ياسين التهامي .. آيها القرآني..؟!!

اسامة يس في الإثنين ٢٩ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

بمجرد أن جلست الفتاة الشابة بادرت متسائلة، أخبرني يا أحمد: أيهما أنفع للناس، أن ترسم الدوائر في الفراغ، وفي دفاتر

التلاميذ، أم أن يكون لها جذور في الأرض؟!

أطرق أحمد قائلاً :

أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

مدت يدها بمسودة المقال، فمد أحمد يده، لكنها ما إن لمحت شريطًا على المكتب، حتى سحبت المقال في

حركة مباغته، وقالت بتعجب متبسم: ياسين التهامي، أيها القرآني؟!

ضحك أحمد بود وصفاء، ثم أشار إلى قلبه، وكأنه يقصد الروح.

فقالت إيمان وكأنها تستدرك:

نعم، معك حق. الأمر ليس رياضيات، فنحن لم نخلق آلات، هناك مناطق فينا لم تكتشف بعد، خبايا لم يعرف

عنها العلم شيئًا، هناك حيث أقول: أنا، حين ذاك يا أحمد، يكون أنا المتحدث، وأنا المتحدث عنه، وأنا الناظر، وأنا المنظور إليه، هناك حيث أقول: أنت، يكون أنا التي أنظر، وأنت المنظور إليه، الأمر يحتاج إلى تطابق، بين أنت في الحقيقة، وأنت كما

أتصورك أنا،ليس ثمة تطابق، بل ليس هناك إلا ما أتصوره أنا عنك، أليس كذلك يا أحمد؟

ابتسم أحمد، الذي كان كثيرًا ما يحتوي شطحات إيمان، وقال: بلى، هو ذاك تمامًا يا إيمان، هنا مدت إيمان يدها مرة أخرى، وقالت : الآن اقرأه يا أحمد ؛ فمد أحمد هو الآخر يده بمقال، وقال مازحًا: ما أنا بقارئ يا إيمان.

اجمالي القراءات 9624