الاعجاز العلمي والعددي أو الرقمي في القرءان الكريم
الاعجاز العلمي والعددي أو الرقمي في القرءان الكريم

وداد وطني في الجمعة ١٢ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الاعجاز العلمي والعددي أو الرقمي في القرءان الكريم

بين مؤيّديه ومعارضيه

 

وداد وطني

 

لاشك انّ موضوع الإعجاز العددي في القرآن الكريم أصبح له من يؤيده ويدافع عنه بشدة وثمة من يعارضه أيضاً بشدة بحجة أنه يصرف المسلم عن هموم الرسالة وعن الغاية الحقيقية للقرءان الكريم وهذا الى حدّ ما صحيح لانّ الانسان عندما يدخل في هذا المجال يشعر وكأنه يتخبّط في صحراء قاحلة ومتاهات عاتمة لا أمل له يعلو في الافق..

وهناك من وقف في الوسط من مسئلة الإعجاز العددي بحيث تكلم عنها ولم يفصل ومن ضمنهم: الدكتور احمد صبحي منصور حيث لم يخُض سبر اغوار هذا (السيل العرم!) وترك الغوص فيه لعارفيه من ذوي الاختصاصات خاصة الاساتذة الكرام (عبدالله جلغوم، مراد الخولي، محمد صادق) وغيرهم ممن لايحضرني اسماءهم الآن من الباحثين ومن كتّاب اهل القرءان ــ فاعذروني..

 

وفي الحقيقة أنا في حيرة بين هذا وذاك! وكلما تابعت الموضوع وقرأته بتأن زدتُ به علماً وأحسست بجديد. ولاشك أن كل جديد لذيذ. وفي الموضوع قضايا كثيرة تحتاج إلى تجلية وإيضاح ولكن يبقى الشك في الصدارة حيث كما سبق انّ موضوع الاعجاز العددي، قد يصرف تفكير الانسان المؤمن ــ حقيقةً ــ عن الغاية المنشودة لرسالة الله عز وجل والاّ فماذا نجني وراء بحثه سوى العتب والتعب والرسوخ والولوج في المتاهات والسفسطائيات؟ ذاك يأتي بجديد وآخر بنقيض!! النتيجة اذاً هي الدوران في حلقة مفرغة بحيث لا يسمن ولا يغني من جوع. وثمة من نظَّر للإعجاز العلمي، فوضع قاعدة، وهي أن لا يفسَّر القرءان إلا بما ثبت حقيقة علمية لا تقبل الشكَّ، لئلا يتطرق الشك إلى القرءان إذا ثبت بطلان فرضية فسِّرت بها آية. ولأخينا الفاضل الدكتور احمد صبحي منصور، مقالات مخصوصة نعرف من خلالها رأيه في المسئلة وبالأخص مقاله الممتع (تحول علم الحرف في القرءان الكريم الى دجل وشعبذة) فعندما اطلعت عليه دُهشت كثيرا وألفيْتُ نفسي في كوكب الحروف فوق ماهو مألوف! وطرقت مليّا: هل ما زلنا فى بداية الطريق للبحث والتقصي والاستقراء وما يتمخض عنه الزمن؟ هل ننتظر أم ماذا؟؟؟

ومن خلال التتبع والتأمل في هذا العالم الرحب المدهش! ألفيْتُ من الضروري بمكان الإتيان بنموذجين من نماذج الاعجاز العلمي والعددي في القرءان الكريم. هذان النموذجان لطالما يغطيان من تفكيري مجالا واسعاً ويشغلان البال حقيقة:

 

النموذج الاول

 

القران الكريم يحدد سرعة الضوء

 

 

حدد القرآن الكريم سرعة الضوء قبل العلم بأربعة عشر قرناً! ففي قوله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)

[السجدة: 5].

في هذه الآية يكمن سرّ سرعة الضوء، فقد قام الدكتور منصور حسب النبي رئيس قسم الفيزياء للبنات بجامعة عين شمس رحمه الله تعالى بحساب السنة القمرية الحقيقية وما يقطعه القمر خلال سنة كاملة، ثم قام بحساب ما يقطعه القمر في ألف سنة. ثم قسم هذه المسافة على مدة يوم واحد، فكانت النتيجة هي سرعة الضوء!!

 بداية من الجدير بالذكر ثلاثة أمور :

الأول : اليوم يومان يوم العوام وهو: 24 ساعة

 ويوم العلماء وهو

 23 ساعة و56 دقيقة و 4.0906 ثانية

•         والثاني : ان سرعة الضوء ليست 300000 كم/ثانية بالضبط  بل هي:

299792.4574 (+-) 0.0011 كم/ثانية

•         كما حددها معهد الدائرة الوطنية للمقاييس الأمريكية

•         اما مختبر الفيزياء الوطني البريطاني فقد حددها ب

299792.4590 (+-) 0.0008  كم/ثانية

 

ثالثا : ان أكبر سرعة في الكون هي  سرعة الضوء.

                                                 

  

وألان تعالوا بنا لنرى كيف حدد القران الكريم سرعة الضوء بدقة متناهية حيث يقول الله تعالى

"... ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"

وكلمة مما تعدون تدل على أن المسافة التي يقطعها الأمر(1000 سنة) هي بالتاريخ الهجري وقد كان العرب قديما يحسبون المسافات فيقولون مسيرة يوم أو مسيرة شهر وإذا ردنا أن نحول الألف سنة إلى مسافة فينبغي أن نعرف المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في شهر وهي2152612.34 كم

فتكون المسافة التي يقطعها القمر في السنة هي:

 2152612.34*12 = 25831348.08 كم

وتكون المسافة التي يقطعها القمر في 1000 عام هي :

   25831348.08*1000 = 25831348080 كم

وبما أن السرعة = المسافة /الزمن

هنا عرفنا المسافة

أما زمن اليوم بالثانية (إن يوما عند ربك) فهو:

 23 ساعة و 56 دقيقة و 4.0906 ثانية

فحين نحول اليوم إلى ثوان فيكون اليوم 86164.0906 ثانية

وألان لحساب السرعة قسم المسافة على الزمن أي :

25831348080 كم/86164.0906 ثانية = 299792.4994 كم/ ثانية

وهذه هي سرعة الضوء التي يتعامل بها اينشتاين وغيره من العلماء

وصدق الله العظيم حين قال

((سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق))

 
 
 

 

 

 

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 النموذج الثاني

 

 

مكانس تكنس السماء وتنظفها!!

 

 

حيث اكتشفت وكالة الفضاء الامريكية ناسا شيئا عجيبا فى الفضاء
فهناك من ينظف الكون من الغبار الكونى والدخان الناتج عن انفجارات النجوم
نعم أنها بالظبط مكانس، بما تعنيه الكلمة من معنى،
فهى تشفط هذا الدخان والغبار الكونى،تماما كالمكنسة

أطلقت عليها ناسا " الثقوب السوداء"
"The Black Holes"
نظرا لانها لا ترى، فهى تماما كثقب يشفط اى غبار او دخان فى الكون.
وفى الحقيقة، هى نوع من أنواع النجوم، وهي تجري فى السماء وتنظفها.
أنظروا اليها، وقولوا سبحان من خلقها!

 

*****
ولكن هناك مفاجأة فاجأت الجميع، وهي ان "ناسا" لم تكتشف شيئا
لانها فقط التقطت صورا لشىء تكلم عنه خالقه، الواحد الاحد، فى القران الكريم
**
فقد أتى ذكر هذه النجوم فى قوله تعالى:
 

))فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس((

أقسم الملك، وله ما يشاء ان يقسم به، ووصفها وصفا دقيقا فهى:

لاترى: فهى خنس
وتجري: فهى جوار
وكالمكنسة: فهى كنس

الجوار الكنس أكبر بعشرين مرة من الشمس، وهى كمكنسة كونية عملاقة،
تستطيع ان تبلع الارض بما فيها

فهى لها جاذبية عظيمة، تجذب اى شىء يمر امامها

 


فصدق الحق سبحانه وتعالى: ((سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مما يعني انّ القرآن الكريم لم يترك شيئا إلاّ وأشار إليه. حيث تحدث بعض العلماء وقالوا: "إن شئت الخياطة فاقرأ ((وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة))، وإن شئت الحدادة فاقرأ ((وألنا له الحديد))، وإن شئت البناء ((والسماء وما بناها))، فالغزل ((كالتي نقضت غزلها))، فالنسج ((كمثل العنكبوت اتخذت بيتا))، والفلاحة ((أفرئيتم ما تحرثون))، والصياغة ((واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا))، والملاحة ((وأما السفينة))، والخبز ((احمل فوق رأسي خبزا))، والطبخ ((أن جاء بعجل حنيذ))، ((فجاء بعجل سمين))، والغسل ((وثيابك فطهر))، والنحت ((وتنحتون من الجبال بيوتا)).

قال الله تعالى: ((ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء))".

هذا وقد قرر "السيوطي" أن أنواع العلوم ليس منها باب ولا مسألة هي من أصل إلاّ وفي القرآن ما يدل عليها!!!

ونحن نقول إنما هو كتاب هداية وتشريع ليس الاّ، وتشريعه، كلي حدودي، وبذلك يكون مصدراً أولياً لدساتير العالم كلها وليس نهائياً كما قال بذلك الاستاذ سامر اسلامبولي.

ويعجبني كلامٌ للمتألق فوزي فراج، في نقد الإعجاز العلمي والعددي، يزيدني إيماناً في الشك وعدم القبول أو الرضى بهذه المعادلات والحسابات في القرءان الكريم، لأننا جعلنا الأبحاث في العلوم التجريبية أصلاً يُحكم به القرآن! وتأوَّل آياته لتتناسب مع هذه النظريات والفرضيات. حيث جعلنا كتاب الله تعالى نتاجاً للنظريات والمعادلات الحسابية كأداة خاضعة لمقايسات عقولنا! وبذلك فإننا وضعنا القرءان الكريم على المحك! لكن ثمة من يقول (النص القرآني هو من يفرض علينا ذلك الترتيب وبالتالي تلك القيم العددية!) فلنتأمل فحوى كلام أخينا فراج، في نقد ما يسمى بالإعجاز العلمي للقرءان الكريم، في مقال له بعنوان: (بين متاهات الأحاديث ومتاهات الإجتهاد الحديث)، وهذا رابطه لمن أراد:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1425

يقول الاستاذ فوزي: (وممن اجتهدوا فى تفسير القرآن، فهناك من يقتنع تماما ان القرآن مبني على معادلات حسابيه لها علاقة مباشرة بالرقم 19 ومضاعفاته، وقد قرأت ايضا ادعاءات بأرقام اخرى لا اذكر على وجه التحديد ان كانت 12 او 23 او شيئا من هذا القبيل، اي ان القرآن يجب ان يجتاز ذلك الأختبار المستحيل كى يبرهن انه من عند الله وان الله وحده هو القادر على وضع كتاب من ذلك النوع الوحيد، كتاب لو نقص او ازداد فيه حرف واحد لأنهارت تلك المعادلة الحسابية عن اخرها، كل ذلك للتدليل على ان القرآن قد اوحى به وجاء من لدن حكيم خبير، وانه من عاشر المستحيلات ان يكون عملا من اعمال البشر. لكننى قلت اكثر من مرة ان ايمانى (انا شخصيا) وايمان مئات بل الاف الملايين من المسلمين الذين امنوا منذ ان اوحى القرآن الى الرسول (ص) لم يكن بناء على تلك المعادلات الحسابية او غيرها، وان الله سبحانه وتعالى قد ذكر واثنى على ايمانهم فى نفس القرآن الذى يدعى البعض على انه منظومة حسابية، أى ان ايمانهم لم يكن منقوصا او ضعيفا رغم جهلهم بل وجهل الرسول نفسه (ص) فيما يبدو بتلك المعادلات، كما قلت أيضا ان اعتبار ذلك برهانا لمن لم يؤمن اصلا بالقرآن لن يغير من الامر شيئا، فحسب معلوماتى لم يغير حتى الآن من ايمان هؤلاء بحيث اننا لم نراهم وقد بدأوا فى دخول الاسلام افواجا أفواجا بعد ان اعلنت ونشرت وقدمت تلك الاعجازات).

ويستمر في الحديث: (وهناك من يفسر القرآن بأنه كتاب للعلم ولا اعنى بذلك "المعرفة" بل العلم الحديث (Modern Science)، وليس مجرد اي علم فقط، بل علم اليوم فى القرن العشرين والحادى والعشرين، ومنه على وجه المثال من قال ان أية النور (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة......الآية) تفسيرها بأنها وصف تفصيلى لتركيب جهاز (الليزر) المعروف، وكأن الله سبحانه وتعالى كان قد اعطى لنا كمسلمين ليس فقط فكرة جهاز الليزر، بل وطريقة تصنيعه بدقة كاملة متكاملة، غير اننا لأننا لم نتدبر القرآن ولم نستطيع ان نفهم كلام الله فيه، فقد فاتنا ذلك العلم، واستطاع غير المسلمين ان يكتشفوا ذلك الاكتشاف العظيم، رغم انه احقاقا للحق، لم يدعى اي منهم (الذين اكتشفوه) انه حقق ذلك الاكتشاف من العلم بناء على كتابه المقدس او على اى كتاب مقدس اخر، او بالطبع بناء على القرآن. ولا ادري، ان صح ذلك الزعم، لماذا كشف الله عز وجل لنا عن جهاز الليزر على وجه التحديد، لماذا لم تكن القنبله الذريه او الكهرباء او حتى الموصلات النصفيه (semi conductors) خاصة وانها مصنوعة من السيليكون اى الرمال والتى توافرت فى بيئتنا العربيه، او حتى القلم الرصاص، بالطبع ان تسأل هذا السؤال، فستكون الاجابه، نحن لم نفسر بعد كل ما جاء فى القرآن، ومن يدري فكما اكتشفنا ان الليزر فى القرآن، فقد نجد كل تلك الإختراعات الأخرى يوما ما مفسرة بحذافيرها فى القرآن، وبالطبع لا تستطيع ان تجادل احدا يعتمد فى جداله على المجهول فى المستقبل كدليل على صحة وجهة نظره. غير اننى اتساءل، الم يعلم سبحانه وتعالى اننا نحن المسلمون، لن نقوم بإختراع الليزر، فما اذن حكمته فى وضعه بهذا الشكل، وان كانت كل الاختراعات الاخرى كما يقولون ربما سنكتشفها فى القرآن ايضا يوما ما، ونحن بالطبع لم نخترعها كما يعرف الجميع، فما حكمته فى ذلك، هل لإثبات ان القران هو كتاب الله، فلمن يريد الله ان يثبت ذلك؟؟؟، فمن امن به، قد امن به دون تلك الحجج والبراهين على مدى اربعة عشر قرنا، ومن لم يؤمن به، لن يؤمن به مهما قدمت له من الحجج والبراهين). انتهى كلام الاستاذ فوزي فراج.

إذاً (إذا بقي همُّنا منصبًّا على العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي ــ أو العددي ــ لإثبات صحة هذا الدين لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بالحقائق المادية، فإننا سنبقى عالة على الغرب ننتظر منه كل جديد في العلوم، ثمَّ نبحث ما يوافقه في شرعنا، ولا يخفاك ما دخل علينا من هذه العلوم مما هو مخالف لشرعنا، وما ذاك إلا بسبب أنَّ موقفنا نحن المسلمين موقف التلميذ الضعيف المتلقي الذي يشعر أنه لا شيء عنده يمكن أن يقدمه ــ اقتباس)

ثم إن المسلم ليس متعبد بمثل تلك الأمور، وكونها تأتي عن فتوحات يفتحها الله على بعض عباده فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. بل نحن متعبدين بدعوة الناس ــ والمسلمين ــ لهذا الدين على أسس متينة وقواعد قرآنية، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها تنزيل من حكيم حميد. وليس على اسس النظريات والفرضيات و "الاعجاز" والروايات والتراث والتأريخ. فالنظريات والفرضيات يأتيانها الشطط والعِوج من كل حدب وصوب. ولا شك انّ إنصراف الناس لهذه الاكتشافات والانبهار بها سيكون طريقا سهلاً وميسوراً لهجر الكتاب العزيز والعمل بتعاليمه، فيكون شأنهم متابعة موافقات القرءان مع المكتشفات الحديثة، وترك الهدف الأسمى لنزول القرءان الكريم..

وأخيراً، من الذي يُثبتُ أنَّ هذه القضية صارت حقيقةً لا فرضية؟ من هو المرجع في ذلك؟ أيكفي أن يُحدِّثَ بها مختصٌّ، أتكفي فيها دراسةٌ بحثيةٌ، أتحتاج إلى إجماعٍ من المختصين؟ والكلام في هذا الباب يطول.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

اخوكم/ وداد وطني

10/8

اجمالي القراءات 29119