جمعة الانزارالاخير واعادة النظر فى الاعتصامات

حمدى البصير في الجمعة ١٥ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

إعتصامات رشيدة أم الشلل الإقتصادى؟

 

بقلم - حمدى البصير

فتح المعتصمون امس الأربعاء مجمع التحرير بعد أربعة أيام من إغلاقه خشية أن يتسلل البلطجية بين موظفى المجمع والجمهور ، ويعتدون على المتظاهرين والمعتصموين فى ميدان التحرير .

وقد عادت الحياة إلى البورصة المصرية ، وإرتفع مؤشرها الرئيسى ، بعد أيام من الخسائر ، والتى بلغت اول أمس الثلاثاء .

ورغم وجاهة ومنطقية مطالب بعض المعتصمين فى ميدان التحرير ، ومع كفالة حقهم فى الإعتصام لأنهم لايطالبون بمطالب فئوية أو خاصة ، ولكنها مطالب عامة ، تتمحور فى الأساس على تحقيق كافة مطالب ثوار 25 يناير .

، إلا أن تعطيل حركة المرور فى ميدان التحرير غير مقبول لأنه يعد مقصدا سياحيا ، بل هو ترمومتر الإستقرار الداخلى عند السائحين والمحرك الرئيسى للجذب السياحى الأن ، ولاسيما أن وجود تقارير يومية عن الإعتصام بالتحرير ،ووجود صدامات مع بلطجية ، وإغلاق أكبر مبنى خدمى فى مصر وهو مجمع التحرير ، كل ذلك سيؤثر بالسلب على حركة السياحة ، كما أثر الإعتصام على التعاملات فى البورصة خلال الأيام الماضية .

ومن الممكن أن يكون هناك إعتصامات رمزية لقوى سياسية وشبابية معروفة يمكن التفاوض والتفاهم معها ، على أن تتمركز تللك الإعتصامات فى اماكن محددة فى الميدان ، حتى يمكن تأمين خيام المعتصمين ومنصاتهم بها ، وفى نفس الوقت لاتعطل تلك الإعتصامت حركة المرور وسير الحياة الطبيعية ، لأن المسألة لم تعد متعلقة بمصالح المصريين التى تتعطل فقط ، بل تنعكس الإعتصامات غير المنظمة على النشاط الإقتصادى ، فى الوقت الذى يعانى منه الإقتصاد المصرى من أزمات متلاحقة ، ولايتحمل المزيد من الضربات ، ولاسيما أن بعض تلك الإعتصامات والمظاهرات وصلت إلى المجرى المائى لقناة السويس ، وسط تهديد بعرقلة حركة السفن داخل القناة ، وبالتالى خسارة مصر ملايين الدولارات يوميا إذا لم تتحقق مطالب المحتجين !

فمادام هناك إتفاقا على أن المبادىء العامة للثورة تتحقق ، حتى ولو كان ذلك يتم ببطء شديد قد يكون له مايبرره ، ومادام المجلس العسكرى مستمر فى حماية الثورة وتأييد مطالب ثوارها ، ويسعى إلى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية ورئيس منتخب ، مع إستمرار محاربة الفساد ومحاكمة رموز النظام السابق والمتورطين فى قضايا مختلفة ، ومادامت حكومة " شرف المؤقتة " تسعى إلى تصحيح أخطاؤها وتغير وزرائها كل فترة مثلما سيحدث هذا الأسبوع ، فلابد أن تكون الإعتصامات والمظاهرات بعد ذلك مدروسة بشكل جيد وتنظم بعقلية سياسية رشيدة ، كى تحقق أهدافها دون خسائر إقتصادية ، أى تكتفى بتوصيل "رسائلقوية وحاسمة " بدلا من تعطيل حركة المرور أو إحدث شللا فى الحياة اليومية للمواطنين ، أوقطع الطرق وتهديد المجرى الملاحى لقناة السويس ، والتفجير المستمر لخطوط الغاز الطبيعى ، لأن كل ذلك لن يضر الإقتصاد القومى فقط ، بل من الممكن ان يهدد ثورة يناير ذاتها

وللحديث بقية

حمدى البصير

elbasser2@yahoo.com

 
اجمالي القراءات 7981