسولا منهم يعلمهم ويزكيهم :( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحكمة وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  ) ( البقرة 125 : 129 ). واستجاب الله جل وعلا الدعوة ، فأصبح اسماعيل أب العرب المستعربة ( عرب الشمال ) ، وبعد قرون طوال أرسل الله جل وعلا منهم ( محمدا ) من نسل اسماعيل بن ابراهيم خاتم النبيين عليهم جميعا السلام . 

3 ـ وتتابع الرسل والأنبياء فى فرع اسحاق بن ابراهيم فقط ، من يعقوب ثم يوسف ثم الأسباط الى موسى وهارون الى داود وسليمان وحتى زكريا ويحيى الى عيسى ، وعاش بعض اهل الكتاب فى جزيرة العرب فى مكة و يثرب وخيبر من اليهود والنصارى وبنو اسرائيل . هذا بينما عاشت ذرية اسماعيل دون أنبياء ، مكتفية بما توارثته من ملة جدهم ابراهيم ولحقه التحريف عبر القرون . وبينما ذكر رب العزة أنبياء بنى يعقوب ( بنى اسرائيل ) من ذرية اسحاق فلم يرد ذكر فى القرآن لذرية اسماعيل لسبب بسيط هو أنه لم يكن فيهم أنبياء ، إكتفاء بمبعث النبى الخاتم من فرع اسماعيل ليصحح المتوارث من ملة ابراهيم وليرجع بالناس الى صحيح العقيدة وصحيح الدين بعد قرون من التضليل والتزييف . ولأنها الرسالة الخاتمة فلا بد أن تظل المرجعية الالهية لكل باحث عن الحق من المسلمين وأهل الكتاب ، ولا بد أن تكون محفوظة من التحريف فى اللفظ وفى النّص الى قيام الساعة حتى تكون حجة على كل ضال .

لا نجد ذرية اسماعيل فى القرآن ولكن نجد العلة وهى أنه لم يوجد فيهم رسول قبل خاتم النبيين ، وهذا ما تردد فى الكتاب الحكيم فى سياق الحديث عن مهمة خاتم النبيين :( وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ( القصص 46 )، (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) ( السجدة  3) ، ( تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ) ( يس5 : 6  )، (وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) ( سبأ: 44 ).

ونجد أيضا تأكيدا بأن العرب من ذرية اسماعيل كانوا قبل نزول القرآن يتمنون بعث رسول فيهم مثل أبناء عمومتهم من ذرية اسحاق ويعقوب : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا  ) ( فاطر 42 )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ )(الانعام 155 : 157  ) .

هذا ..والله تعالى هو الأعلم وهو المستعان .

اجمالي القراءات 46871