خواطر

احمد شعبان في الأحد ٠٤ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً



وصلتني هذه الخواطر من : محمود خليفة جودة

اليبرالية والاسلام ..... أين التناقض !

بادىء ذى بدء لابد أن نؤكد على حقيقة مفادها ان الاسلام كدين دعى إلى أعمال العقل والتدبر فى شئون دنيانا , فالاسلام اطلق العنان للابتداع فى أمورنا الدنيوية طالما جاء ذلك فى إطار الاسس والمبادىء التى ارساها الاسلام وجعلها ركن اساسي لإدارة الدولة ,
أجد نفسى فى وضع يدعو للدهشة والاستغراب عندما يخرج البعض علينا بما هو خطأ ولا يتفق مع اى منطق حين يقول ان الليبراليون كافرون زنادقة وهم اعداء الاسلام ...... وغيرها من الاتهامات , أن هؤلاء الجاهلون لا يدركون شيئا عن الاسلام ولا الليبرالية , أتسأل لماذا كل هذا الجدل والصدام والاتهامات والشد والجذب بين القوى الاسلامية والليبرالية فى مصر , فاسس الليبرالية هى من اسس الاسلام , فالاسلام قد نادى بحرية الفرد وتحريرة من العبودية والتقيد واعطى له حرية العقيدة ,فنجد ان الليبرالية قد ذهبت فى نفس الاتجاه حين نادت واعلت من قيمة الحرية الفردية ووضعت حدا لها فحرية الفرد تتوقف عند المساس بحرية الأخرين ...., الاسلام دعى إلى التدبر والتعقل فى الأمور" أنتم أعلم بشئون دنياكم" فالليبرالية تقوم على اساس اعلاء العقل والفكر فالانسان عاقل رشيد قادر على الاختيار وان اطلق العقل كان اساس التنوير والتطور فى العصر الحديث فلندع العنان لعقولنا لتصل بنا إلى أبعد الحدود, حتى لو كان ذلك فى أمور الدين فالبحث عن الذات الألهية والتفكر بشكل عقلى بعيد عن اى حسابات حتما سيقودنا إلى اليقين ........ واتفقا الاسلام والليبرالية على أهمية العدالة والمساواة فى اتاحة الفرص والاعتماد على الكفاءة , فجوهر واساس الليبرالية لا تختلف كثيرا عن جوهر واساس الاسلام , فلماذا كل هذا الجدل ؟؟؟؟؟.

حقيقة الأمر هناك نقطة اختلاف جوهرية بين الليبرالية والاسلام فالاسلام دين ودولة , إم الليبرالية فهى تدعو إلى فصل الدين عن السياسة فهى تضفى على الدين بعد روحانى وتغلفه به وترى ان خلط الدين بالسياسة مفسد للأمور وأنه لا مجال للدين فى السياسة ... هذا اختلف معه من وجهة نظرى ولكن فى نفس السياق فاننا نعيش فى ظل أوضاع اصبح الدين فيها أداة استغلال ووسيلة للعب بعواطف الافراد , لذا فاننى معارض لاستخدم الدين والشعارات الدينية من قبل البعض واتخاذ ذلك وسيله لكسب أكبر تأييد ممكن ، ولأن الفكر الإسلامي الذي يقدم مختلف حوله ، فكل تيار إسلامي يقدم أفكاره مختلفة عن أفكار باقي التيارات الإسلامية ، فمن أي جماعة نأخذ أفكارنا الإسلامية !!! .

تبقى هناك حقيقة واحدة وهى أن لليبرالية وجوه كثيره فلنأخذ منها ما يتفق مع أوضاعنا , ففى النهاية الاسلام عقيدة ارست اسس ومبادىء أمه محمد ولا يمكن مقارنة الاسلام كعقيده واسعة ومتشعبة تعاملت مع كافه الجوانب الروحية والمادية ووضعت الاسس الحاكمة لكافه اوجه النشاط الانسانى إما الليبرالية فهى فكر من صنع البشر يحاولون من خلالها إدارة شئون دنياهم وقابل للتعديل الدائم , أخر ما أقول ان الليبرالية هى افكار تتعامل مع واقع ومتطلباته فلنأخذ منها ما يتفق مع مبادئنا واسس ديننا , فعلينا قبول الأخر والتنوع فالاسلام دين مرن واتعجب كل العجب من هؤلاء الذين يخرجون علينا كل حين وأخر يسبون الليبراليين ويتهمونهم بالكفر أن هؤلاء ليس بشيوخ أو رجال دين بل جهلاء لا يفقهون شياء عن الاسلام وعظمة تنوعه وتسامحه .




!البرجماتية والمثالية ..... حالة تناقض إم اتفاق

اندهش كثيرا عندما اتعرض للنقد عندما اسأل عن الجانب الايديولوجى والفكرى وأقول انا برجماتى , ينظر البعض إلى البرجماتية على انها سبه أو اى شىء من هذا القبيل , والأكثر تعجبنا عندما أقول ذلك أمام من يتغنون بالمثالية هؤلاء الذين يعيشون فى عالم الوهم والخيال , أن هؤلاء لا اعتقد ان لديهم عقل قادر على التفكير الجيد وإدراك الأمور , فنحن نعيش فى عصر البقاء فيه للأقوى ولا مجال للضعيف فيه , عصر اصبح من يمتلك هو السيد وما دون ذلك هم عبيد , ظروف وأوضاع تحتم علينا أن نتعامل مع الواقع ومشاكله بشكل اكثر تحريرية بعيدا عن طوباوية أفكار البعض التى لا تقدم أو تأخر شىء , ان من يتحدث عن المثالية انما يتحدث عن فراغ لا وجود لشىء فيه , وأغرب ما فى الأمر ان هولاء الذين يتغنون بالمثالية هم أبعد الناس عنها , هم أناس إذا اصابنى الصواب يشعرون بالنقصان فيحاولوا اللجوء إلى عالم المثالية,فدعاة المثالية ما هم إلا اشخاص متعصبين لأرائِهم وقاسين في التعامل والحديث أيضا,وفى الجانب الأخر فالبرجماتية منهج وطريقة للحياة تجعلنا أكثر قدرة ومرونة على فهم الواقع والتعامل معه , فالبرجماتية اصطلاحيا تعنى " مذهب فلسفي – سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة؛ فالسياسي البراجماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره، وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة ، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل . والبراجماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية إلا أنهم في الواقع ينادون بأيديولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة " , ان الفجوة واسعة بين دعاه المثالية والبرجماتيين , نحن لا نعارض المثالية بل هى أعظم شىء ولكنها غير مكتشفة والمثالية لا تعنى اننا نقف عند نقاط معينه ونتقيد بها فلابد ان نتحرر من قيود الواقع حتى نستطيع ان نصنع واقعنا بأيدينا ونكون أكثر قدرة على التكيف والتأقلم مع كافة المتغيرات فى كافة مناحى الحياة وعلى كافة الاصعدة ,انه صراع وهمي بين البرجماتية والمثالية ! .
فالمثالية تتعامل مع الواقع لتغييره ، والبراجماتية تتعامل مع الواقع وتسعى للنهوض به .

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
حوار مع الله‏‏

منذ نعمومة أظافرى , منذ أصبحت مدركاً لهذا العالم أذهب كعادتى كل يوم إلى الحقول قبيل وقت الغروب لاستمتع بالجو الجميل والطبيعة الساحرة ,فأجد الفرصة سانحة لأتدبر خلق هذا الكون , انظر إلى السماء متعمقا فى التفكير ، انظر حولى فأرى كل شىء يشاركنى لحظات تأملى , انظر فأجد تلك البذرة التى وضعت فى الأرض وما لبثت ان خرجت وكبرت من خلال عناية المزارعين , فاتسأل كيف أصبحت تلك البذرة نباتا !, كيف اثمرت !, ما هذا التنوع ! ,,,,,,, كلها اسأله تجعلنى إلجاء إلى السماء لعلى أجد الأجابة , فاغوص فى اعمق افكارى , واتدبر انى كنت مثل هذه البذرة التى وضعت فى تربة ,هذه التربة هى رحم أمى , أخذت تنمو فى باطن الارض كبطن الأم , ثم خرجت إلى الدنيا وبرعايتها كبرت .
أن المتأمل لهذه الطبيعة وما تحويه من أسرار سيجد أجابة على كل تسؤلاته , فالطبيعة تحاورنى تعلمنى اشياء كثيرة , تجعلنى أغوص فى أعماق ذاتى لاكتشف المجهول , تجعل عقلى فى حوار دائم مع النفس للوصول لماهية كل ما هو غامض , كل شىء فى حياتى يخضع لمعيار التعقل والتفكر حتى لو كان فى الأمور الدينية , فأنا لا اعتد بالثوابت إلا عندما اتوصل إلى حقيقة ومغزى من ورائها , وفى إطار سعى الدائم للتوصل لحقيقة هذا الكون اجلس وحيدا مناجيا نفسى متحدثا إلى السماء فأجد عقلى يذهب إلى حقيقة مفادها ان هذا الكون محكم متزن فى إدارته , وان هناك قوة خارج نطاق العقل البشرى تدير هذا الكون , تلك القوة اصطلاحياُ نطلق عليها لفظ " الله " , فالجأ إلى الله لكى احاوره , فأجد إجابة على كل تسؤلاتى , أجد الأجابة فى هذه الطبيعة , أجد الأجابة فى ذات نفسى , أجد الأجابة فى عظمة كلمات ومعجزات الأديان السماوية , فالذكر الحكيم جاء بدلائل وبراهين تفوق كل امكانيات البشر ,,,,, أن أطلق العقل يقودنا للحقيقة واليقين لعالمنا وما يدور به , فلقد كرم الله الانسان ووهبه العقل واصطفه بذلك عن سائر خلقه , فالعقل هو القادر على معرفة وإدراك حقيقة هذا الكون , أن ايمانى بالله أكثر من أيمانى بوجود ذاتى .
كتب / محمود خليفة جودة
مدير المشاريع البحثية بالمركز الديمقراطى العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية
باحث متخصص فى المجتمع المدنى والتحول الديمقراطى فى الوطن العربى
اجمالي القراءات 11044