رسالة من صديقي الأردني...
رسالة من صديقي الأردني...

رمضان عبد الرحمن في الخميس ٣٠ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

رسالة من صديقي الأردني...

 

أنا من محبي مصر، وأحب الشعب المصري لطيبته، ولكوني من الذين فرحوا بحرية مصر وبزوال الحكم الدكتاتوري تابعت أحداث ثورة التحرير يوماً بيوم، وتابعت أحداث الحرية يوماً بيوم، ولكن بعد كل ما جرى فوجئنا في اليومين الماضيين بتجدد أحداث العنف في ميدان التحرير، ويوم أمس تابعت أخبار مباراة الأهلي والزمالك (مباراة القمة) بمفاجآت كبيرة، بدأت هذه المفاجآت بإلغاء المباراة خوفاً من الفتنة، ثم إلغاء الإلغاء، ثم قرر الزمالك أن لا يشارك ويعتذر، ثم عاد الزمالك ورجع عن قراره.

لا أخفيكم أنني لست من مشجعي نادي بعينه، ولست من المتعصبين كروياً كما كنت أيام الشباب، ولا تهمني نتيجة المباراة التي كنت أتمنى أن تنتهي بالتعادل لسبب واحد هو الخوف من أن تتجدد الفتنة، وأشعر أن هناك تدخلات خارجية أو داخلية تسعى إلى إعادة الفتنة لمصر ليتسنى لها تهريب الشخصيات المهمة المعتقلة في السجون المصرية.

أنا لست من الرياضيين ولا يوجد عندي كرت الجزيرة لأحضر المباراة، ولم أكن أسعى لأحضر المباراة لغاية التشجيع ولكن خوفاً مما سيتبع المباراة، وبالصدفة وجدت المباراة تبث على قناة (Zoom Sport) ولا أخفيكم أنا لا أتابع هذه القناة ولكن الروموت أرسلني لها أو الصدفة.

لن أعلق على المباراة ولا على مستوى التحكيم ولا على النتيجة التي أحمد الله أنها انتهت بالتعادل، ولكن أعلق على الإعلام العربي ودوره في هذه الفتن، حدث احتكاك وحدث احتجاج على الهدف الأخير (هدف التعادل للنادي الأهلي) وهذا طبيعي في أي مباراة وبين أي فريقين، وحدث احتكاك واتهم مدرب الزمالك بأنه سحب يد لاعب أهلاوي، (ولم يكن هناك ضرب) وحدث هرج ومرج، وعادت المباراة لحالها، وأكملت المباراة وانتهت على خير.

ودخل دور الإعلام العربي، خرج المعلق المصري على القناة المذكورة أعلاه وبدأ يشتم حسام حسن (اكتشفت لاحقاً أن حسام حسن مدرب الزمالك، ولاعب سابق في النادي الأهلي) وبدأ يقول (والآن بعد أن انتهت المباراة اشتبك اللاعبون وسالت الدماء في غرف الملابس من أجل تدخل حسام حسن...).

أين هو الدور الإعلامي في الفتنة الحالية التي تسعى بعض الدول إثارتها في مصر؟!.. أين هي الأمانة في نقل الحدث بدون تعصب؟!.. أنا لست مصرياً ولكنني بكيت حينما رأيت الشعب المصري يقتل من أجل حريته، والآن الفتنة تعاود الكرة بين أبناء مصر ولكن مع الأسف بيد الإعلام العربي، والإعلام المصري تحديداً.

من الذي له مصلحة بهذا؟!.. ليس من حق المعلق أن ينحاز لفريق ولكن يذكر حسنات كل فريق وسيئات كل فريق، ليس من حق المذيع أن ينحاز لفريق ضد الآخر أو أن ينحاز لشخص ضد آخر، يجب أن يكون ناقلاً للخبر أو المعلومة ومحاوراً للشخص لا أن يسقط علينا جبلاً من الهموم ونحن نفكر ماذا حل بلاعبينا، لو كنت مصرياً وفي زمن الشباب والطيش وسمعت ما قاله المذيع لذهبت من فوري وجمعت كل أبناء منطقتي من الفريق الذي أشجعه واتجهنا إلى الفريق الآخر لنقضي عليه ونمسحه عن وجه الأرض.

عذراً... أحمد الله أن المباراة انتهت ولم يحدث هناك أي اشتباكات أو تدخلات خارجية.. أحمد الله أن الأمن المصري تمكن من تسيير الأمور كما يجب.. أحمد الله أن الفتنة لم تحدث كما كنا نخاف منها.. ومرة أخرى أين دور الإعلام العربي من هذه الفتن؟!..

 

الخوف كل الخوف من أن يتدخل الإعلام العربي أو الغربي ويكون السبب في خراب بعض الدول.. رغم أنني لا أنكر حسنات الإعلام التي أعادت حرية مصر وتونس وعقبال البقية وإن شاء الله قريب.

 

واقبلوا فائق الاحترام

اجمالي القراءات 10818