عقوبة السرقة وأبعادها في المجتمع والدول

على صالح في الخميس ٠١ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

سلام عليكم

مع أحترمي لكل الاراء الاخوة الذين كتبوا حول الموضوع فأن رأيي مخالف لما ذهبوا اليه

ولو وجدت او فهمت غير ذلك لا ستغفرت ربي الذي سيحاسبني على العقل الذي أعطاه لي

وأن الله لايكلف نفس الا وسعها

وهو فرق كبير بين من أعطاه الله العقل ويترك كتاب ربه ويذهب الى الضلال البشري فهو في هذه الحالة سيحاسب ليس كجاهل بكتاب الله بل بكافر بكتاب الله

اما نحن او انا أتدبر من كتابه وحده فأذا أهتديت فهذا من رحمة الله وأن ضللت فمن نفسي وسيهديني ان شاء الله لانه توعد أن يزيد الذين أمنوا هدى

 

أول شيء أحب أن أوضحه هو أنني لا أنظر أبدا ألى ألاحكام الوضعية من صنع البشر برحمتها وبقسوتها بل أنظر وأبحث في حكم الخالق الذي خلق النفوس البشرية وهو الوحيد الذي يعرف كيف يكون انهاء المفاسد في الارض وما نراه اليوم هو خير دليل على ما أقول

 

حيث ان أكثر الحروب ولا أريد ان أبالغ واقول جميعها

هي بسبب السرقة وأن أختلفت الاسماء

مثل الجهاد ضد الكفار أو الحرب ضد الارهاب وتحرير الشعوب ومن اجلكم وفي سبيلكم

وكثير من العنواوين الرنانة التي تخفي داخلها معنى واحد الاستغلال والبغي بغير الحق وسرقة خيرات الغير

وابتداءا من البيئة الصغيرة الى مستوى الدول

فلو علم السارق ان وراءه شيء قاسي لحسب الف حساب قبل أن يأتي ويأكل اموال ناس وعوائل قد تتشرد او تضيع او ينتشر جوع او تنتشر فاحشة

وكثير من الاشياء التي تهدم مجتمعا كاملا

او دول كاملة

ولنبدأ بالبلدان العربية

لنبدا من الرئيس الذي يحكم البلد

وليكون العراق مثلا سابقا واليوم

لو كان الرئيس يعلم أنه لو سرق أموال شعبه الذي هو بمثابة أمين عليها تقطع يده لاستحال ان يقدم على عمله بشعبه من سرقة ثروات شعبه التي هي ملك لكل من اراد الله ان يخلقه في بلد في ثروات مباركة تكفي كل افراده

هل تعلمون كم عائلة متشردة نتيجة سرقة الحكام لشعوبها ؟؟

 

هل تعلمون كم من عوائل تشردت وأصبحت تبيع الفاحشة ؟؟

هل تعلمون كم من أطفال متسكعين بالشوارع بحثا عن لقمة العيش ؟ناهيك ان لم يصبحوا سراق وقتلة

 

هل تعلمون كيف سيكون أجيال بعد أجيال تربت على مثل هذه المفاسد المدمرة لنمو مجتمع؟

كل هذا سببه السرقة

 

لو كان الرئيس تقطع يده اذا سرق اموال موضف واحد لما تجرأ على عمل ذلك

ونقطة مهمة أريد أن أقف عليها فكثير منا لا يعلمها وهي

الحكم ليس له أي علاقة بالرئيس

الحكم جهة يجب أن تكون مستقلة يقام فيها العدل والقسط على كل افراد البلد من الرئيس الى العبد

 

 فتعريف الرئيس او الملك هو أنسان قادر على توجيه بلده بما يلائم العلاقات مع الدول والقوانين داخل البلد شرط ان تخضع لحكم الله لان البشر حكمه قاصر وكثيرا ما يحكم بالهوى وليس هو من خلق الكون والنفوس وليس له علم بابعاد الحكم لذلك ترى في كل حين يغيرون حكم لانهم أكتشفوا من خلال سنين طويلة أن فلان حكم غير صالح  وليس ككتاب الله الذي هو ثابت على طول الحياة على الارض

الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير

 

ومن ممكن ان يضع قوانين مختلفة عن ما في السابق شرط ان لا يكون تعدي لحدود الله فحدود الله هي التي تضمن العدل والمساواة بين الناس

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء : 105]

 

اي أنه حتى لو كان واحد من أفراد المجتمع كافرا او خائنا فهذا لايمنع ان يأخذ حقه كاملا دون ظلم ودون تفرقةبين الباقين فقضية أيمانه لسنا مسؤلين عليها

 

وأحب أن أذكركم بقصة بني اسرائيل مع نبيهم

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة : 246]

فالنبي الذي كان معهم لم يكن هو الملك فليس شرطا ان يكون النبي هوالرئيس او الملك

وكلكم يعرف القصة حيث أن الله فضله عليهم بالعلم والجسم

أذا القدرة على قيادة مجتمع تتطلب أنسان يستطيع تحمل هذه المسؤلية

ولكن ان يخضع هو وشعبه لحكم الله الذي هو عند النبي الذي اتاه الله الكتاب او التشريع

والا عم الفساد كما هو اليوم فمجرد أن يكون الملك او الرئيس هو الذي يسير امر بلاده والذي يكون امينا على ذلك ترى العكس هو الذي يحدث

فهو الذي يسرق وهو الذي يشرع ورجال الدين الكفرة بكتاب الله والمنافقين يصيغون الدين لما يتناسب مع حكمه هو وما يتناسب مع ما يطيل من فترة بقائه والاتيان باحاديث تلصق بالرسول الغرض منها سياسا وبغيا بغير حق وهو ما نراه اليوم وما هو سابقا وما هو في كل زمان ومكان لذلك انزل الله الكتاب بالحق حتى يحكم به النبيون والمؤمنون المخلصون والذين لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا

ويشرون الحياة الدنيا بالاخرة

وكل مانراه اليوم وما نحن شهيدين عليه هو نفسه تماما الذي فعله أهل الكتاب من قبل فلو قرئنا القرأن في قصة بني اسرائيل لانهم اكثر شيء ذكرهم الله وربطنا ما كانوا يفعلون بواقعنا اليوم لرئيته يطابقه تماما وقد نبهنا العلي القدير أن نحذوا حذوهم وسيكون مصيرنا الخلود في النار ان أصبحنا مثلهم

واصبح كثير من الناس حين تقول يجب أن يكون حكم الله هو القائم يخافون وكأن الله يحكم بالظلم والسبب هو ربط كتاب الله والدين الحنيف الذي لا ظلم فيه فهو بصياغة الخالق الذي يعلم ويقدر وربطه مع الدين الذي نراه سائدا اليوم والقرأن بريء منه

 

أذا الحكم كما قلنا هو لله ولكن يجب ان يكون هناك انسان مقتدر على حمل أمانة شعبه وممتلكاته

وطبعا هناك أنبياء أتاهم الله الحكم والملك والنبوة مثل داوود وسليمان

 

فاليوم نحن الدول التي تزعم أنها تطبق القرأن او الاسلام

 

نقول لها كما قال الله ان يقول لبني اسرائيل

 

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة : 68]

 

ما أعظم هذه الاية وما تحمل من معاني كبيرة جدا

 

كيف ستبني حصنا او قلعة ضخمة على ارض رملية

 

السرقة وقوانين القصاص والاحكام الرادعة كيف ستقيمها والبلد هو خربان كله ومليء بالمفاسد والانحطاط ابتداءا من الذي يحكم الذي هو اساس المفسدة ومعه رجال الدين

يقول الله لرسوله

{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة : 42]

{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [المائدة : 43]

 

أي أن الله يقول لرسوله أنهم سماعون للكذهب يعني هم أصلا يتبعون غير كتاب الله الذي أتاهم من قبل فأذا أتوك فأحكم بينهم بالقسط وحتى ان تركهم فهم لا يضروه شيء أي أنك لا تحمل أثم اذا لم تحكم بينهم فهم ليسوا على شيءهم يتحاكمون للطاغوت ولو اتبعوا كتاب الله لوجدوا نفس الحكم الذي يحكم به الرسول فهو مصدق لما معهم

 

ولربط الموضوع مع السرقة وهو أن المجتمع اصلا مبني على اساس غير صحيح فلا توجد فائدة من تطبيق حكم على أفراد دون افراد

ويجب تصليح البلد من كل القوانين التي اسست على اساس الظلم وعدم الاقساط

وكلما أنزل الله كتاب كلما رموه البشر وراء ظهورهم

واتبعوا ما أترفوا به

فكم هي كبيرة لو قطعت يد رئيس لانه سرق وكم من هي عاهة أجتماعية ومخجلة ومخزية

 

أما حول البدان فأمريكا تقتل وتسرق وتيتم اسر بفعل الاجرام والباس ذلك بالحرية وتطهير الشعوب من الطغاة

وهم كلهم عملاء من البداية

وكل ذلك السرقة سبب رئيسي لما وصل اليه العالم اليوم

يقول الله في الدين الذي يرتضيه لنا انه سيذيقنا شيء من الجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين

 

فأختبار رب العالمين هو ليس الذي نراه اليوم

لانه يقول شيء من الجوع وفي أية اخرى أن مع العسر يسر

 

وكل تلك الأختبارات البسيطة للمؤمن الصابر الذي يعلم ان الله يريد أن يكافئه على صبره لفرح بها لان الله سيغنيه ان شاء لاحقا

وحتى يجعل ذو السعة في المال لأن يكسب الحسنات والرضا ويجزيه بالدنيا والاخرة ان تصدق او دفع الزكاة لاخيه الفقير وكلاهما وعد الله المغفرة والرحمة

ويداول الايام بين الناس

 

أما ما نراه اليوم من جوع ساحق مميت فهو عذاب لان الناس تركوا كتاب الله واشركوا بالله عبادات وتخاريف والجزء الاخر تمتعوا باموالهم ونسوا الاخرة وكل يصب في سخط الله فماذا يتوقع العالم العربي او حتى الاوربي كل يمد له نوع بالعذاب والنوع الاخر يزيدهم طغيانا وما ينجوا سوى من استمسك بكتاب الله ورأى الحقائق من خلال نور ربه وزاده ذلك ايمانا

 

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53]

{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام : 65]

 

الكثير يرى أن الرؤساء فقط هم المذنبون في ما يحدث وهو كلام صحيح جزئيا ولكن الناس أو الشعوب ايضا تحمل الجزء الثاني أو الاكبر من هذا الذي يجري والذي سيبقى فاسد

ولن يصلح الحال الا بالرجوع لكلام الخالق

 

فستذكرون كلامي هذا

 

فنحن نسير بعكس الاتجاه واي عكس

 

ربنا أننا براء مما يحدث

ونريد حكمك ربنا وأنصرنا على القوم الكافرين

 

كل هذا الذي ذكرته هو لأبين لكم هو أنه لا يمكن تطبيق احكام على ناس دون اخرين

ولا يمكن الاخذ بحكم دون الاخر

فالذي يكفر بأية فقد كفر بكل الايات

والذي يؤمن برسول ويكفر برسول فقد كفر بالايمان

لا يوجد عند الله سوى أحد الامرين

اما كافرا أو مؤمنا

وشيء مهم أن العزيز الحكيم يوقل في نفس الاية نكالا من الله

والتنكيل أو النكال لايكون بالجرح

ودائما يذكره الله للعقاب الشديد

كما تبين الايات

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)

فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)

 

وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)

إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)

وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (

13)

فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24)

فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25)

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ (26)

 

وكما سبق وقلت ان التنكيل هو عذاب شديد ومعه تخويف للذي يقوم بعمل مماثل لمن نال هذا العذاب

وحتى لا يقدم أحد على هذه الجريمة التي تكون نتائج انتشارها فساد مجتمعي متسلسل المضار

 

فأي عقوبة جرح تعالج هذه المظالم

بل ان البشر حقيقة الحال خاصة الذي يكون هو المسروق لو أمسك سارقه لقتله بدون اي تردد

أما قول فقير يسرق بيضة أو ما شابه فهذا كله يثار ويجادل به من أجل تصعيد رأي او وجهة نظر أو سعي في ايات الله

فالذي يسرق بيضة لو تاب واصلح اي ارجع ما سرقه لا يطبق عليه الحكم فعلينا قراءة الاية كاملة حتى نقف على حقيقة الامر الرباني

 

وتكملة الاية تقول

فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)

أول شيء كيف سينفذ الحكم بدون شهود على السارق وشيء ثاني ان الله يتوب على الذي يتوب ويصلح اي يرجع ما سرقه

ثم ناتي على المفاهيم الاخرى في تدبر الاية

فلو قلنا أنه اقطعوا ايديهما تعني ان نجد لهم عمل فهذا كلام لا حتى لايسرقوا

فهذا كلام لا يعقله أحد فكل واحد لا يجد عملا يذهب فيسرق ويحصل على مكافئة التعيين

 

كل ذلك لايستوي مع حقيقة الاية واستحقاق تلك الجريمة والتي لا تختلف كثير عن القتل

ولو رجعنا قليلا بالأيات السبقة للأية التي نحن بصددها

 

إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34)

 

لوجدت عقابا شديدا للذين يحابون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ومن ظمنها ايضا تقطع ايديهم

حتى لو كان الامر هذا في الحرب ولكنه ايضا فيه عذاب لانه يقول أما القتل او تقطع ايديهم

وذكر الفساد في الارض والسرقة والفواحش والبغي بغير الحق كله من الامور العظيمة التي تسخط الله فاي جرح هذا الذي تتكلمون عنه ؟

وأنظروا ايضا الى الاية التالية

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)

وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)

حيث ذكر عمل السرقة من ضمن الشروط التي المبايعة للرسول والاقرار به

أو بالايمان

وشرط من شوط الايمان هو عدم السرقة والزنا او القتل

 

ولنأتي على الكلمة لغويا

أول وأخر شيء هو أن الكلمة تختلف حتى بالحركات التي فوق حرف الطاء الفتحة في الاية

وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)

 

بينما في الاية التالية

فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)

 

ترى تشديد

وفي هذا اختلاف كبير

وكل من يقرا الاية اعلاه يفهم الاية أنه ليس بترا

ومن يقرأ الاية التي حول السارق

يعرف أنه القطع

 

المهم أن قطع بالفتحة ليست كقطع بالتشديد

 

والاهم من هذا ما تناولته من الايات وربطه بالواقع

فيجب ربط الواقع الذي نراه ونبحث كيف تناوله القران لانه مصدقا لواقع اليوم وغدا وقد قال سأريكم أياتي فلا تستعجلون

 

ولتعلموا حينها كيف قالها القرأن وصدقها الوقت الحاضر كما هو في الاكتشافات الحديثة وكما في عبر وقصص السابقين

وكم منكم لم تمر عليه اية من ايات ربه

وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)

وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)

فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)

 

هذا ما تدبرته من كتاب ربي وسامحوني اذا خالفتكم ولكني لا اسامح نفسي اذا فهمت شي من القرأن وأنكره لان الاغلبية عارضتني أو أتفقت على عدم صحة ما أقول ولا اريد ألا اتباع الحق من ربي ولا اقصد مخالفة أحد منك فكلكم أخوتي واساتذتي واحترم رأيكم ووجهة نظركم التي ايضا انتم تجدوها صوابا وأكيد ليس قصدكم أثارة الجدالات التي تجعل الشيطان له نصيب فينا

ولكن لن يستطيع ذلك على من يتبعون القرأن

 

وشكرا لكم جميعا

جمعني وأياكم أن شاء على الهدى وأتباعه بدون تكبر ولا اصرار على الباطل

 

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)

تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)

اجمالي القراءات 17838